نقد الرأي بناسازگاری الفقه مع التطور الاقتصادي وتقديم أربعة نهج مختلفة حول التآزر بين الدين والتطور

الجلسة العلمية رقم مئتين وتسعة وعشرين لمركز دراسات الفقه المعاصر، بموضوع «الفقه والتطور» خُصصت لمناقشة العلاقة بين النظام الهنجاري للفقه وعمليات التطور الاقتصادي. في هذه الجلسة، حجة الإسلام والمسلِمين الدكتور محمد رضا يوسفي بنقد رأي الدكتور محسن رناني الذي يرى الفقه ناسازگاراً مع التطور، قدم أربعة نهج مختلفة حول التفاعل بين الفقه والتطور وتناول مناقشة علمية ومتعددة الأبعاد لهذا الموضوع.

إشارة : وفقاً لموقع الإخبار الإعلامي لمركز دراسات الفقه المعاصر، أقيمت الجلسة العلمية المتخصصة لمركز دراسات الفقه المعاصر بموضوع «الفقه والتطور الاقتصادي» وقام الدكتور محمد رضا يوسفي، أستاذ مشارك في جامعة مفيد، بمناقشة دقيقة لعلاقة الفقه بالتطور الاقتصادي. في هذه الجلسة تم نقد وتحليل الآراء المختلفة حول التحديات والفرص للتعايش بين الفقه والتطور الاقتصادي. الدكتور يوسفي مع استعراض رأي الدكتور محسن رناني ونقد استدلالاته، شرح أربعة نهج رئيسية حول التفاعل بين الفقه والتطور وأكد أن الفقه لديه قدرة على التكيف مع الحاجات المعاصرة ولا يمكن اعتباره ببساطة مانعاً للتطور. هذا النقاش له أبعاد فقهية واقتصادية واجتماعية معقدة ويحتاج إلى بحوث أعمق.

وفقاً لموقع الإخبار الإعلامي لمركز دراسات الفقه المعاصر في الجلسة العلمية المتخصصة رقم مئتين وتسعة وعشرين التي خُصصت لموضوع «الفقه والتطور الاقتصادي»، حجة الإسلام والمسلِمين الدكتور محمد رضا يوسفي، أستاذ مشارك في جامعة مفيد قام بمناقشة دقيقة لعلاقة الفقه بالتطور الاقتصادي ونقد وتحليل الآراء المختلفة في هذا المجال.

في هذه الجلسة العلمية التي أقيمت بجهود مجموعة فقه الاقتصاد في مركز دراسات الفقه المعاصر وبالتعاون مع مجموعة فقه الاقتصاد في المجمع العالي للعلوم الإنسانية التابع لجامعة المصطفى، أشار الدكتور يوسفي إلى القلق القديم لدول العالم الثالث وخاصة المجتمعات المسلمة حول التأخر التنموي، إلى نقد ومناقشة رأي الدكتور رناني، بشأن «ناسازگاری الفقه مع التطور السلمي».

الدكتور رناني لإثبات هذا الادعاء طرح سببين أساسيين:

الناسازگاری من منظور المهمة: الفقه ك نظام هنجاري ديني، يركز على السيطرة الخارجية على السلوك الفردي والاجتماعي، في حين أن التطور الاقتصادي مبني على الداخلية للهنجارات والدوافع الداخلية للأفراد؛ لذا من الناحية المهمية هذان الاثنان متعارضان.

الاختلاف الجوهري بين الفقه والتطور: الفقه له نظرة فرد محورية وأحكامه عمدتاً تتعلق بالسلوك الفردي، في حين أن التطور له نظرة كلية اجتماعية ويحلل قضايا اقتصادية كلية مثل التضخم والإنتاج والاستهلاك الوطني.

كما أشار الدكتور رناني إلى أمثلة من الأحكام الفقهية في باب الربا وشرب الخمر، وأكد أن النظرة الفقهية الفردية ناسازگارة مع القضايا الاجتماعية والاقتصادية الكلية ومفهوم «خطأ التركيب» الذي يشير إلى الاختلاف في الآثار الفردية والجماعية لبعض السلوكيات، سبب آخر لهذه الناسازگاری.

في الاستمرار، أستاذ مشارك في جامعة مفيد تناول مناقشة أربعة نهج رئيسية حول علاقة الفقه والتطور:

النهج الأول: التيار التنويري الديني الذي يعتقد أن جزءاً من الدين والفقه ناسازگار مع التطور ويجب إعادة قراءة وبعض الأحكام تنقية، لكنهم لا ينفون كلية الدين.

• النهج الثاني: هذه المجموعة تعتقد أن التعارض بين الفقه والتطور ليس تعارضاً حقيقياً ومع النظر إلى تجربة دول شرق آسيا مثل اليابان، إمكانية الحفاظ على القيم التقليدية وفي الوقت نفسه التطور موجودة. لذا المسلمون أيضاً يمكنهم أن يكون لديهم نموذج تنموي مبني على الثقافة والحقوق الإسلامية.

• النهج الثالث: هذه النظرة تعتقد أن التطور كمفهوم غربي ناسازگار مع القيم والثقافة الأصيلة المحلية والدينية ويجب تعريف نموذج جديد ومختلف باسم «النموذج الإسلامي للتطور».

• النهج الرابع (رأي المؤسساتيين): هذا الرأي يعتقد أن الدين والثقافة والجغرافيا لا تأثير مباشر لها على التطور، بل المؤسسات والقواعد الحاكمة على السياسة والاقتصاد هي التي تحدد التطور. من هذا المنظور، يمكن تحقيق التطور في المجتمعات الدينية وغير الدينية، بشرط وجود أنظمة سياسية مفتوحة واقتصاد تنافسي غير ريعي.

الدكتور يوسفي كما نقد النقاط المطروحة من قبل الدكتور رناني وأكد أن:

التاريخ يظهر أن الفقه عمدتاً يعتمد على الدوافع الداخلية للأفراد وليس الإلزامات الخارجية فقط؛ على سبيل المثال، في المجتمعات الإسلامية كانت الدوافع الداخلية لدفع الخمس والزكاة موجودة. التطور الاقتصادي في الدول الغربية أيضاً مبني على القوانين والسيطرات الخارجية الشديدة، مثل القوانين الضريبية والإشرافات الواسعة التي هي مثال بارز على السيطرة الخارجية. عملية الداخلية للدوافع، سواء إيجابية أو سلبية، نتيجة عملية تاريخية ومؤسسية اجتماعية وليست مرتبطة فقط بالتطور الاقتصادي. الأمثلة التي طرحت لإظهار ناسازگاری الفقه والتطور، غير دقيقة وكاملة ولا يجب الاستنتاج العام من هذه الحالات. الفقه كعلم، لديه قدرة على الإصلاح والتكامل وكما أن العلوم الأخرى تتكيف مع الشروط والمعرفة الجديدة، يمكن للفقه أيضاً مع النظر إلى الحاجات المعاصرة، أن يتكامل.

في نهاية الجلسة، الدكتور يوسفي مع تقدير حضور الجمهور، أعلن استعداده للإجابة على الأسئلة وتبادل الآراء في هذا المجال وأكد أن النقاش حول العلاقة بين الفقه والتطور، موضوع معقد ومتعدد الأبعاد يحتاج إلى مناقشة علمية ودقيقة في إطارات مختلفة فقهية واقتصادية واجتماعية.

Source: External Source