ومن الأئمة المعصومين (ع) الذين كان لكل منهم بحر لا نهاية له من العلم والمعرفة والفضل، كان الإمام محمد الباقر (ع) المعروف بـ(باقر العلوم) الوحيد في عصره في كرمه ومساعدة الناس. والرواية التالية تصور قطرة من هذا البحر اللامحدود، و دروسًا خالصة في حسن الضيافة ومساعدة الإخوة المتدينين، ويتحدث بلا توقف عن رفاقه وأصدقائه. وكأن بيت الإمام (ع) كان ملاذاً آمناً للمحتاجين والفقراء، وكانت مائدته دائماً واسعة لإطعام الضيوف وإكرامهم٠
كانت هذه القصة القصيرة قطرة من محيط كرم وضيافة الإمام محمد الباقر (ع) ومن المؤمل أن نخطو بالتأمل في حياة الإمام الباقر (ع) وسلوكه خطوة نحو القيم الإنسانية السامية٠
قَالَتْ سَلْمَى مَوْلاَةُ أَبِي جَعْفَرٍ : كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ إِخْوَانُهُ فَلاَ يَخْرُجُونَ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى يُطْعِمَهُمُ اَلطَّعَامَ اَلطَّيِّبَ وَ يَكْسُوَهُمُ اَلثِّيَابَ اَلْحَسَنَةَ وَ يَهَبَ لَهُمُ اَلدَّرَاهِمَ فَأَقُولُ لَهُ فِي ذَلِكَ لِيُقِلَّ مِنْهُ فَيَقُولُ يَا سَلْمَى مَا حَسَنَةُ اَلدُّنْيَا إِلاَّ صِلَةُ اَلْإِخْوَانِ وَ اَلْمَعَارِفِ وَ كَانَ يُجِيزُ بِالْخَمْسِمِائَةِ وَ اَلسِّتِّمِائَةِ إِلَى اَلْأَلْفِ وَ كَانَ لاَ يَمَلُّ مِنْ مُجَالَسَتِهِ إِخْوَانُهُ وَ قَالَ اِعْرِفِ اَلْمَوَدَّةَ لَكَ فِي قَلْبِ أَخِيكَ بِمَا لَهُ فِي قَلْبِكَ وَ كَانَ لاَ يُسْمَعُ مِنْ دَارِهِ يَا سَائِلُ بُورِكَ فِيكَ وَ لاَ يَا سَائِلُ خُذْ هَذَا وَ كَانَ يَقُولُ سَمُّوهُمْ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِمْ ./ بحار الأنوار ج۴۶ ص۲۹۰؛ ترجمه خسروی ; ج ۱ ص ۲۰۵؛ ر.ک: كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط – القديمة)، ج۲،ص ۱۱۸.