ندوة بحثية حول الدراسات الفقهية والقدرات المعرفية في الساحة الدولية

أقام مركز الدراسات الفقهية المعاصرة

أقيمت يوم الخميس 19 كانون الأول/ديسمبر، ندوة بحثية حول “الدراسات الفقهية والقدرات المعرفية في الساحة الدولية”، بحضور سماحة الشيخ مهدي الصميدعي المفتي العام ورئيس مجلس أهل السنة في العراق، والدكتور السيد صادق حقيقت عضو هيئة التدريس في مؤسسة الإمام الخميني والثورة الإسلامية، والشيخ عبد القادر يوسف الترنيني عضو هيئة التدريس في الجامعة اللبنانية، والدكتور عابدين مؤمني عضو هيئة التدريس في جامعة طهران، والدكتور محمود شافعي عضو هيئة التدريس في جامعة المفيد في قم، والدكتور مصطفى خرم آبادي الباحث في قسم الفقه الإسلامي، والتي استضافها معهد الدراسات الفقهية المعاصرة٠

في بداية اللقاء قال الدكتور خرم آبادي سكرتير: إن الأسئلة والتحديات التي طرحها الأساتذة الحاضرون في اللقاء تشكل خلفية من شأنها أن تجعل ثمرة نقاش اليوم أكثر ثمراً٠

ثم تحدث الدكتور حقيقت عن بعض النقاط من خلال تقديمه لمقدمة حول فرضية وجود قدرات وحدود للفقه ووظيفته في العلاقة مع الأفراد والجماعات، وخاصة في الساحة الدولية٠

قال هل يشمل نطاق الفقه القضايا الاجتماعية والسياسية والقضايا المتعلقة بالنظام؟ هل لدينا فقه النظام وفقه الحكم؟ هل يمكن للفقه أيضاً أن يدخل ويحكم في البنيات؟

النقطة الثانية: لقد أسس الإمام الخميني (رحمه الله) بنية كمجلس إصلاحي للنظام بعنوانين فقهيين (الولاية المطلقة للفقيه ومناقشة المصلحة) والتي تصبح هي نفسها أساس الحكم٠

في بيان النقطة الثالثة من اشاراته قال: قد يصح القول بأن الفقه ليس محايداً في مسائل تتصل بالساحة الدولية، فمثلاً كيف تكون علاقتنا بالدول الكافرة وغير الكافرة؟ وهل هناك إمكانية للحوار مع الدول الكافرة وغير الكافرة؟ وفي الفقه ما هي أحكام موضوعات مثل دار الإسلام ودار الكفر والعمليات الاستشهادية والجهاد الابتدائي وغيرها؟

النقطة الرابعة: ما هي العلاقة بين الدول الإسلامية على وجه الخصوص؟

النقطة الخامسة: إلى أي مدى يجب الاعتراف بالشكل المعرفي الشامل لقيمة السلطات في المجتمع وحكمها؟

أخيراً، تم التطرق إلى بعض النقاط، منها العلاقة العلمية بين الفقه والعلوم الأخرى، وعدم استجابة الفقه لكل القضايا الاجتماعية مثل نظرية السلام ونظرية الدولة (لدينا مقطع عن السلام والدولة، ولكن ليس لدينا نظرية)، واختلاف المناهج في التعامل مع الدين والفقه (الحد الأقصى – الحد الأدنى – المتوسط)، والتفاعل مع الخطابات التي تعتقد بعدم صحة الفقه، مثل المسلمين المستنيرين في البلدان الأخرى، والاعتراف بالشكل المعرفي الشامل للدول الأخرى والخطابات المنافسة لنا فيما يتعلق بحدود الفقه٠

أخيراً، تم التطرق إلى أن الاعتراف بقدرات الفقه وحدوده والاهتمام بها سيجعله أكثر فعالية على الساحة الدولية٠

ثم تحدث الدكتور عابدين مؤمني الأستاذ بجامعة طهران عن تحديد النبي صلى الله عليه للأمة الإسلامية مع الأمم الأخرى عند وصوله إلى المدينة، وتحدث عن مدى تطبيق الشريعة ومدى ولاية الحاكم الإسلامي في بلاد الكفر٠

في بداية مداخلته تحدث الدكتور الترنيني عن كيفية ظهور الخلافات الأولى في الاجتهاد في عهد النبي صلى الله عليه في قضية بني قريظة، وأضاف: أعتقد أن الانتقادات التي يوجهها علماء الإمامية إلى روايات أهل السنة هي انتقادات متقدمة جداً، وكانت السيدة الزهراء عليها السلام هي حاملة لواء انتقادات الشيعة لأهل السنة في قضية فدك. وأخيراً أشار الدكتور الشافعي إلى حديث عن النبي صلى الله عليه قال فيه: (لا تكذبوا عليّ)، وخلص إلى أن المخرج من الخلافات بين الشيعة والسنة هو كشف هذه الأكاذيب بطريقة منطقية٠

استطرد الدكتور الشافعي بالإشارة إلى المنهجية في الاجتهاد وذكر مشاكل المنهج النصي، ومنها عدم الاستجابة لكثير من القضايا المستجدة والمعاصرة، واعتبر اكتشاف مقاصد الشريعة هو الحل لاستكمال نواقص هذا المنهج٠

كما أشار المفتي العام ورئيس مجلس أهل السنة العراقي الشيخ مهدي الصميدعي إلى العلاقة بين المسلمين وكيفية التعاون في العلاقات الدولية في حديثه الشيق، فوفقاً للحديث النبوي فإنه على الرغم من علمه بعقائد 73 فرقة إلا أنه اعتبر أن شرط الإسلام هو الشهادتين فقط ولا شرط غيرهما، ورأى أن من أسلم له حرمة مادية ومعنوية٠

في ختام هذه المناقشة، أشاد آية الله السيد مجتبى نور مفيدي بالجهود القيمة للشيخ مهدي الصميدعي في تعزيز الوحدة الإسلامية ودعم جبهة المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي المعتدي، وقال: اليوم هناك العديد من المجالات على المستوى الدولي التي تتطلب الحضور الجاد للمراكز العلمية الدينية والحوزات العلمية لشرح الأفكار المبتكرة٠

أضاف رئيس مركز أبحاث الفقه المعاصر: “إن الجهود العلمية المشتركة لعلماء المسلمين في قضايا مثل البيئة والأمن الغذائي والتدخلات الأجنبية من قبل القوى في البلدان المستقلة والإسلامية وتلوث الهواء والطاقة وكذلك المعرفة المتعلقة بالعلوم الإنسانية، مع المساعدة في إنتاج أفكار نقية ومبتكرة في هذه المشاكل، من شأنها أن تعزز الوحدة الإسلامية بشكل أكبر٠”