وحدة مواقف العالم الإسلامي بشأن قضية فلسطين تتطلب وحدة الأم
بدأ مساء الأحد السابع والعشرين من شهر مارس الجاري في مكة المكرمة، المؤتمر الدولي تحت عنوان “بناء جسر التضامن بين المذاهب الإسلامية”، بحضور عدد من الشخصيات الإسلامية المرموقة وعلماء الديانات الإسلامية المختلفة
اما المتحدث الثالث في الافتتاح هو آية الله أحمد المبلغي، عضو مجلس أمناء معهد الدراسات الفقهية المعاصرة في إيران؛ وصرح: مبادرة الإلهام والانطلاق من شعاع الكعبة المشرفة لمد جسور التواصل بين مذاهب الأمة مبادرة مهمة توضع في إطار فكرة “جعل الله البيت الحرام قياما للناس٠
صرح سماحته إن انتفاضة الأمة أهم للوحدة من أي انتفاضة أخرى لأن هذه الانتفاضة تشكل جزءا من البنية التحتية للأمة وانتفاضتها في المجالات الأخرى٠
صرح آية الله المبلغي: اما الآن نجتمع في مؤتمر يعقد في هذا السياق بالقرب من الكعبة بيت الله الحرام، مما يزيد في هذا الحدث جلالا وأصالة٠
صرح سماحته إذا كانت الوحدة نقطة مركزية في مشروع الانتفاضة القرآنية للشعب، فإن هذه الوحدة تتطلب بناء جسور التفاهم. وهذه الجسور عبارة عن خيوط تربط مذاهب الأمة وقيمها لتعزيز التواصل والتعايش٠
التركيز على بناء الجسور بين مجتمعات الأمة ومذاهبها
وتابع آية الله المبلغي بأن التركيز على بناء الجسور بين اطياف الأمة ومذاهبها هو مشروع مهم وضروري لأن وحدة الأمة لا يتم إلا ذتحقيق التكامل والانضمام٠
اشار سماحته عندما يتم بناء العلاقات، يتولد لدى الجميع الشعور بالانتماء إليها والاعتراف بضرورتها بالتساوي، مما يقلل الانقسامات والحساسيات ويظهر جمال الوحدة بوضوح. لأن أحد جانبي العلاقات ينتمي إلى مجموعة والجانب الآخر ينتمي إلى مجموعة أخرى، وكلاهما يعتمد على العلاقة واستخدامها٠
صرح آية الله المبلغي ان في العالم المعاصر يتم التركيز على التواصل والتفاعل، لأن ذلك يحدث التغيير ويعزز العلاقات. ولا شك أن تواصل الأمة لا يمكن إلا بوجود العلاقات٠
لقد نصبت الأديان خيامها في مجال تفسير الشريعة
مضيفا إلى أن هناك قاعدة قرآنية تقول أن الشريعة للدين، وليس الدين للشريعة، وأضاف:«شرع لکم من الدین ما وصی به نوحا و الذی اوحینا الیک و ما وصینا به ابراهیم و موسی و عیسی ان اقیموا الدین و لا تتفرقوا فیه». وإذا لم تكن هناك علاقات تواصل فقد تغير الأديان المعادلة وتجعل الشريعة هي الأساس ومبدأ الدين فرعياً لأن الأديان نصبت خيامها في مجال تفسير الشريعة٠
وقال آية الله المبلغي: على الرغم من أن المذاهب تحتوي على أفكار تخدم الدين وتقويه، إلا أنه بسبب عدم وجود علاقات بين هذه المذاهب فإن هذه الأفكار قد تكون مخفية لأنه في كثير من الأحيان يسعى كل مذهب إلى الحفاظ على الهوية الذاتية التي تسبب الجوانب الرئيسية المعززة للدين تبقى مجهولة. ومن خلال بناء العلاقات، يتم الكشف عن هذه الأفكار وتقويتها لأن طبيعة التواصل توفر السياق الذي تتبلور فيه هذه الأفكار٠
اشار سماحته أن بناء العلاقات سيؤدي إلى نتائج فعالة في اتجاه توحيد مواقف العالم الإسلامي تجاه القضايا المؤلمة مثل القضية الفلسطينية، مضيفا انه لقد شهدنا مدى الجراح العميقة والتاريخية التي تؤلم قسما من هذه الأمة، أي الشعب الفلسطيني المظلوم.. ومن خلال التواصل والحوار، يمكن للمجتمعات في العالم الإسلامي أن تهتم وتبادل آراءها وأفكارها وتتخذ موقفا موحدا وقويا ومقاوما وموحدا وداعما٠
أضاف آية الله المبلغي فيما يتعلق بتطبيق آيات الوحدة إن الآيات المتعلقة بوحدة الأمة والتي لها الجانب القانوني معزولة. والسبب في ذلك هو أن المنصة الاجتماعية التي نزلت فيها هذه الآيات تقوم على التواصل بين الأمة. ولأن هذه الروابط مفقودة بسبب انعدام العلاقات، لذلك تبقى هذه الآيات معلقة ومعزولة ومهجورة ومهمشة٠
وقد أهملت آية “إِنَّمَا المؤمنون إِخْوَةٌ” لعدم وحدة الأمة٠
وتابع سماحته عندما يتم إنشاء جسور التواصل بين الجماعات والأديان في الأمة، وتتشكل العلاقات ولو كانت بسيطة، ستكون هناك حاجة ملحة إلى الاهتمام بالآيات المتعلقة بالوحدة، وستجد هذه الآيات مرادها مكان الشريعة.. وعلى سبيل المثال، آية “إِنَّمَا المؤمنون إِخْوَةٌ” ليست نشطة في الوقت الحالي، لأن الأخوة لم يتم تأسيسها عملياً وفعالاً في مختلف الطبقات والسياقات الاجتماعية للمسلمين، ولكن إذا نجحنا في خلق جسور التواصل، ومنصة للتواصل وقد تقدم تحقيق هذه الآية٠
في نهاية المطاف، قد حضر في جلسة الافتتاح الدكتور محمد مختار جمعة مبروك وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجمهورية مصر العربية، والشيخ مفتاح الأخيار عبد الغني، والرئيس العام لجمعية علماء النهضة بجمهورية إندونيسيا، كما كان من المتحدثين في الجلسة الافتتاحية، كل من سعادة الرحمن بن مفتي محمود أمير رابطة علماء المسلمين في جمهورية باكستان الإسلامية، والدكتور علي بن عبد الرحمن أرباش رئيس الشؤون الدينية في الجمهورية التركية٠