تم عقد لقاء “دراسة منهج جمع المسائل الفقهية المعاصرة” يوم الأحد 3 يناير 2024 في معهد الدراسات الفقهية المعاصرة. و في هذا الملتقى، عرض حجة الإسلام والمسلمين فلاح تفتي وجهات نظره، في حين قدم حجة الإسلام والمسلمين بيروزمند والدكتور أحمد زاده آرائهما كناقدين.

اما في بداية الكلمة أشار حجة الإسلام والمسلمين الدري سكرتير هذا اللقاء إلى أن مبدأ تحديد إطار الفقه المعاصر هو محل نقاش بين علماء هذا العلم، وقالا: حتى الآن شبكة القضايا الدقيقة التي تم تحديدها لبعض القضايا تم بجهود شخصية، لكن مناقشتنا حاليا هي حول العمل الجماعي.  وليس قصدنا عرض شبكة المسائل ذات الفصل الفقهي؛  وطبعا تم اقتراح هذا العمل في بعض القضايا، مثل فقه الحج أو فقه الشبكات الافتراضية.  بل يعني طريقة الوصول إلى هذه الشبكة.

ثم شرع حجة الإسلام والمسلمين السيد فلاح تفتي مناقشته بالإشارة إلى نتائج دراسة منظومة القضايا وسرد بعض نتائج الاهتمام بهذه المناقشة مثل منع تكرار المناقشات ووضع السوابق وتنظيم العمل. وأردف قائلا أن صياغة نظام المشاكل تعتبر نقطة مهمة في رسم السياسات العلمية، ونقصد بها الترتيب الذي يوضح المشاكل العلمية.  وأشار الدكتور السيد فلاح تفتي إلى تكوين بنية العلم من قسمين أفقي ورأسي، واعتبر التقسيم الأفقي ترتيب العلوم، والترتيب الرأسي هو المسائل العلمية، وأشار إلى ثلاث قراءات من الفقه المعاصر وجعل محور النقاش “الفقه المعاصر” ليقدم معنى الفقه الذي يناقش فيه المشرف المسائل المستحدثة لهذا الجانب.

فعلى هذا، فإن تطوير نظام المشاكل يتطلب متطلبات أساسية، بما في ذلك اكتشاف المشاكل الممكنة بطرق مختلفة.  فالإشارة إلى بعض هذه الأساليب مثل المقارنة مع الآخرين، ملاحظة العلامات، التحقق من الأهداف، المقارنة بالمعايير، العصف الذهني العكسي، لعب الأدوار أو المطابقة، استخدام الأسئلة  واستخدام الأسئلة كيف ومن.  بعد ذلك قال: اما بعد الحصول على المسائل يمكننا تصنيف الأسئلة إلى مجموعات نوعية.

فبالإشارة إلى الأنماط المشتركة الحالية في منظومة القضايا، نقسم هذه القضايا على النحو التالي:

  1. اطار التكليف: يتناول تنظيم القضايا بناء على معايير التكليف ويتضمن القضايا الرئيسية للتكليف أو الملزم به أو المنتمى إليه.  وهكذا يقسم الشيخ الطوسي الزكاة في البداية.
  1. التقسيم على أساس التنفيذ الخارجي للمهمة.
  1. نمذجة ترتيب المشاكل في العلوم ذات الصلة؛  مثل قضايا نظام الاتصالات أو اللقاحات.
  1. نمذجة المخطط التنفيذي التنظيمي؛  مثل فقه المواطنة الحالي.
  1.  استخدام الأنماط المنطقية والفلسفية.  نمط الأسباب الأربعة.
  1. نمط الفئات العشرة
  1. عناصر الحركة .

اما في نهاية المطاف فتناول سماحته بعض التعديلات في مناظرة الجهاد وذكر أنه قد يكون من الضروري استخدام عدة نماذج لمراجعة شاملة للمناظرة.

الدكتور بيروزماند قال انه يجب أن ننظر إلى الفقه الحضاري ونبحث عن إعادة قراءة المصادر أيضا.

فواصل حديثه و انتقد الدكتور بيروزمند تصريحات الدكتور السيد فلاح تفتي.  وأشار إلى أهمية المناقشة، فأثار نقطتين أساسيتين:

النقطة الأولى هي أن التعامل مع المسائل المستحدثة أصبحت مسألة مستجدة في الفقه حسب الزمن، وبطبيعة الحال، في العصر المعاصر، أصبح جانب الرد على المسائل المستحدثة أكثر بروزا.  فينظر الفقه المعاصر إلى مجموعة جديدة من القضايا التي تواجهها المنظومة الفقهية، وأن الفقه هو ولاية المجتمع.  أي أن فقهنا في الماضي كان يركز على الفرد، والذي يجب أن يستمر إلى يومنا هذا وتوجد له قضايا جديدة، لكن ما يميز الفقه المعاصر عن تاريخ الفقه هو دخول الجمهورية الإسلامية إلى ميدان الحضارة.  والفقه الحديث يبحث عن أجوبة للقضايا الجديدة، أما الفقه المعاصر فهو يبحث عن فقه المشكلات.

النقطة الثانية للدكتور بيروزمند خصصت للتمييز بين طريقة الاعتراف وتصنيفها.  وأشار سماحته إلى نوعين من مواضيع المعرفة، فقال: في العلم لدينا نوعان: معرفة المسائل بالاستدلال بالنصوص، ومعرفة بالاستدلال الموضوعي  مشيراً إلى أن الشروط والموضوعية كانت أكثر في ذهن الدكتور فلاح، وأضاف: طبعاً الاستدلال بالنصوص لا يتم على افتراض فج، وينبغي أن نبحث عن إعادة قراءة النص وحتى تطويره. و من المصادر مثلا أساس الجهاد للمراجعة  ومن ناحية أخرى، فإن دراسة القضايا الراهنة أمر ملهم.  أي أنه لا ينبغي للمرء، عند فحص الهياكل، أن لا ينسى أن هذه البنية تقوم على ثقافة، وينبغي للمرء أن يسعى إلى فحص تلك البنية ومناقشتها قبل الدخول في فحص مثل هذا النقاش.

أشار الدكتور بيروزمند أيضاً إلى تصنيف القضايا فقال: عند دراسة منظومة القضايا ينبغي دراسة المناقشة الأفقية والعمودية؛  ولكن قبل ذلك لا بد من التطرق إلى العلاقة بين الفلسفة والفقه، والتي سبق أن تناولناها، وينبغي التحقيق فيها.  وينبغي أن يوضع في الاعتبار أن المعتقدات الفلسفية سيكون لها نتائج في الفقه.  وإلى أي مدى سيجيبنا ذلك الأساس الفلسفي في الفقه المعاصر. و يعتمد نوع هذه التقسيمات على أصالة الفئات والنظرة القاطعة للظواهر.

الدكتورأحمد زاده: نحن بحاجة إلى العمل الجماعي

بعد ذلك، انتقد الدكتور أحمد زاده تصريحات الدكتورالسيد فلاح تفتي.  ومن هذا المنطلق، لا يمكن المضي بشكل فردي في دراسة شبكة القضايا، لأن مناقشتنا هي حتى خارج المناقشة متعددة التخصصات وهي عمل متعدد التخصصات.  وعلى هذا الأساس فإن النقاشات ستتجه إلى قضايا الشبكات والأنظمة، ولن يكون للنقاش الأفقي والرأسي مكان كبير.  ومن هذا المنطلق فإن المناقشة الاستنباطية والاستقرائية وكيفية مناقشتها هي أيضا موضوع للنقاش.  ويجب أن نناقش مكان المناقشة الاستنباطية والاستقرائية وطريقة الجمع بينهما ونوعه.  كما يجب أن يكون لدينا تعريفات أوضح لكلمة “مشكلة” ويجب أن نحدد كلمة “مشكلة” حسب هدفنا ونوضح أنها “مشكلة”؛  لأن قضايانا ليست ثابتة، بل هي ديناميكية، وقد يتغير موقفها.  ولذلك، فإن المنهجية ذات الأولوية للقضايا مهمة أيضًا.

وخلص الدكتور السيد أحمد زاده إلى أن طريقة كلام اليوم يجب أن تتغير ويجب أن تكون منهجية الفقه المعاصر مناسبة للعلم الحديث.  على سبيل المثال، يجب تطوير المقولات العشرية، وعلى الرغم من أن المنطق الرسمي مفيد لمناقشاتنا، إلا أننا نحتاج إلى منطق آخر مثل المنطق الغامض.

ثم قدم الدكتور أحمد زاده اقتراحات لتقدم المناقشة.  ومن بين أمور أخرى، نحتاج إلى تحويل المنهجية إلى نموذج، ويجب أن يتم العمل كفريق يتكون من متخصصين ذوي معارف مختلفة.  وكان الاقتراح الثالث للدكتور أحمد زاده هو التوجه نحو استخدام البرمجيات.

وفي استمرار اللقاء رد الدكتور فلاح تفتي على النقاد والجمهور.

Leave a Reply