عبرفي هذا الملتقى آية الله السيد مجتبى نورمفيدي رئيس معهد البحوث الفقهية المعاصرة عن متطلبات واحتياجات الحوزات العلمية والدعاة اليوم وصرح قائلا: إن رسالة المبلغين هي مهمة جداً في مجتمع اليوم، وقال الإمام الحسن العسكري (ع) :« اِتَّقُوا ﷲُ وَ کُونُوا زَیْناً وَ لا تَکُونُوا شَیْناً، جُرُّوا إلَیْنا کُلَّ مَوَّدَة، وَ اَدْفَعُوا عَنّا کُلُّ قَبیح، فَإنَّهُ ما قیلَ فینا مِنْ حُسْن فَنَحْنُ أهْلُهُ، وَ ما قیلَ فینا مِنْ سُوء فَما نَحْنُ کَذلِکَ” هذا يجب أن يكون دائمًا في طليعة جميع أنشطتنا.

ركز سماحته على جانبين علمي وعملي للقيام بالمهمة الملقاة على عاتق العلماء والمبشرين وقال: الخطوة الأولى في الجانب العلمي للأمر هي الفهم الصحيح لمذهب أهل البيت ومدرستهم. .  وعلى الرغم من صعوبة هذا المستوى من الفهم، إلا أن شعوب العالم تتوقع أن تقدم لهم المعرفة الدينية دون نقص أو إضافة.  ويقتضى هذا الفهم الدقيق هو الجهد والرجوع إلى المصادر والأصول الدينية وفهم العلماء والشيوخ.

أضاف آية الله النورمفيدي: آن المرحلة التالية من الجانب العلمي لرسالتنا هي عرض هذه المدرسة إلى العالم دون أي نقص.  بالطبع، آن أذواق وثقافات الناس في مختلف أنحاء العالم تختلف اختلافًا كبيرًا، لكننا لن نغير مذهبنا وفقًا لهذه الأذواق، ولكن يجب علينا تعزيز هذا المذهب بناءً على قواعدنا الأساسية.

صرح أستاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية بقم: ان الجزء الثالث من رسالتنا العلمية هو الاهتمام بالحاضر والاستفادة منه قدر الإمكان.  والحمد لله، مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران وقيادة المرجعية الشيعية في العراق، أعطيت الحوزات العلمية فرصة فريدة لشرح مدرسة أهل البيت بأفضل طريقة.

اعتبر فضيله ان الوحدة الإسلامية والصداقة بين الناس والعلماء من الجوانب العلمية الأخرى لرسالة الحوزة العلمية، مصرحا: إن الخلافات والعداوة بين المذاهب الإسلامية وبين الميول الشيعية تسبب خسائر وتضييع فرص وقوة المبلغين.  كما أكد ان الإمام الخميني رحمه الله والمرشد الأعلى للثورة وكبار المسؤولين في العراق مراراً وتكراراً على أن وحدة المذاهب الإسلامية ووحدة التيارات داخل الشيعة تسبب إحباط مخططات وبرامج الأعداء.

اضاف السيد قائلا : إن من المهم في هذا الصدد هو معرفة العدو وخططه لخلق الخلافات المذهبية بين المسلمين والشيعة بالذات.  ونحن نشهد الآن أنشطة الطوائف المنحرفة داخل المجتمع المذهبي وألمتدينين، والتي ينبغي الاعتراف بها والتصدي لها في وقتها ومكانها.

اما في الجزء الثاني  فتناول آية الله نورمفيدي في كلمته الجوانب العملية لرسالة العلماء والم وقال: إن الطريقة الأكثر عملية للقيام بالرسالة الإلهية التي هي مسؤوليتنا هي معرفة أسلوب الحياة والممارسة والعمل بها وأهل البيت عليهم السلام. و إن الجهد الأكبر اليوم هو شرح طريقة وأسلوب أهل البيت في الحياة وتعاملهم مع الناس في مختلف جوانب الحياة الأخلاقية والدينية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وطبعا ان القضية المهمة في هذا الأمر هي ليتسابق العلماء والدعاة في اتباع أسلوب وطريقة أهل البيت، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى نصيحة قائلا: “كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا”.

وأضاف: “للأسف نرى على بعض المنابر أن الدعاة يبحثون عن معجزات وتكريمات خاصة من أهل البيت، في حين أن أهم معجزة لهم هي أسلوب حياتهم الديني الذي لم يتم شرحه وتقديمه بشكل صحيح حتى الآن”.

تطرق آية الله نورمفيدي إلى الأحداث الجارية في المجتمع الإسلامي وقال: ألائمة الاطهار عليهم السلام كانوا مدافعين عن الحق ومعارضين للظلم.  وحتى اليوم ما زلنا نشهد مآسي إنسانية في غزة وفلسطين ودعم الدول الغربية وأمريكا لهما.  والطريق الصحيح لأهل البيت في مثل هذه الأمور هو نصرة المظلومين، وتوحيد المجتمع الإسلامي ضد الظالم.  وعلينا أيضًا أن نؤدي مهمتنا وواجبنا التاريخي المهم ونظهر بالطاعة العملية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام.

في  ضمن هذا الملتقى طرح عدد من الضيوف أسئلة حول موضوع ونطاق الفقه المعاصر وبعض أنشطة هذا المعهد البحثي، فأجاب عنها آية الله نورمفيدي قائلا: تجدر الإشارة إلى أنه قبل هذه الزيارة، قام ضيوف هذا البرنامج بزيارة أقسام مختلفة لمعهد البحوث، بما في ذلك المجموعات العلمية والمكتبة وموسوعة الفقه المعاصر، وتعرفوا على أنشطة هذه الأقسام.