عضو المجلس العلمي لقسم فقه المواطنة بمعهد بحوث الفقه المعاصر

 فكرة: إن المواطن بمعنى حقوق المواطنة، ليس حكراً على من يعيش في المدينة، لكن المهم هو الحصول على جنسية في منطقة جغرافية ما، سواء كانت تلك المنطقة مدينة أو قرية أو أي مكان آخر، لكن حقوق العمران تعني الحقوق التي يتمتع بها سكان المدن فقط، سواء كانوا يحملون جنسية تلك المنطقة أو كانوا ينتمون إلى دولة أخرى، وعلى سبيل المثال، يتواجدون في تلك المدينة كسائحين٠

فكرة: إن المواطن بمعنى حقوق المواطنة، ليس حكراً على من يعيش في المدينة، لكن المهم هو الحصول على جنسية في منطقة جغرافية ما، سواء كانت تلك المنطقة مدينة أو قرية أو أي مكان آخر، لكن حقوق العمران تعني الحقوق التي يتمتع بها سكان المدن فقط، سواء كانوا يحملون جنسية تلك المنطقة أو كانوا ينتمون إلى دولة أخرى، وعلى سبيل المثال، يتواجدون في تلك المدينة كسائحين

تلميح: حجة الإسلام، الدكتور غلام رضا بیوندي، ولد عام ١٩٦٧ في مدينة مهدي شهر، محافظة سمنان، ايران. وبعد مغادرته إلى قم، بالإضافة إلى دوراته العلمية، تابع أيضًا الموضوعات القانونية في الجامعة وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في القانون الجنائي والعلوم الجنائية من جامعة قم والدكتوراه في القانون الجنائي من جامعة مطهري. بالإضافة إلى خبراته الرئيسية، وهي القانون الجنائي، فقد اهتم بالحقوق المدنية لسنوات عديدة. ويحاول عضو المجلس العلمي للمجموعة فقه المواطنة بمعهد البحوث الفقهية المعاصرة شرح فقه حقوق المواطنة بشكل كامل وبيان طبيعته وأبعاده وعناوينه وشبكة قضاياه. اما تفاصيل الحوار مع عضو هيئة التدريس بمعهد أبحاث الثقافة والفكر الإسلامي كما يلي٠

ما هو فقه حقوق المواطنة وما متطلباتها؟

الأستاذ بيوندي: في مناقشة حقوق المواطنة، باعتبار أن هذا المصطلح مصطلح هجين، فينبغي تعريف مجال حقوق المواطنة مفاهيمياً واصطلاحياً أولاً، ومن ثم مناقشة جوانبه الفقهية والقانونية. والمقصود هنا أخذ الحقوق بمعنى الحق أو الحقوق، وبعد الانتهاء من الحديث الفقهي ينبغي أن نقول الفقه وحقوق المواطنة٠

لكن في بعض الأحيان يعتبر معنى “الحقوق” في “فقه قانون الجنسية” بمثابة قانون. وبعبارة أخرى، فإن العلاقة المتبادلة القائمة بين المواطن والمجتمع أو الحكومة هي نفس العلاقة بين الفقه وحقوق المواطنة، بحيث نعتبر الفقه والحقوق بمعنى الأنظمة والقواعد والأحكام والأعمال وغيرها. ومن ثم كلمة فلنضف إليها المواطنة كعنصر إضافي في الفقه والقانون٠

فبهذا التفسير ان حقوق المواطنة هي مجموعة من الحقوق، سواء كانت مدنية أو سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو قضائية، يتمتع بها الناس كمواطنين في المجتمع. وهذا يتسبب في أن تكون هذه الحقوق محدودة جغرافيًا، لأنها مرفوعة ضد حكومة، والحكومة هي التي يجب أن تحترم هذه الحقوق فيما يتعلق بمواطنيها٠

من إشكاليات هذا البحث أنه ليس بحثا واضحا ودقيقا من حيث المفهوم، على عكس مصطلح حقوق الإنسان أو حقوق الطفل أو حقوق المرأة، وهي مصطلحات معروفة وراسخة في مجال الفقه٠

لكن هنا كلمة مواطن ليست واضحة تماماً. لذلك في رأيي، المواطن بالطبع يعني الشخص الذي ينتمي إلى مجتمع وحكومة في جغرافيا ما، وله مجموعة من الحقوق والحقوق التي تناقش في علم القانون وفي علم الفقه٠

ما الفرق بين الحقوق المدنية وحقوق الإنسان؟

الأستاذ بيوندي: لا بد من الإشارة إلى نقطة مهمة وهي: عندما نتحدث عن حقوق الإنسان، فإننا نقصد حقوق الإنسان، كما وردت في وثائق ومصادر حقوق الإنسان، أي الحقوق التي يتمتع بها كل إنسان، بغض النظر عن جنسيته، وبغض النظر عن علاقته السياسية مع الحكومة، وبغض النظر عن العرق أو الجيل أو غير ذلك. وتسمى هذه الحقوق حقوق الإنسان٠

لكن عندما نقول حقوق المواطنة، فإننا نعني حقوق الإنسان الذي هو مواطن في مجتمع وذلك هو المجتمع. فعلى سبيل المثال، هذا مواطن إيراني، وهذا مواطن فرنسي، وهذا مواطن تركي، وهذا مواطن عراقي. وبحسب المرحوم دهخدا، فإن هذا المواطن كان في الواقع مقيد وليس مواطن٠ وهذا يعني، في الواقع، أنه كان مرتبطًا بمكان تم تغيير اسمه لاحقًا إلى مواطن٠

المواطن هو من تكون المواطنة وجهه المميز للمواطن، أي أنه يتمتع بمواطنة النظام السياسي. فعلى سبيل المثال، نقول هذا مواطن إيراني، وهذا مواطن عراقي، وهذا مواطن فرنسي، لكن في حقوق الإنسان ليس لدينا مثل هذا الشيء، لكن مثلا يقال الإنسان إنسان، بغض النظر عما إذا كان مواطنا إيرانيا أو مواطنا فرنسيا أو أي شخص آخر، ما هي الحقوق التي يستحقها؟ فعلى سبيل المثال، له الحق في الحياة٠

بطبيعة الحال، من حيث الأمثلة، قد تتداخل بعض حقوق المواطنة وحقوق الإنسان بعضها البعض. فعلى سبيل المثال، في مجال حقوق الإنسان، تتم مناقشة مسألة الحق في العمل. هناك أيضًا هذا النقاش حول حقوق المواطنة، لكن الفرق يكمن في أن مطلقية الإنسان هي موضوع النقاش في حقوق الإنسان، لكن في حقوق المواطنة، يُنظر إليه كمواطن في مجتمع معين٠

ما الفرق بين حقوق المواطنة وحقوق التحضر؟

الأستاذ بيوندي: حقوق المواطنة، كما شرحت، هي في الواقع العلاقة السياسية بين الفرد والحكومة، ويقصد بها علاقة الشخص بالمجتمع الذي يعيش فيه في تلك المنطقة الجغرافية. والآن قد تكون قرية أو ناحية أو بلدة أو مدينة. كل هؤلاء مواطنون٠

لذلك فإن المواطن، في مفهوم حقوق المواطنة، لا يقتصر على من يعيش في المدينة، لكن المهم هو قوميتها لمنطقة جغرافية ما، سواء كانت تلك المنطقة مدينة أو قرية أو أي مكان آخر، لكن حقوق العمران تعني الحقوق التي يتمتع بها سكان المدن فقط، سواء كانوا يحملون جنسية تلك المنطقة أو كانوا ينتمون إلى دولة أخرى، وعلى سبيل المثال، يتواجدون في تلك المدينة كسواح٠

ما هي عناوين الفقه وحقوق المواطنة؟

الأستاذ بيوندي: أؤكد مرة أخرى أنه عندما تقول “فقه حقوق المواطنة” فإن له معنى واحدا، ولكن عندما تقول “فقه وحقوق المواطنة” سيكون له معنى آخر قد قمت بشرحه أولا، لكن إذا قصدنا ما يتضمنه فقه حقوق المواطنة، فإن هناك نقاشات موضوعية ومفاهيمية هنا، مثلاً، ما طبيعة هذا الحق من الناحية الفقهية؟ هل يتطلب الواجبات المنزلية أم لا؟ فهل الحق هنا هو الامتيازات التي يتمتع بها المواطن أم أن المقصود بشيء آخر؟

لذلك فإن المقصود بكلمة “الحق” في عنوان المناقشة مهم جداً. وبعد تحديد معنى “الحق” وإجراء التحليل الموضوعي، ننتقل إلى أحكامه٠

ما هي أهم مسائل هذا الفقه؟

الأستاذ بيوندي: أساس سؤالك السابق هو أيضًا أساس هذا السؤال. بمعنى آخر، للإجابة على هذا السؤال، لا بد لنا أولاً من الرجوع إلى المسائل المنهجية٠

فعلى سبيل المثال، قد يختلف معنى “المواطن” في قانون الجنسية عن “المواطن” في الفقه. والمواطن في حقوق المواطنة يعني الشخص الذي يحمل جنسية دولة ما، حتى لو لم يكن يعيش في تلك الدولة، لكن هل يقصد الفقهاء نفس الشيء بالنسبة للمواطن؟ هل يمنح الفقهاء المسلمون أيضًا حقوق المواطنة لغير الشيعة؟ وماذا عن غير المسلمين؟

يبدو أنه حتى تتضح الإجابات عن هذه الأسئلة، لا يمكن الحديث عن موضوعات أو شبكة القضايا الفقهية المتعلقة بحقوق المواطنة٠

ما هي العلاقة بين حقوق المواطنة وحقوق الإنسان؟

الأستاذ بيوندي: للإجابة على هذا السؤال لا بد من توضيح معنى كلمة “الحق” أولاً. ففي بعض الأحيان تعني الحقوق القواعد والأنظمة التي تحكم المواطن. مثل الحقوق المدنية، وحقوق الأعمال، والحقوق الجنائية٠

لكن يبدو أن معنى كلمة “الحقوق” في مصطلح “حقوق المواطنة” لا يعني “الأنظمة”، بل يعني الامتيازات التي يتمتع بها المواطن. وهنا حقوق المواطنة قريبة جدًا من مفهوم حقوق الإنسان. فعلى سبيل المثال، حقوق المرأة والطفل هي حقوق الإنسان وحقوق المواطنة٠

إذن فإن حقوق المواطنة، على الرغم من اختلافها مع حقوق الإنسان، إلا أنها تتشابه معها أيضًا٠

الأستاذ بيوندي: بالضبط. ان حقوق الإنسان وحقوق المواطنة، على سبيل المثال، متوافقة في العديد من الأماكن، ولكن في نفس الحالات، فإن نقطة المناقشة مختلفة. فعلى سبيل المثال، تتم مناقشة الحق أحيانًا بمعنى أنه من حق الإنسان أن يكون إنسانًا، وفي هذه الحالة يكون من حقوق الإنسان، لكن في بعض الأحيان يتم مناقشة ذلك من وجهة نظر أن الحق ملك للمواطنين. وهنا يقع ضمن فئة حقوق المواطنة٠

هذه المقابلة جزء من المجلة الإلكترونية “أساسيات فقه

الحقوق المدنية” التي تصدر بالتعاون مع موقع شبكة الاجتهاد٠