إشارة: في الجلسة السابعة والعشرين بعد المئتين لمركز بحوث الدراسات الفقهية المعاصرة التي عُقدت يوم الأربعاء ١٦ مهر ١٤٠٤ (٧ أكتوبر ٢٠٢٥)، تم طرح أهمية مستقبليات البحث كمنهج جديد واستباقي. في هذه الجلسة، تم التركيز بشكل خاص على تحديد وإدارة المسائل الفقهية الناشئة. أشار الحجة الإسلام والمسلمين الدكتور أحمد كوهي إلى ضرورة توقع المسائل الجديدة قبل وقوعها، معتبراً تقنيات مثل البيتكوين والتكنولوجيا الحيوية أمثلة على التحديات الفقهية الناشئة التي تحتاج إلى إجابات شرعية في الوقت المناسب. كما أكد الدكتور علي إلهي الخراساني على أهمية التفاعل الدقيق لمستقبليات البحث مع الفقه والانتباه إلى الأبعاد الاجتماعية للأحكام الشرعية.
وفقاً لتقرير الموقع الإخباري لمركز بحوث الدراسات الفقهية المعاصرة، في هذه الجلسة العلمية المتخصصة، قدم الحجة الإسلام والمسلمين الدكتور أحمد كوهي، عضو الهيئة العلمية في جامعة طهران، كمقدم العرض، أهمية مستقبليات البحث في علم الفقه، وأكد على ضرورة تحديد القدرات والتحديات المستقبلية. كما قام الحجة الإسلام والمسلمين الدكتور علي إلهي الخراساني، أستاذ المستوى العالي في الحوزة العلمية في مشهد وباحث في مؤسسة البحوث الإسلامية، كناقد، بنقد وتحليل المباحث وطرح نقاط رئيسية واستراتيجية في الجلسة. وكان أمين الجلسة الحجة الإسلام والمسلمين الدكتور علي شريفي، أمين مركز بحوث الفقه والسياسة والحكم في مركز بحوث الدراسات الفقهية المعاصرة.
في بداية الجلسة، أكد الحجة الإسلام والمسلمين الدكتور علي شريفي، أمين الجلسة العلمي، على ضرورة مستقبليات البحث في كل علم، مشيراً إلى أن: «كل تخصص علمي يحتاج إلى مستقبليات البحث؛ أي يجب التعرف على قدرات ذلك العلم، توقع التحديات المستقبلية، والتفكير في كيفية حل تلك التحديات بالطرق المناسبة.»
وأضاف الدكتور شريفي: «الفقه لا يقتصر على بيان الأحكام الشرعية فحسب، بل يهدف أيضاً إلى إدارة المجتمع الإسلامي وتنظيم العلاقات الاجتماعية. لذا، يجب أن يمتلك علم الفقه تقييماً دقيقاً لوضعه الحالي ويتابع الإجابة على المسائل الناشئة كضرورة أساسية.»
وأكد أمين الجلسة العلمية أن دراسة مستقبل الفقه يجب أن تجيب على أسئلة مهمة مثل «ما هي المسائل الجديدة التي ستواجه الفقه في المستقبل؟» و«هل الأدوات الحالية كافية لحل هذه المسائل؟» وتحدد مسارات حل المشكلات.
في استمرار الجلسة، قدم الحجة الإسلام والمسلمين الدكتور أحمد كوهي عرضه وقدم مستقبليات البحث كأداة مهمة لاكتشاف المسائل الفقهية الناشئة وقال: «في الفقه التقليدي، هناك مفهوم ‘المسائل المستحدثة’؛ أي المسائل التي لم تكن موجودة سابقاً والآن يجب إصدار حكم شرعي لها. لكن عادةً ما تحدث هذه العملية بعد ظهور المسألة.»
وأضاف: «اقتراحي هو أن نتبنى منهجاً استباقياً ونحدد احتمال وقوع المسائل قبل حدوثها ونكون مستعدين لها.»
وأشار عضو الهيئة العلمية في جامعة طهران إلى أمثلة مثل البيتكوين والتقنيات الحيوية قائلاً: «التأخير في إصدار الأحكام للمسائل الناشئة تسبب في تكاليف على المكلفين ونظام الفقه.»
وقدم طرق استخراج المسائل الناشئة تحليل الاتجاهات ورصد البيئة، وأكد: «يجب أن يتم تعريف المسألة الفقهية داخل علم الفقه ولا يمكن إسنادها إلى علوم أخرى.»
وأشار الحجة الإسلام والمسلمين كوهي في الختام قائلاً: «مستقبليات البحث تخبرنا أن المسائل المحتملة عندما تتحول إلى قصص قابلة للتصديق، تصبح ذات قيمة للدراسة الفقهية، ومن خلال تدوين السيناريوهات يمكن استخراج قائمة من المسائل الناشئة وتحويلها إلى مسائل فقهية.»
الحجة الإسلام والمسلمين الدكتور علي إلهي الخراساني، ناقد الجلسة الذي شارك عبر الإنترنت، رحب بالمنهج متعدد التخصصات لمستقبليات البحث في الفقه وقال: «استخدام طرق مستقبليات البحث يمكن أن يحسن عملية الاستنباط، لكن يجب الحذر من أن لا يكون هذا المنهج اختزالياً ولا يقتصر على الأمثلة الشائعة فقط.»
ووصف أستاذ المستوى العالي في الحوزة العلمية في مشهد التفاعل بين مستقبليات البحث والفقه في مستويين رئيسيين: «أولاً، يمكن لمستقبليات البحث أن ترتقي بمعرفة الموضوعات الفقهية إلى معرفة استباقية للموضوعات، وثانياً، يمكن أن تكون البيانات والاتجاهات في مستقبليات البحث مؤثرة في نظام التقييم القيمي للفقه.»
وأكد الدكتور إلهي الخراساني أيضاً: «الفقه الحالي يركز أكثر على إصدار الحكم الشرعي ويهتم أقل بآثاره الاجتماعية، مما يعيق حضور مستقبليات البحث بشكل فعال في الفقه.»
وأشار الباحث في مؤسسة البحوث الإسلامية في نقد مصطلح «فقه مستقبليات البحث» قائلاً: «لا أقبل هذا المصطلح لأن مستقبليات البحث ليست موضوع حكم شرعي ولا يمكن الاعتراف بها كعلم يعالج موضوعات فقهية.»
وأضاف الحجة الإسلام والمسلمين إلهي الخراساني مشيراً إلى تحدي تغيير النماذج الفقهية: «تغيير الخطاب الفقهي، خاصة في الاستعارات والمفاهيم الأساسية، أمر صعب للغاية، ويجب أن تدخل مستقبليات البحث هذا المجال بنظرة واقعية.»
ورداً على النقد المطروح، أكد الحجة الإسلام والمسلمين الدكتور أحمد كوهي على ضرورة التغيير التدريجي وغير المتعجل وقال: «التغييرات الكبيرة غالباً ما تبدأ بخطوات صغيرة، والرؤية المستقبلية يمكن أن تكون محفزاً لهذه التغييرات.»
وأضاف عضو الهيئة العلمية في جامعة طهران: «استخدمت مصطلح ‘فقه مستقبليات البحث’ بحذر وأعتقد أنه يجب الانتباه أكثر إلى جهاز المعرفة الدينية.»
الجلسة العلمية «مستقبليات البحث في الفقه المعاصر» كانت فرصة لدراسة ضرورة إدخال المناهج المستقبلية إلى مجال الفقه والسعي لاكتشاف المسائل الناشئة المستقبلية. بحضور أساتذة بارزين، تم طرح موضوعات رئيسية منها أهمية التخطيط طويل الأمد، تحديات تغيير النماذج الفقهية، ودور مستقبليات البحث في تطوير علم الفقه، وتم التأكيد على أهمية التغيير التدريجي والشامل في جهاز الفقاهة.

