لقد عقد الملتقی العلمي عن “حقوق الحيوان في الفقه”. وفي هذا اللقاء عرض الدكتور يعقوب علي برجي عضو هيئة التدريس بجامعة المصطفى الدولية وجهة نظره في هذا الملتقی. ومن الجدير بالذكر أن سکرتیر هذا اللقاء هو السيد حامد الجوشقاني.
تناول في هذا اللقاء الدكتور برجي بعض حقوق الحيوان في فقه المذهب الشيعي. وأشار إلى أن أول حق لكل حيوان على الإنسان هو حق الحياة، وقال: “ليس لنا الحق في قتل حيوان بدون سبب”. فمثلاً عندنا في الفقه أنه إذا كان لديك ماء وكان لديك حيوان عطشان، فإذا توضأت بهذا الماء، يظل الحيوان عطشاناً، وإذا سقيت الحيوان، فلن يكون لديك ماء للوضوء. ماذا تفعل هنا؟ وقد أجمع الفقهاء على أن سقي الحيوان مقدم على الوضوء. وهذا يعني أن عليك إعطاء الماء للحيوان.” ومن هذا المنطلق، يرى بعض الفقهاء، مثل الشهيد الثاني في کتاب المسالك، أن حتى إنقاذ الحيوان من الهلاك يعد واجبا كفائیا.
ان من حقوق الحيوان الأخرى التي تم ذكرها حق النفقة والطعام، وبحسب کتاب صاحب الجواهر، إذا لم یهتم صاحب الحيوان به، يجب على الحاكم أن يتولى شخصيا نفقة الحيوان ثم یاخذه من المالك .
فقد تناول هذا الأستاذ مجالا آخر من حقوق الحيوان في مجال استغلال الحيوان. وعلى حد قوله “ولصاحب کتاب الجواهر فتوى واضحة في المجلد 31 ص 397. ففي فتواه يقول: يحرم ركوب ثلاثة أشخاص على ظهر دابة، كما يحرم القيام بالأعمال الشاقة والمشقة التي تخالف العرف والعادة علی الحیوان. ولذلك يقول إنني أفتي على هذا الأساس”.
أضاف سماحته قائلا: “في رواياتنا يمنع منعاً باتاً تعذيب الحيوانات، سواء كانت جسدية أو نفسیه. فإن ضرب الحيوانات بالسوط أو أي شيء آخر أمر مدان، ويتم التأكيد دائمًا على التعامل بلطف مع الحيوانات. لقد رأيت أن الامام أمير المؤمنين (ع) كان لديه أيضًا في توصيات في هذا الجانب. وعن الامام السجاد (ع) أنه حج ببعيره أربعين مرة ولم یضرب بعيره في هذه الأربعين سفر ولامرة. ذكره في وسائل الشيعة ج11 ص483. ومن هذا المنطلق، وبحسب الرواية في أمالي الشيخ الطوسي، فلا يجوز فقط عدم الإضرار بالحيوان، بل منع الإضرار من الآخرين واجب عام، كالنهي عن المنكر.
الجدير بالذكر أن هذا اللقاء انعقد يوم الثلاثاء 16 نوفمبر في معهد الدراسات الفقهية المعاصرة.