زيارة رئيس منظمة «سمت» إلى معهد دراسات الفقه المعاصر

أكد رئيس منظمة سمت على ضرورة التعرف الدقيق على الموضوعات الفقهية الناشئة واستخدام التقنيات الحديثة في الأبحاث الفقهية

قام حجة الإسلام والمسلمين د. حميد شهرياري، رئيس منظمة «سمت» والأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، يوم الخميس 10 مهرماه بزيارة معهد دراسات الفقه المعاصر، حيث أكد على أهمية الصبر وبناء المؤسسات في تطوير الفقه المعاصر، وأعلن عن استعداد منظمة «سمت» للتعاون العلمي والتقني مع هذا المعهد.

إشارة:

بدأ معهد دراسات الفقه المعاصر نشاطه منذ عام ١٣٩٩ هـ.ش (٢٠٢٠ م)، ويضم ١٣ مجموعة بحثية وأكثر من ٥٠ مشروعًا بحثيًا نشطًا، يعمل على سد الفجوات العلمية في مجالات فقهية ناشئة مثل فقه البيئة، فقه السياسة، وفقه المرأة. أشاد د. شهرياري بالتقدم الذي أحرزه المعهد، واعتبر الفقه المعاصر مجالًا حساسًا يتطلب الصبر وبناء المؤسسات، وأكد على ضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لتسريع وتيرة الأبحاث.

وفقًا للموقع الإلكتروني لمعهد دراسات الفقه المعاصر، قام حجة الإسلام والمسلمين د. حميد شهرياري، رئيس منظمة «سمت» والأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، يوم الخميس ١٠ مهرماه بزيارة مقر المعهد، حيث اطلع على أنشطته وبرامجه.

في بداية اللقاء، هنأ حجة الإسلام والمسلمين دُرّي، نائب رئيس المعهد، الحضور بمناسبة ولادة الإمام الحسن العسكري (ع)، وأشار إلى أن معهد دراسات الفقه المعاصر، الذي تأسس في عام ١٣٩٩ هـ.ش، يضم الآن ١٣ مجموعة بحثية نشطة في مجالات مختلفة مثل فقه البيئة، فقه السياسة، وفقه المرأة وغيرها. وأضاف أن أكثر من ٥٠ مشروعًا بحثيًا في طور الطباعة أو على وشك الانتهاء، كما تم عقد أكثر من ٢٢٥ جلسة علمية حتى الآن.

وأشار نائب رئيس المعهد إلى الأنشطة الواسعة للمعهد في مجالات متنوعة، مضيفًا: يقوم المعهد بأنشطة في مجال الإعلام والعلاقات الدولية، بما في ذلك إصدار ٢٦ مجلة علمية إلكترونية، إطلاق موقع دروس الفقه المعاصر الذي يحتوي على أكثر من ١١ ألف مادة تعليمية، وتأليف دائرة معارف الفقه المعاصر التي تضم أكثر من ٦٠٠ مدخل. الهدف الرئيسي للمعهد هو التعاون والتآزر مع مؤسسات مثل «سمت» لتطوير الفقه المعاصر.

وفي سياق متصل، قدم حجة الإسلام والمسلمين حقاني فضل، مدير دائرة معارف الفقه المعاصر، لمحة عن أنشطة الدائرة، مشيرًا إلى أن دائرة المعارف بدأت عملها منذ عام ١٣٩٩ هـ.ش، وقد ألفت حتى الآن أكثر من ٦٠٠ مدخل علمي في موضوعات مختلفة. تشمل الدائرة تقديم الشخصيات العلمية، تحليل الكتب، المقالات، والتقارير حول حالة البحث في الموضوعات الفقهية الناشئة. وأضاف أنه على الرغم من الجهود الكبيرة والتقدم المحرز، لا تزال هناك مجالات تعاني من نقص في الموارد البحثية، مما يتطلب مزيدًا من الأبحاث.

وفي الجلسة ذاتها، رحب آية الله نورمفيدي، رئيس معهد دراسات الفقه المعاصر، بحجة الإسلام والمسلمين د. شهرياري، وأشاد بحضوره في المعهد، قائلاً: «هذا المعهد، الذي لم يمض على تأسيسه خمس سنوات، ركز بشكل خاص على الفقه المعاصر، وسعى إلى تحديد الفجوات العلمية وتنظيم الأبحاث التي تلبي احتياجات المجتمع العلمي في المجالات الفقهية الناشئة».

وأضاف أستاذ دروس خارج الفقه في الحوزة العلمية: «من الخطوات الأساسية في هذا المعهد جمع وتنظيم الموارد المتناثرة وتسهيل وصول الباحثين إلى المعلومات، وهو ما سيشكل بلا شك أساسًا للتقدم المستقبلي».

وأشار آية الله نورمفيدي إلى تقدم المشاريع البحثية، موضحًا: «تم تقديم حوالي ١٠٠ مشروع إلى المعهد، تم إنجاز حوالي ٣٠ منها، والباقي في مراحل مختلفة من التنفيذ. هذه العملية بطيئة، لكننا نأمل من خلال التعاون الأكبر أن نتخذ خطوات أكثر فعالية».

وأكد رئيس المعهد في ختام حديثه: «حاولنا الاستفادة من التجارب السابقة وتجنب المسارات الخاطئة، مع التركيز بشكل خاص على الفجوات والنقائص في الفقه المعاصر وتطوير التعاون المشترك مع المؤسسات العلمية الأخرى. المعهد جاهز للتعاون مع مؤسسات مثل «سمت» لنتمكن من تنفيذ مهامنا العلمية بشكل أفضل».

وفي سياق الجلسة، أكد حجة الإسلام والمسلمين د. حميد شهرياري، رئيس منظمة «سمت»، على ضرورة الدخول إلى مجال الفقه المعاصر، مضيفًا: الفقه المعاصر مجال حساس يتطلب الصبر وبناء المؤسسات. الدخول إلى هذا المجال عمل صعب يحتاج إلى وقت وجهد مستمر. يتناول الفقه المعاصر، على عكس الآراء التقليدية، موضوعات ناشئة يجب التعرف عليها بدقة لتحديد ما إذا كانت تمثل قضايا فقهية.

واعتبر رئيس منظمة «سمت» إنشاء معهد دراسات الفقه المعاصر خطوة مهمة وواعدة في تطوير هذا المجال، مشيرًا إلى أن المعهد يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم وتطوير الأبحاث الفقهية الحديثة، وأن التعاون العلمي المشترك، خاصة مع منظمة «سمت»، حيوي لتقدم هذا التخصص.

وأكد حجة الإسلام والمسلمين د. شهرياري على ضرورة التعاون بين المؤسسات العلمية والمعاهد المتخصصة، مشيرًا إلى أن منظمة «سمت»، بعد إدراكها للحاجة إلى الابتكار، بدأت في الأشهر الستة الماضية حوالي ١٠ مشاريع تقنية في مجال العلوم الإنسانية، وهي مستعدة لنشر وتوزيع الأعمال التي ينتجها المعهد ككتب دراسية جامعية.

وأشار إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأبحاث الفقهية، واقترح تشكيل مجموعة لاستخدام هذه التقنية في تحليل الموارد، تلخيصها، وإدارتها، مما يمكن أن يسرع وتيرة البحث ويعزز جودته. واعتبر هذه فرصة ذهبية لتغيير مسار الأبحاث وخلق الابتكار في العلوم الإنسانية والفقه، مؤكدًا أن الذين يسيرون في هذا الطريق سيحظون بمكانة خاصة في المستقبل.

Source: External Source