ملاحظة: مع اقتراب عقد الكرامة، أُقيم حفل تدشين البوابة الشاملة للفقه المعاصر في مدينة قم، بحضور نخبة من علماء وأساتذة الحوزة العلمية، والباحثين، ومسؤولي المراكز التعليمية والبحثية، وآية الله السيد كاظم نور مفيدي دامت بركاته، المؤسس الجليل لمركز دراسات الفقه المعاصر٠
آية الله السيد كاظم نور مفيدي: على الفقه المعاصر أن يستجيب للتحديات العالمية الناشئة. في هذا الحفل، أكد آية الله السيد كاظم نور مفيدي حفظه الله، مؤسس مركز دراسات الفقه المعاصر، على ضرورة تغيير المنهج الفقهي للحوزات العلمية، وقال: يجب أن يتمتع فقيه اليوم بالقدرة على التواصل مع العالم، وأن يكون على دراية بالغة وعلوم العصر، ليتمكن من تقديم إجابات دقيقة وفعّالة للقضايا المستجدة في العالم٠
أشار ممثل المرشد الأعلى في محافظة كلستان،إيران إلى المكانة المرموقة للفقه في الحضارة الإسلامية، قائلاً: يجب على فقهاء اليوم أن يمتلكوا رؤية شاملة وأن يركزوا على جميع الأبعاد الفردية والاجتماعية والثقافية والسياسية والدولية للحياة البشرية٠
أشار إلى التحول الذي طرأ على النظرة إلى الفقه بعد الثورة الإسلامية، وأضاف: لقد حظي الفقه المعاصر باهتمام كبير في الحوزات العلمية بتوجيهات حكيمة من الإمام الراحل ودعم مستمر من المرشد الأعلى للثورة، ونشهد اليوم بروز اتجاهات بحثية وتعليمية وعملية في هذا المجال٠
أكد إمام مدينة كركان أنه على الرغم من أن الحوزات العلمية قد حققت مكانة مرموقة في تعميق وتوسيع الفقه المعاصر، إلا أننا ما زلنا في بداية الطريق ونحتاج إلى المزيد من الجهود والابتكار والتحديث في مجالات التعليم والبحث وتدريب القوى المتخصصة٠
في جانب من كلمته، أكد ممثل مجلس الخبراء على ضرورة إعادة تعريف مخرجات الحوزة العلمية في التخصصات الفقهية، وقال: ينبغي أن يكون الناتج النهائي لنظام التعليم الفقهي التخصصي في الحوزة العلمية شخصية متميزة عن الجامعة بالمعنى التقليدي؛ أي خريج متجذر في الفقه التقليدي، وقادر على تحليل القضايا المعقدة في العالم المعاصر والرد عليها ومواجهتها٠
أضاف سماحته: إن مستقبل الحضارة الإسلامية ومكانة الفقه في إدارة المجتمع يعتمدان على إعداد مثل هذه الشخصيات التي تستفيد من التراث الفقهي الغني، وتتمتع بمعرفة واسعة بالأدب العالمي، ومنطق التفكير العلمي، وفهم منهجي للقضايا الإنسانية٠
آية الله السيد مجتبى نور مفيدي: مركز أبحاث الفقه المعاصر هو الحل للقضايا والتحديات الراهنة التي تواجه المجتمع الإسلامي٠
كما استشهد آية الله السيد مجتبى نور مفيدي، رئيس مركز أبحاث الفقه المعاصر، بحديث نفيس عن مكانة الفقه الرفيعة في الدين، وقال: تأسس هذا المركز البحثي مستلهمًا من ضرورات واحتياجات الأمة الإسلامية اليوم، وذلك لاستكشاف مختلف القضايا الفقهية بمنهجية عميقة ومنهجية، والإجابة على أسئلة العصر٠
تابع، مشيرًا إلى مهام هذه المؤسسة العلمية، قائلاً: ان التركيز الرئيسي لمركز الأبحاث على محورين أساسيين؛ أولاً، البحث الأساسي الذي يشرح أسس ومبادئ وأطر الفقه النظرية، وثانياً، البحث التطبيقي الذي يُصمم ويُنفذ بهدف الاستجابة لمشاكل وتحديات المجتمع اليومية حتى يكون للفقه حضور نشط وفعال في سياق الحياة المعاصرة٠
صرح رئيس مركز أبحاث الفقه المعاصر قائلاً: “في تاريخ الإسلام، كان للاتجاهات العلمية دائمًا حضور ديناميكي في شكلين أساسيين وتطبيقيين، وقد نشأ تفوق كل من هذين النهجين من الاحتياجات والمتطلبات الخاصة لكل فترة؛ حيث حددت تطورات الوقت اتجاه البحث وشكلت مسار الفكر الديني”. وفي إشارة إلى الهيكل العلمي لمركز الأبحاث، قال آية الله نور مفيدي: “يوجد حاليًا ١١ مجموعة علمية تتكون من ٤٠ مدرسًا بارزًا في هذا المركز، وقد تم إبرام أكثر من ٣٠ عقدًا لمشروع بحثي مع مراكز ومؤسسات علمية مختلفة حتى الآن”. وأكد على ضرورة التواصل والتعاون الفعال مع المراكز العلمية وتجنب العمل المتوازي، وأضاف: “خلال السنوات الخمس الماضية، نجح هذا المجمع في عقد أكثر من ٢٠٠ لقاء علمي بارز، ونشر ٢٦ بحثًا في مجلات علمية، مما يدل على ديناميكيته ونهجه الموجه نحو حل المشكلات في مجال الدراسات الفقهية”. كما تم إطلاق البوابة الشاملة للفقه المعاصر بهدف إنتاج المحتوى وإدارة المعرفة وتقديم الخدمات التخصصية في مجال الفقه المعاصر، والتي تضم أقسامًا مختلفة مثل موسوعة الفقه المعاصر، والمكتبة الرقمية للفقه المعاصر، ودورات خارج نطاق الفقه المعاصر، والمجلات الإلكترونية، واللقاءات العلمية، وقاعدة معلومات مركز الأبحاث٠
آية الله فاضل لنكراني: للنهوض بالفقه، لا بد من العودة إلى القرآن الكريم والاستفادة من إمكاناته الاجتماعية٠
آية الله محمد جواد فاضل لنكراني في كلمةٍ قيّمةٍ وعميقةٍ ألقاها خلال حفل افتتاح البوابة الشاملة للفقه المعاصر في مدينة قم مساء الأربعاء، أشار جواد فاضل لنكراني إلى الدور الجوهري للقرآن الكريم في بناء الفقه وتقدمه، وقال: “لتحقيق تقدمٍ حقيقي في الفقه، لا بدّ من عدم الابتعاد عن القرآن الكريم والعودة إليه دائمًا٠”
أشار إلى أن آيات الأحكام لا تُشكّل سوى جزءٍ من الإمكانات الفقهية العظيمة للقرآن الكريم، وأضاف: “للأسف، على مرّ التاريخ، حظيت الآيات الاجتماعية في القرآن الكريم باهتمامٍ أقلّ من الفقهاء، في حين أن هذه الآيات زاخرةٌ بمبادئٍ وتوجهاتٍ مهمةٍ في مجال العلاقات الاجتماعية والعدالة والأمن والمسؤولية وحقوق الإنسان، والتي يُمكن أن تلعب دورًا أساسيًا في بناء الحضارة الإسلامية٠
في ختام كلمته، أكد رئيس مركز فقه الأئمة على أهمية الفقه الاجتماعي، وقال: إن الاهتمام بهذا الجانب من الفقه لا يعزز المجتمعات الإسلامية ثقافيًا واجتماعيًا فحسب، بل يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تعزيز الوحدة بين المسلمين وزيادة التماسك على المستوى الدولي٠
كما انتقد بعض التعارضات بين الفقه والقانون في مجتمع اليوم، وأوضح: يجب صياغة قوانين البلاد بناءً على المبادئ الفقهية وتحت التوجيه العلمي للحوزات العلمية. لا ينبغي إقرار قوانين مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتنفيذها دون أساس فقهي موثق ومتين. لذلك، فإن الدخول الجاد للحوزات العلمية في هذا المجال أمر ضروري ولا مفر منه٠
تابع آية الله فاضل لنكراني حديثه بالإشارة إلى التطورات الفقهية في العقود الأخيرة، وأضاف: على الرغم من أن الفقه الشيعي كان دائمًا على اتصال بعصره عبر التاريخ، إلا أننا شهدنا في حقبة ما بعد الثورة الإسلامية ازدهار أبعاد جديدة للفقه، بما في ذلك الفقه الاجتماعي، والفقه السياسي، والفقه الأمني، وفقه الفن، وهو في حد ذاته دليل على القدرة الكبيرة للفقه في الاستجابة للقضايا الناشئة والمعقدة في عالم اليوم٠
في ختام كلمته، أكد سماحته: يجب أن يكون الفقه المعاصر اليوم قادرًا على الاستجابة الشاملة للاحتياجات المتنوعة للبشرية. يجب أن يكون للفقه حضور فعال ومؤثر ليس فقط في المجال الفردي، ولكن أيضًا في جميع أبعاد الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية الإنسانية، واستنادًا إلى التعاليم المستنيرة للقرآن الكريم، يجب أن يوفر نموذجًا فعالًا لحكم المجتمع. في ختام الحفل، تم تدشين البوابة الشاملة للفقه المعاصر. أُنشئت هذه البوابة العلمية والبحثية بهدف إنتاج المحتوى وإدارة المعرفة وتقديم الخدمات التخصصية في مجال الفقه المعاصر. وتضم أقسامًا متنوعة، مثل: موسوعة الفقه المعاصر، والمكتبة الرقمية للفقه المعاصر، والدورات الخارجية في الفقه المعاصر، والمجلات الإلكترونية، واللقاءات العلمية، وقاعدة معلومات المعهد البحثية٠