عقد اجتماع تحت عنوان “ما هو فقه المجتمع” يوم الثلاثاء 18 أكتوبر 1402هـ بمعهد الدراسات الفقهية المعاصرة.  وفي هذا اللقاء عرض حجة الإسلام والمسلمين محمد باقر الرباني مدير دائرة فقه المجتمع والثقافة للأئمة الاطهار (عليهم السلام) وجهة نظره في هذا الصدد.

بحث في بداية هذا الاجتماع حجة الإسلام والمسلمين الرباني بعض عوامل عدم تطور الفقه الاجتماعي في ثقافة الفقه الشيعي.  واعتبر غياب السلطة السياسية لدى علماء الشيعة، وقلة الخبرة في الحكم الديني، من العوامل الفعالة التي أدت إلى سيادة المواقف الفردية وعدم إشراك الفقهاء في القضايا الاجتماعية.  وأشار إلى كلام الشهيد الصدر فقال:

“أود أن أقتبس نقطة من كلام الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي يقول إن فكرة الفردية انتشرت كثيرا حتى أن عقل الفقيه يهتم بالفرد المسلم وليس بالجماعة المسلمة. ”

بعد ذلك انتقل إلى دراسة القراءات ذات الصلة من الفقه الاجتماعي وعرض أربع قراءات ذات صلة في هذا الفصل فقال:

القراءة الأولى: هي أننا نفهم الفقه الاجتماعي على أنه فقه القضايا الاجتماعية.  وهنا العلاقة بين الفقه والمجتمع هي علاقة المضاف.  والفقه الاجتماعي يعني فقه القضايا الاجتماعية، أي القضايا الاجتماعية تبدأ من الأسرة والزواج، ومن الطلاق، وأمور الشهرة، والارتباط، والعلاقات الاجتماعية، والرحمة، وجميع هذه الأمور.

القراءة الثانية: إن الفقه الاجتماعي مقابل الفقه الفردي.  وهنا، بالنسبة للفقه الاجتماعي، نرى أنه يجب أن يكون لدينا منهج اجتماعي في التعامل مع القضايا الفقهية؛  لا يعني ذلك أن نهجنا فردي.  وهنا العلاقة بين الفقه والمجتمع هي العلاقة بين الصفات.  ومن هذا المنطلق فإن الفقه الاجتماعي هو عكس الفقه الفردي، وهو في الواقع تقرير عن منهج فقهي.

القراءة الثالثة : هي أننا عندما نستخدم كلمة الفقه الاجتماعي نقصد به التنظيم الاجتماعي.  وعندما نقول عندنا فقه اجتماعي، فإننا نعني أن عندنا فقه النظم الاجتماعي. انظر، لدينا العديد من الأنظمة.  ومع ذلك، في مجال تخطيط تجميل المدن، و الهندسة المعمارية، والأطروحات، و العلاقات الاجتماعية، وحتى نظام الصحة الاجتماعية ونظام الحيوية الاجتماعية، لدينا سلسلة من القواعد التي نحن ويجب أن نستخرجها من الفقه.  أي أنه عندما نقول النظام الاجتماعي الإسلامي، ففي كل الأحوال، عندما تطرح الحضارة الإسلامية الجديدة، يجب أن نتحدى الأنظمة التي تروج لها الحضارة الغربية، ولا بد من رسم نموذج إسلامي ضد النظام الاجتماعي الغربي.

القراءة الرابعة: هي أننا نخطط للفقه الاجتماعي بحيث يكون واجب الفقه هو بيان أحكام الفرد والمجتمع، ولذلك ينقسم الفقه إلى فقه فردي وفقه اجتماعي.  ومعنى الفقه الفردي هو فعل الأفراد الملزمين، ولكن لدينا أيضًا التزام باسم المجتمع، وهو ما يلزم المجتمع أحيانًا، وتفرض على المجتمع سلسلة من القواعد، وهنا يصبح الفقه فقهًا اجتماعيًا، وهو ما يقوله بعض العلماء. ويرى أهل الفقه أن هذه حالات وتعريفهم للفقه الاجتماعي واحد، وهو الفقه الذي موضوعه المجتمع وليس الفرد.

وقد ذكر حجة الإسلام والمسلمین الرباني، أثناء قيامه بتوسيع وشرح كل من هذه المقاربات الأربعة، أنه يجب على الفقيه أيضًا أن ينتبه إلى العواقب الاجتماعية لفتاويه.  كما أكد على الاعتماد على أسلوب جمع الشبهات والأدلة للنجاح في الفقه الاجتماعي.

Leave a Reply