في الأحاديث، تم تحديد الحق في “الحياة” و”الكرامة” للحيوانات/النباتية هي الحماية المفرطة للحيوانات

وفي النهاية يكتب الشيخ الطوسي: “إذا أردت قطع رأس الحيوان فاذبحه في مكان لا ينظر إليه أي حيوان آخر في هذا المنظر”. ومن هذا يتبين أن الحيوان يتمتع بالفهم والذكاء إلى حده الخاص، وينزعج من مشهد ذبح حيوان آخر. حق آخر للحيوان هو الحق في التكاثر. وله الحق في الحب. وله الحق في الحفلة. إذا قمت بإحضار حيوان إلى منزلك، فيجب احترام حقوق الضيف٠

ملاحظة: فيما يتعلق بحقوق الحيوان، فقد أثيرت قضايا مختلفة من قبل المدافعين عن حقوق الحيوان لسنوات. ومن اعتراضاتهم على الفقهاء عدم إصدارهم فتاوى واضحة في التعامل مع إساءة معاملة الحيوان واحترام حقوق الحيوان. وفي هذه الأثناء، اعتبر البعض أن تناول لحوم الحيوانات الأليفة أمر خاطئ وتحولوا إلى النظام النباتي. وبالنظر إلى أهمية احترام حقوق الحيوان والليالي الموجودة حول منهج الفقهاء والمصادر الدينية فيما يتعلق بها، تحدثنا مع حجة الإسلام والمسلمين أكبر خادم ذاكرين. وهو أستاذ المقررات الخارجية في حوزة قم العلمية، وقد جرب أيضًا عضوية مجلس قسم فقه البيئة والموارد الطبيعية في مركز البحوث الفقهية المعاصرة لبعض الوقت. ويرى خادم الزكرين أن الفقه الشيعي والتقليد القصصي الذي تنطلق منه فتاوى الفقهاء، أولى منذ زمن طويل اهتماما خاصا بحقوق الحيوان، بطبيعة الحال، بشكل معقول وبعيد عن التطرف. وتفاصيل الحديث مع أستاذ الفقه الأجنبي وأصول الحوزة العلمية في قم ستمر أمام أعينكم٠

أما فيما يتعلق بأحكام الحيوان وحقوقه، فما هي الفروض والأصول في أذهان الفقهاء؟

خادم الذكرين: في فقهنا وأحاديث أهل البيت عليهم السلام كما أن للإنسان حقوقا، فإن للحيوانات أيضا حقوقا يجب احترامها. إن مسلمات الأحاديث وأصولها موجودة في أذهان فقهائنا مما ينبغي الاهتمام به٠

وفي كتاب الوصل الشيعي ج11 ص478 الباب9 باب اسمه حقوق الدبح المندوبة والواجبة. الحقوق الموصى بها. وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبه: يبدأ بالعشب إذا نزل” فإذا نزل أتاه الماء» ولا تضربوا وجهها فإنها تسبح بحمد ربها ولا تقوم على وجهها إلا بشارب الله ولا يحمله فوق طاقته. ولا يكلفه مشيًا إلا مع استطاعته.” وفي هذا الحديث ستة خصال من الحيوانات. الحق الأول: توفير العشب للحيوان عندما يصل إلى مقصده. ثانياً: إذا عبر إلى مكان فيه ماء، كان لهذا الحيوان الحق في أن يُعرض عليه هذا الماء. ثالثًا، قالوا، لا تضرب وجه هذا الحيوان أبدًا. وفي حديث عن الإمام السجاد عليه السلام أن النبي خرج إلى مكة أربعين مرة من المدينة ومعه جمل، ولم يجلده النبي في هذه المدة حتى. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تضرب وجه البهيمة، فإن هذه البهيمة تحمد الله وتعظمه”. وبالطبع لا حرج في ضرب جسم الحيوان ليجعله يمشي بشكل أسرع، لكن حضرة السجاد (عليه السلام) لم يضرب حتى جسد الجمل. الحق الرابع: أن لا يركب هذا الحيوان إلا في سبيل الله والجهاد٠. والحق الخامس للحيوان أن لا يثقل عليه ما لا يستطيع، والحق السادس أن لا يحمله في المشي ما فوق طاقته. إذا رأيت أن الحيوان غير قادر على المشي فلا تزعجه٠

وما أجمل هذا الحديث الذي ذكر فيه النبي ستة حقوق لهذا الحيوان. ولذلك فإن احترام الحيوان وحق الحيوان في الحياة والكرامة قد أخذ في الاعتبار عند فقهائنا؛ ولذلك ينبغي القول في هذا السؤال: إن المسلمات والأصول الموجودة في أذهان فقهائنا قد استُخدمت جميعها من الأحاديث٠

وقد ذكرت بعض الأحاديث اثني عشر حقا للحيوان، وسأذكر بعضا منها. على سبيل المثال، للحيوان الحق في الحياة. قال الشهيد ساني في مسالك أنه إذا أراد أحد أن يتوضأ؛ وأما إذا عطش الحيوان، سواء كان حيوانه أو حيوان غيره، فيجب عليه أن يسقي الحيوان ويغسله بنفسه؛ لأن الحيوان له الحق في الحياة، حتى لو كان ذلك الحيوان كلباً. وينبغي أن يعطيه الماء ويصنعه بنفسه. للحيوان الحق في النفقة. ويجب على صاحب الحيوان أن يدفع نفقة الحيوان. وحتى لو عهد صاحب الحيوان بحيوانه إلى آخر، وقال له ألا تعطي هذا الحيوان الماء والعشب، فيجب على صاحب الحيوان أن يدفع نفقته. ومن حقوق الحيوان الأخرى أن يكون المكان الذي يعيش فيه الحيوان نظيفاً حتى لا يمرض. ومن حق الحيوان الآخر أن ينشئ بيتاً للحيوان. وقال المرحوم صاحب جواهر: “إنما الواجب القيام، الذي يحتاج إليه هو الغذاء والماء والمكان”. ومعنى ذلك أن من الواجبات عليه توفير احتياجات الحيوان، كالطعام والماء ومكان للعيش ومكان مناسب للعيش. يجب أن يكون الإسطبل دافئًا وليس باردًا في الشتاء، وليس حارًا وباردًا جدًا في الصيف٠

ومن حقوق الحيوان الأخرى حق العدالة في عدم ظلم هذا الحيوان. لا تضع عبئا ثقيلا على الحيوان. لا تركبه أكثر مما يستطيع الحيوان تحمله. الحق التالي هو الحق في عدم التعرض للمضايقات. وفي النهاية قال الشيخ الطوسي: “إذا أردت قطع رأس الحيوان فاذبحه في مكان لا ينظر فيه أي حيوان آخر إلى هذا المنظر”. من مشهد ذبح حيوان آخر. حق آخر للحيوان هو الحق في التكاثر. وله الحق في الحب. وله الحق في الحفلة. إذا قمت بإحضار حيوان إلى منزلك، فيجب احترام حقوق الضيف٠

فهل يمكن لأحكام مثل جواز قتل الحيوانات البرية والداجنة أن تنجم عن افتراض “عدم وجود الحق في الحياة” للحيوانات؟

خادم الذكرين: الآن ذكرنا أن للحيوانات سواء كانت برية أو منزلية الحق في الحياة؛ ولذلك فإن القتل العشوائي المذكور في السؤال لا يجوز. وقد أجازت الشريعة ذبح الحيوانات التي يمكن استخدام لحومها للتخفيف من حدة الجوع؛ ولكن لا ينبغي لنا أن نقتلهم بشكل عشوائي. ليس لدينا الحق في قتل وتدمير الحيوانات البرية إذا لم تكن ضارة. حتى النمل الموجود داخل المنزل، إذا لم يزعجنا، فليس من حقنا أن نقتله؛ ولذلك، فإن القتل العشوائي غير مسموح به في أي حال من الأحوال٠

وهل يمكن اعتبار عدم وجود فتوى بالحرمة في حالات مثل “قطع وتقطيع آذان وأجزاء أجساد الحيوانات دون تخدير”، و”تربية الدجاج الصناعي في بيئات صغيرة جداً” وغيرها، نتيجة لفرضية “عدم وجود احترام وكرامة الحيوانات”؟

خادم الذكرين: كما ذكرنا أن من حقوق الحيوانات كرامتها وعدم المساس بها، والأمثلة المذكورة في السؤال تسبب التحرش بالحيوان. وحتى لو تمت هذه الأفعال على الإنسان فإنها تسبب له التحرش. ولا يجوز إيذاء أي حيوان، وقد ورد هذا الأمر سواء في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو في أذهان فقهائنا؛ ولذلك فإن احترام الحيوانات وكرامتها يقتضي عدم فعل ما يضر الحيوانات٠

ما هو رأيكم في حجج النباتيين على الامتناع عن أكل لحوم الحيوانات، كعدم جواز حرمانهم من حقهم في الحياة ونحو ذلك؟

خادم الذكرين: في الآيات والأحاديث أن الله تعالى خلق جميع المخلوقات ليستخدمها الإنسان، كالغنم والبقر والإبل والأسماك التي خلقت ليستخدمها الإنسان. وفي ذبح الحيوانات، أوصى الإسلام بأن يكون الحيوان أقل إيذاءً، مثل حدّة السكين. ولا مشكلة في هذه الأمور التي سمح الله تعالى بنفسه لبقاء الجنس البشري وتقوية جسم الإنسان؛ ولذلك، ليس صحيحاً أن بعض الناس يأكلون نباتياً فقط لحماية حق الحيوانات في الحياة، وليس من الضروري أن يكون الإنسان نباتياً طوال الوقت. نعم، لا ينبغي للإنسان أن ينغمس في أكل اللحوم، بل ينبغي له أن يستخدم جميع أنواع الخضار، فالخلاصة العامة للنقاش هي ضمان حق الحيوانات في الحياة والصحة والمسكن والنفقة، وعدم الإضرار بها. وهذه هي الأوامر الإسلامية التي وردت في الروايات التي عرضتها في البداية. وفي رسالة الإمام السجاد عن الحقوق، هناك أيضاً إشارة إلى حقوق الحيوان٠

هذه المقالة جزء من ملف “أساسيات فقه البيئة والموارد الطبيعية” وسيتم إعدادها ونشرها بالتعاون مع شبكة الاجتهاد٠