صرح عضو مجلس خبراء القيادة أن منهج السيد حسن نصرالله أقرب إلى مدرسة الإمام الخميني، قدس الله نفسه الزكية، لكن أسلوب الإمام موسى الصدر كان له الأثر الكبير في سلوكه، وقال: كما كان الإمام موسى الصدر على ارتباط مع الجميع وكان سلوكه ودودًا وقد اتبع نفس السلوك تمامًا٠
معهد البحوث الفقهية المعاصرة نقلاً عن وكالة أنباء آينا: لا شك أن السيد حسن نصر الله هو من الشخصيات البارزة في القرن الماض ان الفكر التقريبي كان أحد عوامل شعبية السيد حسن نصر اللهي، ليس فقط في العالم الإسلامي، بل في جميع أنحاء العالم، ولقد كان قادرًا على زيادة قوة حزب الله والشيعة في لبنان عدة مرات بفضل قوته الإدارية العالية واستخباراته الغنية ونهجه التوحيدي٠
لقد حظى السيد حسن نصر الله بشعبية خاصة في لبنان وحتى في الدول الإسلامية الأخرى، ويمكن أن ترجع هذه الشعبية إلى حد كبير إلى تعامله مع أتباع الديانات والمذاهب الأخرى٠
كان من الشخصيات التقريبية والتوحيدية، وعُرف بهذا الرأي والمنهج لدى عامة الناس. وقد عقد مؤتمر في لبنان عن المحقق الكركي، وانا بدوري ذهبت لرؤيته ورأيت أنه يؤمن بشدة بالتقريب وله ذكريات عن التقريب، بما في ذلك عن رحلة قام بها إلى مصر قبل أن يشتهر حيث أعطى خطاب عن الوحدة وقد لقي هذا الخطاب استحسانًا كبيرًا٠
ذكر سماحته سطوراً في التقريب تدل على معرفتهم بهذا الصنف، وشدد على أمور أخرى وعلى عدم الدخول في حساسيات أهل السنة حفاظاً على الوحدة، وثانياً، أن الوحدة تتجلى في أجواء المودة والإحسان والجهاد في سبيل الله. و كان التركيز على المشاعات المفتوحة أحد المبادئ التقريبية في ذهنه٠
لقد قبل سماحته التعاون الفكري والحوار كمبدأ تقريبي، وكان لديه، بالإضافة إلى أفكاره، سلوك تقريبي أيضا، لأنه حيثما كانت هناك حاجة إلى الوحدة بين المسلمين أو الإسلام والمسيحية، لعب دورا واتبع أعرافا انتهت عمليا إلى الوحدة بين المسلمين والمسيحيين. ولذلك آمن به المفكرون، سواء في المناطق السنية أو الشيعية أو المسيحية، واهتموا به، كما كان على علم بالآثار المهمة لأفكاره في هذا المجال٠
كما أن أصول سلوكه التي انبثقت من فكره أنه يجب القتال بقوة ضد المفرقين في صفوف المسلمين، ولهذا وقعوا في داعش وكانت علاقته سيئة مع التكفيريين وكان ضدهم، أي يرفض من يطلب الفرقة. وكان الالتزام بأدب التقريب من صفاته التي لاحظناها٠
إكنا – يبدو أن الشهيد السيد حسن نصر الله تأثر كثيراً بأفكار الإمام موسى الصدر٠
في لبنان تتواجد الديانات الشيعية والسنية وأتباع الديانات الأخرى، ومن يعيش هناك فإن عقله وعقلانيته ستركز حتما على الاتصالات التقريبية بالمعنى العام، وهذه سمة موجودة في التعدد الديني ومتعدد الأديان والدول والمجتمعات. والإمام موسى الصدر هو شخص مناهجه التقريبية غير معروفة حقاً، وإذا أراد المجمع العالمي للتقريب التعرف على معطيات المناهج التقريبية وتحويلها إلى القاعدة، فيجب دراسة عدة شخصيات أساسية بشكل جدي. وتشمل هذه الشخصيات مجموعة من السيد جمال الدين أسعد آبادي و آية الله ألعظمى البروجردي، والإمام الخميني رضي الله عنه، والعلامة الطباطبائي، والإمام موسى الصدر، والمرشد الأعلى، والشهيد بهشتي، والشهيد مطهري. كل واحد منهم لديه عقلية فذة، إذا تم استخراجها، فسوف نجد تقريبيا، نظاما كاملا؛ كل هذه الشخصيات تقريبية، على الرغم من أنها تكمل أفكار بعضها البعض والجمع بين هذه الأفكار يمكن أن يفتح لنا طريق جديد للتصرف بشكل أقوى٠
لقد أبلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بلاءً حسناً في مجال التقريب، وخاصة في الحرب ضد النظام الصهيوني سيئ السمعة، لكن هذا الطريق يتطلب المزيد من الجهد الفكري والبنية التحتية. لقد قال المرشد الأعلى مؤخراً أنه يجب التركيز على فئة الأمة وكان لديهم مثل هذه التوصية من قبل، لكنها زادت في الآونة الأخيرة حتى أنه طرح الوحدة بين الدول الإسلامية وبالطبع سبق أن اقترح سماحته، لذلك علينا أن نتعلم المزيد عن الإمام موسى الصدر ونتعلم من مناهجه٠
توجد ليوم لشيوخ لبنان أسرار نهج الإمام موسى الصدر في وجودهم، وبالطبع هناك شخصيات أكثر كرامة ولها حضور دولي أكبر، مثل الشهيد السيد حسن نصر الله الذي أخذ عمقاً أكبر من تلك المدرسة. وبالطبع، مدرسة السيد حسن نصر الله هي في الغالب مدرسة الإمام الخميني رض، لكن أعمال الإمام موسى الصدر المثيرة للاهتمام كان لها تأثيرا كبيرا على سلوكه٠
كما كان الإمام موسى الصدر على تواصل مع الجميع وكان له سلوك تقريبي واستطاع إظهار جميع الجوانب وتعزيزه وإبرازه بمعنى نقطة وطنية مشتركة للعالم الإسلامي أو عالم الأديان، فقد سار أيضاً على نفس المنوال تماماً. لقد سار على خطى الإمام موسى الصدر، طبعاً، في ظروف جديدة ومختلفة. ولذلك يمكن أن نقدم اللبنانيين كمترجمين لخطاب الإمام موسى الصدر٠
إكنا – في لبنان، إلى جانب الديانات الإسلامية، انجذب أتباع الديانات الأخرى مثل المسيحيين إلى السيد حسن نصر الله واهتموا به، فهل تعتقدون أن هذا النهج يمكن أن يستمر في خلفائه؟
نعم، كان عبقري زعيماً عظيماً للعالم العربي وكان يتمتع بشعبية خاصة. وكان يتمتع بشيء من الصراحة في حديثه وكلماته، وكانت هناك خطورة وتوتر في حديثه، وتموجت في عينيه تفسيرات إقليمية خاصة. و الآخرون لديهم نفس الوضع، لكن علينا أن نرى هل تلك العبقرية قابلة للتكرار أم لا؟ ومن المؤكد أن زملائه لديهم هذه النظرة التقريبية، لكن علينا أن ننتظر المستقبل٠
إكنا – هل لديك أي ذكريات عن لقاء السيد حسن نصر الله؟
قبل سنوات قليلة كانت لي رحلة إلى لبنان تتماشى مع فكرة التقريب والفقه المقارن؛ و لقد ألقيت كلمة على شبكة المنار التابعة لحزب الله في لبنان في عدة جلسات حول التقريب؛ وبطبيعة الحال، ألقى علماء السنة من بلدان أخرى خطابات في هذه السلسلة من الاجتماعات. ويبدو أن المرحوم آية الله تسخيري كان حاضرا في هذا البرنامج. وأظهر هذا البرنامج أن منهج حزب الله هو في الأساس منهج تقريبي، واستطعنا تنظيم هذا البرنامج بمشاركة حزب الله وشبكة المنار، مما يعني أن الفكر ورد من إيران، وهناك وجدت نسخة أدبية خاصة وأصبح تراثًا جيدًا جدًا٠
أخبرته ذات مرة أننا نخطط لتكوين مجموعة من الفقه المقارن لأن الفقه المقارن فيه الكثير من القواسم المشتركة، وكان مرحبًا جدًا٠