قال آية الله محسن الفقيهي في احتفال النصف من شعبان لمعهد الدراسات الفقهية المعاصرة: حسب القاعدة عندنا في الفقه وهي كذلك في حكم العقل، ويتفق عليه جميع المثقفين في العالم، فإننا يجب أن نشارك في هذه الانتخابات ونأمل أن يتحسن الوضع شيئا فشيئا. وقد يشك البعض في أن هناك من هو أسوأ من هؤلاء الذين يحكمهم قانون مكافحة الفساد. أولئك الذين لديهم مشاكل لأي سبب من الأسباب يجب أن يقولوا إن كان لدينا سيئ و أسوأ، نختار السيئ وليس الأسوأ.
قال أحد أعضاء جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في هذا اللقاء بقم، مشيراً إلى قدوم ذكرى ولادة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف: إن من المواضيع التي يتم بحثها فيما يتعلق بالإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف هي الأحاديث الكثيرة. التي ذكرت فيما يتعلق بالانتظار. وجاء في رواية: “أفضل جهاد امتي انتظار الفرج”. الحرب والجبهة والاستشهاد لها كل هذه المواقف، لكن فوق تلك المواقف موقف انتظار الفرج. ماذا يعني هذا؟ فكيف يكون ذلك الاستشهاد في سبيل الله والجهاد في سبيل الله وكل هذا الكلام عن الجهاد ولكن انتظار الفرج أعلى من ذلك.
أشار سماحته: علينا أن نكون أكثر حذراً وننتبه إلى معنى انتظار الفرج. فيشعر الشخص المنتظر أن شيئًا ما يجب أن يحدث. و الوضع الحالي ليس مثاليا وفيه عيوب أيضا. و إن عدم الرضا عن الوضع الراهن مهم. قد نكون الأفضل مقارنة بالعديد من الأماكن، لكننا لسنا مثاليين لأننا ننتظر. و معنى الانتظار هو أننا نريد أن نصبح أكثر اكتمالا وأفضل، وضعنا الحالي به بعض العيوب والمشاكل ويجب حل هذه المشاكل. ولذلك فإن النقطة الأولى هي أننا لا ينبغي أن نكتفي بوضعنا الحالي، بل يجب أن نحاول دائما أن نجعل الغد أفضل من اليوم. وهذه إحدى صفات الشخص المنتظر.
صرح آية الله الفقيهي: من يقول أن الوضع جيد جداً وليس لدينا أي مشكلة، فهذا يعني أنه لم تعد لديه توقعات وقد وصل إلى هدفه. بينما المرء ينتظر من ليس لديه هذا الشعور ويقول أننا نستطيع أن نطور انفسنا. وحتى تطور النبي صلى الله عليه وآله يمكن تصوره. لماذا يقول النبي صلى الله عليه الذكر والصلاة والعمل الصالح؟ لأن الكمال لانهائي. وعلينا جميعا أن نسعى إلى الكمال ولا نكتفي بأي كمال.
أما هذا الأستاذ في حوزة قم العلمية تناول النقطة الثانية في انتظار الفرج فقال: علينا أن نأمل ولا نيأس. معنى التوقع هو أننا لسنا يائسين، بل نأمل،و نخطوا خطوات،و نحاول. والآن، مدى قربنا من هذا الوضع، ويعتمد على جهد الله وقدرته وإرادته، وكل هذه الأمور يجب أن تجتمع معًا حتى نتمكن من اتخاذ الخطوات المطلوبة. لذا فإن الأشخاص اليائسين ليسوا أولئك المنتظرون.
آشاد آية الله الفقيهي: مع الأسف أن بعض الناس يتحدثون عن اليأس في خطاباتهم وكلماتهم ويصيبون الناس باليأس. النوادل الحقيقيون هم أولئك الذين لا يستسلمون أبدًا. فإذا كان الوزير أو النائب سيئا فإنه يتحسن. علينا أن نجد شيئًا أفضل منهم، وعلينا أن نتحرك للعثور على الأفضل إن شاء الله. لماذا لا تبحثون؟ ابحث عن الدورة المستقبلية وابحث عن ممثل جيد وقل له أن يخدم هذا الوطن.
صرح عضو جماعة مدرسي الحوزة العلمية في قم عن الصفة الثالثة للمنتظرالحقيقي وقال: النقطة الثالثة بالنسبة للمنتظر هي محاولة التغيير من الوضع الحالي إلى الوضع المرغوب. و آن لديك الرغبة، يجب أن تحاول تحسين هذا الوضع الحالي. هل من المستحيل؟ لا. لا شيء مستحيل. إذا أصبحنا أهل الخير، ومسؤولوا البلد أصبحوا أهل الخير، فسوف يكون الوضع جيدًا. وإذا ساء حال المسؤولين يوما بعد يوم، فإن الوضع سيزداد سوءا. هذا نحن ما عليه. فعلى الرجل المنتظر أن يأمل وعلى الرجل المنتظر أن يحاول إعادة الوضع الحالي إلى الحالة المرغوبة.
اما في بداية هذا الحفل قدم حجة الإسلام مصطفى دوري نائب رئيس معهد الدراسات الفقهية المعاصرة تقريرا عن برامج هذا المعهد وقال: “لقد أنشأنا عشرة مجموعات بحثية”. وكانت حصيلة جهود المعهد البحثي أكثر من أربعين مجلداً، بعضها منشور والبعض الآخر على وشك النشر. واما الاجتماعات العلمية لمعهد الأبحاث والاجتماعات ذات الموضوع الثابت مثل “جلسات الأسلوب في أيام الأحد” لفتت انتباه المجتمع العلمي في البلاد.
آشاد سماحته الى إن الموسوعة الفقهية المعاصرة هي أحد الأنشطة الأخرى التي يشير إليها حالياً مختلف الباحثين باعتبارها مصدراً علمياً متخصصاً في مجال الفقه المعاصر. إلى جانب ذلك فقد تمكنت المكتبة الواقعية والافتراضية من تقديم خدمات علمية جيدة للباحثين في هذا المجال.
صرح حجة الإسلام الدري إلى القسم الدولي لمعهد الدراسات الفقهية المعاصرة قائلا: لقد قام هذا القسم في السنة الأولى من نشاطه بتهيئة المجال للأنشطة العلمية باللغتين الفارسية والإنجليزية، إلى جانب تفعيل اللغة العربية والإنجليزية. وأقسام الموقع الإلكتروني للمعهد، فقد عقدت عدة اجتماعات. وسوف تعقد عدة اجتماعات دولية في العام المقبل إن شاء الله.
الجدير بالذكر أنه حضر في هذا الحفل نخبة من أعضاء هيئة التدريس والباحثين في معهد أبحاث الفقه المعاصر.