صرح حجة الإسلام والمسلمين خادمي كوشا: في بنيتنا المقترحة، تتم دراسة جوهر الموضوع ومكوناته وشروطه أولاً لتحديد العناوين التي تتوافق مع هذا الموضوع. اما في المرحلة التالية، بالإضافة إلى جوهر الموضوع، مع فرضية أنه في فقهنا فإن أهداف ايجاد الموضوع واهداف فعل الفاعل له آثاره في المسألة، يجب علينا أن نفحص الموضوع من حيث المستخدم الوظائف والأهداف التي يسعى إليها. وفي المرحلة الثالثة، مع افتراض أن أعمال آثار الموضوع في حكم الموضوع له آثاره، لهذا السبب، يجب علينا أيضًا فحص
آثاره أيضا.
حجة الإسلام والمسلمين محمد علي خادمي كوشا عضو الهيئة الأكاديمية لمعهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية يوم 23 مايو في اللقاء العلمي “أسلوب تدوين نظام المسائل في الفروع الفقهية الناشئة”، والتي أقامها معهد دراسات الدراسات الفقهية المعاصرة، جاء فيها أن كل يوم يشهد ظهور موضوعات وقضايا جديدة، والفقه هو المسؤول عن الإجابة على هذه الأسئلة. ولهذه الضرورة توصلنا إلى نموذج لتطوير منظومة مسائل في القضايا المستجدة لها سند فقهي. وهذا النموذج مفيد أيضًا في مجال المواضيع، كما أنه مفيد أيضًا في هيكلة المشكلات٠
اشار حجة الإسلام والمسلمين خادمي كوشا أن الفقهاء الإماميين كثيرا ما ركزوا على مواضيع البحث في المسائل المستحدثة، أما في هذه المسائل فإننا اليوم نواجه قضايا غامضة في الأساس وذكر: بنائنا المقترح وهو مشابه للبنية عند الفقهاء الاوائل، ويتم في البداية دراسة جوهر الموضوع ومكوناته وشروطه لتحديد العناوين المناسبة لهذا الموضوع. في المرحلة التالية، بالإضافة إلى فعل الفاعل، مع فرضية أنه في فقهنا فإن أهداف فعل الفاعل وأهداف الفعل النشط فعالة في الفاعل، يجب علينا أن نفحص الفاعل من حيث الفاعل الوظائف والأهداف التي يسعى المستخدمون إليها. وفي المرحلة الثالثة، مع افتراض أن أعمال الموضوع فعالة في الحكم على الموضوع، لهذا السبب، يجب علينا أيضًا فحص الأعمال٠
قال في هذا الصدد: بنيتنا تشبه بنية المتقدمين، أي أننا عندما نواجه موضوعا ليس له اسم ولا شكلية، يجب علينا أولا الاهتمام بالموضوع نفسه، ومصادرنا مليئة بالأحاديث التي ناقشت الموضوع. لذا، ينبغي أولاً دراسة مكونات الموضوع وشروطه لمعرفة العناوين المتوافقة مع هذا الموضوع. لذا فإن الدراسة الأولى حول الموضوع تكون من وجهة نظر المكونات وعلاقة المكونات ببعضها البعض وشروط الموضوع وشكله٠
بالنسبة للتعبير عن المقدمة القائلة بأن في فقه الإمامية مقاصد خلق الفاعل ومقاصد الفعل المفعل فعالة في الأمر، قال: وفي رأي آخر، بالإضافة إلى جوهر الأمر، ينبغي بحث الأمر في من حيث الوظائف والأهداف التي يسعى المستخدمون إليها. دعونا نرى لماذا يبحث الناس عن هذه المشكلة. وبناء على أهداف الموضوع ومهامه ينبغي التحقق من العناوين الفقهية المقابلة لذلك٠
وذكر خادمي كوشا أن أثر الموضوع مؤثر في الحكم وبما أن أثر الموضوع هو سبب الفعل فهو داخل في الحكم وقال: وفي الخطوة الثالثة يجب أن نفحص الآثار أيضاً. و أعمال وملحقات الموضوع؛ وماذا لو كانت آثار الموضوع فاعلة وملحقاته فاعلة – كما يقتضي تحريم المحرم٠
إن هيكلنا ثلاثي الأوجه يحظى بدعم فقهي وفكري
صرح هذا الباحث في الفقه الإسلامي: إننا نقترح بنية ثلاثية الجوانب لجمع المسائل الفقهية: جوهر الموضوع – أهداف الموضوع – آثار الموضوع وملحقاته٠
وذكر أحد أعضاء هيئة التدريس بمعهد أبحاث الثقافة والفكر الإسلامي أن هذه البنية ثلاثية الأوجه لها حجة: ومن أجل النظر في هذه المحاور الثلاثة في كل موضوع، لدينا حجة عقلانية، وحصر المسائل المتعلقة بالمواضيع في الفقه إلى هذه العناوين الثلاثة كحجة عقلية، عدا عن ذلك فإننا عندما نقلب صفحات الفقه نرى أن فقهائنا قد حكموا في بعض المواضع على أساس العنوان، وفي بعض المواضع على المصنفات والملحقات٠ وأحيانًا -ولو أقل- بناءً على الأهداف. ففي الفقه تنحصر المسائل في هذه، لكن الفقهاء لم يحسبوا ذلك٠
البنية الثلاثية واضحة في المواضيع وفيها تناقضات في نظام صياغة المشكلة
استمر و انتقد حجة الإسلام والمسلمين حسن علي علي أكبريان، عضو الهيئة العلمية لمعهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية، المحتوى وذكر أن هذه البنية الثلاثية تتمتع بالشفافية في العقيدة، لكنها تعاني من تناقضات في صياغة منظومة القضايا. والتناقض مرده إلى أننا إذا قلنا إنه لكي نفهم كل مسألة لها قضية وحكم، لا بد من تحديد أهدافها وآثارها وجوهرها، ثم الإفتاء، فلا بد من التناقض في كثير من أهدافها وآثارها لها حكم شرعي، وكل من أهدافها وآثارها واحدة. ولذلك فإن المسألة الشرعية لها ثلاثة أبعاد، كل بُعد من هذه الأبعاد الثلاثة يشكل جزءاً من القضية، وكلها ثلاثة تدخل في قضية واحدة. إن تورط هذه الأبعاد الثلاثة في الإشكالية أمر واضح، لكن إذا أردنا إشراك هذه الأبعاد الثلاثة في مشاكل النظام فلا بد من فصل أحكام هذه الأبعاد الثلاثة عن بعضها البعض٠
هل أهداف المنتج تتدخل في أهداف التوزيع أم الاستهلاكية ؟
أضاف عضو هيئة التدريس بمعهد بحوث العلوم والثقافة الإسلامية آن في هذه الأهداف، وهي أهداف المنتج والموزع والمستهلك، هل لأهداف المنتج تأثير على قرار المنتج، أم هل تؤثر أيضًا على قرار الموزع والمستهلك؟ وإذا كان متضمنا فله حالان: يجب أن يرى أن الهدف لا ينفصل، أي أنه جزء من الفعل، أو قد يتحقق الهدف أو لا يتحقق. وعلينا أن نفرق بين هاتين الحالتين. فإذا كان لا ينفصل، كان الهدف هو نفس الأثر، وأصبح الهدف والأثر شيئا واحدا، أما إذا أمكن أن يتحقق الهدف أم لا، فلا يمكن القول بأن الهدف متضمن والأثر شيء واحد و تصبح المناقشة مشروطة. لذا ينبغي توضيح أن هذه الأهداف والآثار، سواء كانت أحكامها تتعارض مع حكم جوهر الأمر، أو يجب أن نناقشها على حدة٠
ذكر أن هناك اعتبارين في هذا الأمر: أحدهما أن الأثر المحرم في حد ذاته حرام، لكن على فرض أننا نعتبر إدخال الموصلة محرماً، فإن تحريمها ليس شخصياً، بل شيء آخر. ولذلك فإن لها حكماً مختلفاً، وليس حكماً ذاتياً، وهذه مسألة مهمة جداً، لأن الفعل المحرم بطبيعته له آثار عليه. و تحريم غيره ليس باطلاً، ولكن تحريم النفس باطل. فلذا لا بد من تحديد هل ان الحكم في هذه البنية الثلاثية شخصي أم غير ذلك؟
وأضاف في بيان الملاحظة الثانية أن هذا العمل له علاقة بالفعل. وهل هو اتحاد ملموس أم لا؟ فإن كان اتحادا رجع إلى الجوهر، وإن كان ملموسا فالحكم غير وارد. وفي رأيي أنه إذا كان للعمل اتحاد ملموس مع الحكم حسب العرف، فلا يمكن أن يمتد حكمه إلى حكم الفاعل، لأن هذان حكمان، ولا يمكن أن يمتد حكم العمل إلى الفعل٠
المواضيع المركبة لها فتاوى كثيرة
في ختام لقاء حجة الإسلام والمسلمين خادمي كوشا باجتهاد على أسئلة الناقد الكريم وذكر أن هناك مسائل كثيرة في المسائل المعقدة وذكر: في المسائل المعقدة عندما يصدر الحكم يقول المفتي أنه من اتجاه معين. في الأساس، ليس لديك اتجاه في مواضيع معقدة للحصول على حكم. وعليه، عندما نريد ترتيب بنية القضايا نقول: لأن القضية لها أبعاد مختلفة، فإننا نضع كل بعد في جزء واحد. فكما أن المواضيع لها هذا النمط، عليك أن تتبع نفس النمط في ترتيب المسائل. و ربما أكتب بقدر ما هو كتاب مشاكل لموضوع ما. وفي المواضيع، كان موضوعا مركبا فيه عشرات المشاكل. ولذلك، ينبغي التحقق من نفس الطريقة في نظام المشاكل مع مبرر منطقي٠
هناك أنواع مختلفة من الأهداف
اشارعضو المجلس الأكاديمي لمعهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية أن هناك أنواعًا مختلفة من الأهداف ردًا على انتقادات الناقد، وأضاف آن هناك أنواع مختلفة من الأهداف محققة، وغير محققة، ومتوقعة. وفي هذه الحالة يكون لأهداف الإنتاج تأثير على أهداف الموزع بشكل وليس بطريقة أخرى. فمثلا يمكن صد بعض الأهداف، والبعض الآخر لا يمكن صده. وإذا لم يمكن القضاء عليه، فإن غرض الإنتاج يؤثر على الاستهلاك. وهناك فرق بين الحكم الذي يحدده أثر الهدف، والحكم الذي يحدده وجود المصنفات. لكن بالنسبة للهدف فإن تأثيره يبدأ منذ اللحظة التي يبدأ فيها. ولذلك فإن أهداف الإنتاج لها تأثير على أهداف الاستهلاك. وعندما نقول على أساس الأعمال، فهذا يعني أنه يجب أن نعلم أن الموضوع أحيانًا له قواعد معينة، وأحيانًا له قواعد أخرى. فتأثير الجمع موحد وملموس. وحيث يوجد اتحاد ينتشر الحكم مطلقا، وبشكل ملموس، لكل منهما حكم. و مرة أخرى، تنقسم الآثار إلى آثار يمكن الوقاية منها وغير قابلة للوقاية. الأول ليس بالضرورة حكم العمل وليس بالضرورة حكم الموضوع، لكن الثاني لأنهما معًا دائمًا٠
لم أفهم شيئا واضحا من الدفاعيات
اما بعد عرض دفاعيات حجة الإسلام والمسلمين خادمي كوشا، انتقد حجة الإسلام والمسلمين علي أكبريان وقال: بحسب ما قال حجة الإسلام والمسلمين خادمي كوشا، فإن أهداف الشيء لها تأثيرات على الحكم وعلى تلك الأهداف، لكنهم لا يشاركون في الموضوع. وهناك مسألتان: أولا، ما حكم هذه المسألة؟ ما حكم هذا الهدف؟ ما حكم هذا العمل؟ واستنادا إلى بنيته الثلاثية الأوجه، نطرح ثلاث مسائل للموضوع من حيث العنوان والغرض والأثر. و في كل مشكلة، يقتصر الأمر على جانبها الخاص فقط – على سبيل المثال، الهدف أو التأثير. ثانياً: الآن بما أنني لا أريد أن اقتصر على ما تتضمنه فتواي على مسألة واحدة، فإنني أريد أن أبحث في جميع المسائل المحيطة بتلك المسألة؛ إذا كانت القضايا الهامشية لقضية ما ستناقش في منظومة القضايا، فلم تعد تقتصر على الهدف والأثر والجوهر، وليس لدينا أي قيود فكرية، بل تنشأ قضايا هامشية كثيرة ينبغي النظر فيها بالإضافة إلى ذلك. إلى الغاية والنتيجة والجوهر. لم أفهم شيئا واضحا من كلامك أنك تريد الحصول على الجملة المستهدفة أو الجملة العنوانية. فهذه ثلاث مسائل مستقلة ولها ثلاثة أحكام مستقلة، وليس كأني أرى هذه الثلاثة تصل إلى حكم واحد٠
هناك فرق بين الموضوع المنصوص وغير المنصوص:
في ختام جلسة حجة الإسلام والمسلمين أجاب خادمي كوشا على مشاكل حجة الإسلام والمسلمين علي أكبري بقوله أن هناك فرق بين المسائل المنصوصة وغير المنصوصة: في النصوص المنصوصة، وقال الفقهاء إن الحكم مبني على العنوان ولم يذهب إلى المصنفات، بل في غير النص منها فقط، واختلفوا في العنوان ولم يقدموا على طريقة قط. وفي المواضيع المنصوصة يرشدنا النص نفسه في اتجاه الحكم فينص مثلا على وجوب بحثه من حيث المصنفات أو الجوهر، أما في المواضيع غير المنصوصة فهذا الاتجاه غير موجود والموضوع مجهول تماما. ربما عشرة مواضيع منصوصة مخفية في موضوع واحد غير منصوص. وعليك أن ترتب الأمر غير المنصوص بناء على البنية الثلاثية الأبعاد التي عرضتها حتى يعرف حكمها٠
وأضاف ردا على سؤال الناقد حول ما إذا كانت المسألة واحدة أم متعددة: لأن المسألة معقدة فإن نظام “القضايا” يصبح متعددا. أعتقد أن الفقهاء لم ينظروا نظرة شاملة إلى المسائل المستحدثة. أما فيما يتعلق بالمسائل الهامشية التي ذكرها الأستاذ، فالناس يريدون حكماً فقهياً “واحداً” للمسائل المستحدثة ولا علاقة لهم بالمكونات، فهنا كل هذه المسائل الهامشية التي قال الأستاذ يجب أن تُطرح على الجمهور حتى يتم الوصول إليها بحكم.