اوضح حجة الإسلام والمسلمين مهدي المهريزي عضو مجلس معهد بحوث الدراسات الفقهية المعاصرة، في السابع عشر من كانون الأول/ديسمبر، في الملتقى العلمي “طريقة تجميع شبكة المسائل الفقهية المعاصرة” بالقول إنه ينبغي علينا إعطاء الأولوية للاهتمام بالقرآن والبدء به في حل المسائل الفقهية المعاصرة و قال: عندما تذكر مصادر الاجتهاد في المناقشات الأصولية تذكر القرآن والسنة والإجماع والعقل، أما في الواقع فنحن لا نشهد على هذه القضية وفي كثير من الأحيان ليس للقرآن مكانة جدية في هذا المطاف.

أضاف سماحته قائلا ان البعض يقول أن العقل ليس له وظيفة كبيرة والإجماع يعود إلى السنة، والقرآن يخبر بالعموميات، لذلك يتمحور اجتهادنا حول الأحاديث، لكن الأحاديث في الغالب موحدة و يجب أن نتعامل بأدلته، وهذا ما يفعله علم الرجال.

شرح المهريزي أن بعض الناس يعتقدون إن القرآن ليس له وظيفة كبيرة في الاجتهاد لأنه أعطى عموميات، وبعض الناس يتصرفون هكذا عمليا دون أن يصرحوا به، مضيفا آن في رأيي أن البدء من القرآن هو المفتاح الأول لحل تحديات الفقه المعاصر.  والآن اقتصرنا على آية الأحكام في عدد من الآيات، ولكن في العقدين أو العقود الثلاثة الماضية، كان هناك جدل حول سبب قصر آية الأحكام على هذا الحد، بما في ذلك حقيقة أننا يمكن الاستفادة من هذه القصص.

أشار سماحته إلى أن القرآن الكريم لا يبحث عن القصص والذكريات وقال: لذلك عندما يتحدث القرآن عن حكم المرأة، يمكن أن يعني أن المرأة لديها القدرة على الحكم، ومن المثير للاهتمام أن القرآن يذكر حكم سليمان وملكة سبأ كمثالين جيدين وهي تشير إلى الحكم ايضا.  ويمتدح ملكة سبأ لأنها فهمت القضية جيدًا وأنه عندما طلب منها مستشاروها الذكور مهاجمة سليمان، منعتهم من ذلك ثم أنقذت بلادها بلباقة.  وذكر أيضاً بنات شعيب اللائي كن راعيات للأغنام، ولكننا لا نزال نتناقش هل عمل المرأة على هذا النحو يجوز أم لا.

350 آية قرآنية في حق النساء

اوضح سماحته: نحو 350 آية في القرآن تتعلق بالمرأة بشكل مباشر وغير مباشر، وإذا استخدمت هذه الآيات في الاستدلالات الفقهية، فسيكون هناك تغيير جيد في الفقه.  فلقد مر القرآن بعدة مراحل في احاديثه عن المرأة؛  فأولاً ينتقد المعتقدات الجاهلية ويحرم دفن البنات أحياء، وفي المرحلة التالية يدخل في المسائل المعرفية التي خلق الله الإنسان زوجين ذكراً وأنثى، فقد ربى بنات بلقيس وشعيب، وفي المرحلة الرابعة قام بتربية بنات بلقيس وشعيب. وبالتالي تم تعديل القوانين، بينما استمرت العمليات السابقة على نحو ما.

أشار أستاذ الحوزة العلمية انه ينبغي فهم القومية  و”فاضربوهن” في هذا السياق، ولا يمكن أن نصدر فتوى تناقض كل هذه الخلفيات.  وفي الحديث عن الطلاق، لدينا 24 آية، 8 منها من أصل 14 آية تؤكد على مراعاة حدود الله؛ و قال 11 مرة أن تتصرف الآيات مع النساء المشهورات وقال مرتين أن تتصرف الآيات بشكل جميل؛  و روح هذه الآيات هو منع الضرر المادي والمعنوي للمرأة لأن حقوق المرأة انتهكت في كثير من الأحيان؛  إما أنهم لم يعطوها مهرًا، أو عندما تطلق لم يسمح لها بالزواج مرة أخرى.

وذكر أن القرآن الكريم يؤكد على إشباع غرائز المرأة الجنسية والسكن والسلام، وتطور الرجل والمرأة معا كفلسفة الزواج، وذكر: ما هي الموارد التي تظم امر زواج طفلة عمرها خمس سنوات من أجلها البعض يذهب إلى أدلة أخرى بحيث لايستفيدون من القرآن وثم يتحدون زواج الأطفال في الفقه والمجتمع. وان زواج الأطفال في الأساس يتعارض مع القرآن الكريم. .

أكد سماحته اننا في الفقه نقول عادة لا نستطيع أن نعتبر سبب الأحكام يدخل في الاستدلال لأن عقولنا عاجزة، ولكن ماذا لو ذكر النص السبب؟  ألا يمكن استخدامه مرة أخرى؟

أشار السيد المهريزي أن الآية 34 من سورة النساء طرحت مسألة القوامية وقالت إنها ترجع إلى شيئين، مضيفا: الأول أن الرجال قادرون على العيش، والثاني أن الله فضل بعض الناس على بعض.  وفي هذه الآية لم يقصد القرآن حتى إعلان تفضيل الرجال على النساء بشكل عام باستخدام عبارة “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله عليهم وبما أنفقوا من أموالهم”. من بين الرجال والنساء الذين يتمتع هؤلاء الأشخاص بالقدرة، فإنهم يتمتعون أيضًا بالاتساق لأنه ليس من المنطقي أن نقول ذلك نظرًا لأن بعض الرجال أكثر قدرة، فيجب أن يكونوا جميعًا مدراء.

الفقه مولود القرآن والحديث

اشار الباحث في دراسات المرأة والأسرة أن لدينا اليوم العديد من المديرات والممثلات والموظفات الأكثر نجاحا من بعض الرجال، وقال زن في الحالات التي استخدمت فيها النصوص نفسها أدوات أو سياقات توضيحية، ينبغي أن نستخدمها أيضا وينبغي اعتباره مشروعاً مع الأهداف الكبرى.  الفقه معرفة إنسانية تتشكل في حجر القرآن والحديث؛  والفقه هو مولود القرآن والحديث وليس حاكم، فلا ينبغي أن يضفي على القرآن.

ان سماحته أضاف مؤكداً لماذا لا ينبغي لنا أن نستخدم معنى الرواية في الأحاديث، وأضاف: إذا انتبه أحد إلى عملية جمع الأحاديث وروايتها، فإنه يرى أن أصل الرواية هو المعنى ما لم يثبت خلاف ذلك.  لأن الرواية عقلانية ومنطقية.  بالطبع يمكننا أن نستثني في العبادة، أما غير ذلك فلا داعي لذلك.

أشار السيد المهريزي أنه لا بد من النظر بعين الاعتبار إلى كتب المحدثين وخاصة الأخباريين، وأضاف: لدينا بعض الأحاديث في الحديث عن الصلاة والعبادة وفضل المتعة، فلا توجد في الكافي وغيره من الكتب الأربعة، ولكن وردت في الأحاديث في فترات لاحقة، مثل أنهم قالوا، مثلاً، إذا شارك أحد في صلاة الجماعة فإن ثواب صلاته لا يحصى؛  أو يكتب لهم بكل قطرة من غسل المتعة أجراً لا يحصى.

 

من كثرة فضائل المتعة في الأحاديث  حتى  الجواز الطارئ

 

اكد سماحته ان هناك أحاديث كثيرة في كتاب وسائل الشيعة منسوبة إلى الشيخ المفيد وغيرها، لكنها ليست في مصنفات هؤلاء العظماء.  ومن الطريف أنه عند الإشارة إلى أحاديث المتعة في الكافي قال إن المتعة حرام إلا في حالات الضرورة.  ولذلك، ليس هناك مكافأة على الإطلاق.  ومن الفروق بين كتاب وسائل والشيعة  والكافي فأن الكافي ذكر عناوين السور على نحو حيادي، لكن كتاب وسائل الشيعة ذكر العناوين بطريقة اتجاهية، مما يقود الإنسان إلى الاستحباب والحرام ونحو ذلك.

أشار الشيخ المهريزي انه لا ينبغي للفقيه أن يظن أنه يملك كتاب وسائل الشيعة فقط، يكفي، بل عليه أن يرجع إلى المصادر الأصلية، ولذلك فإن العمل الأساسي في دراسات الحديث هو العثور على النسخ الأصلية لكتب الحديث.  في حين أن أقدم نسخة كافية تعود إلى أواخر القرن الخامس، إلا أن النسخة الكاملة هي الحالية فقط.

أوضح السيد المهريزي لذلك إذا كنا لا نرى القرآن والسنة جنبًا إلى جنب وبصورة كاملة وليس لدينا مرجع جدي للقرآن، فهي تعتبر وجهة نظر معزولة، وتدفعنا إلى إصدار فتاوى غير صحيحة. .  وفي قصة فدك نجد أن الخليفة الأول قبل شهادة أم أيمن وحدها ولم يعترض عليه أحد لماذا يكفي شهادة امرأة، ولم يعترض الإمام علي (ع) أيضاً، مع أن الخليفة الثاني الذي جاء واستشكل على ذلك ولكن لماذا داتقبل شهادة امرأة وحدها اليوم؟

علي (ع) لايدين عقل المرأة قط

قال في نهاية المطاف انني جمعت كل ما كتبه الإمام علي (ع) عن المرأة، ومن المثير للاهتمام أنه لا يوجد ذكر لإدانة المرأة في سيرته، ولكن هناك بعض الأشياء في الأقوال المنسوبة إليها. وهذا يدل على أن التزوير ممكن في الأقوال والأحاديث، لا في السيرة.

استمرارًا لهذا اللقاء، قام الدكتور بيروزمند بمراجعة وانتقاد المناقشة المطروحة.