أكد أمين المجلس الأعلى للثورة الثقافية، برفقة مديري وباحثي معهد بحوث الدراسات الفقهية المعاصرة، على ضرورة حل القضايا الناشئة في النظام، بما في ذلك القضايا الثقافية، من قبل الفقهاء والباحثين في الحوزة العلمية٠
في هذا حفل الاحتفال بمولد السيدة الزهراء وإحياء أسبوع البحوث الذي أقيم يوم الأربعاء في معهد بحوث الدراسات الفقهية المعاصرة، قال حجة الإسلام والمسلمين عبد الحسين خسروبناه، مشيراً إلى المجالات الثلاثة للفقه المعاصر: المجال الأول الفقه المعاصر هو النظرة الأصيلة والتقليدية التي تعتبر الفقه هو الجواب على القضايا الناشئة ويحاول الرد على القضايا الجديدة التي نشأت٠
أضاف سماحته: ان المجال الثاني الذي يمكن تحديده للفقه المعاصر هو فقه النظم. وفي هذا المجال، حاول الفقه تحقيق المقاصد العليا للدين من خلال تنظيم القضايا الميدانية. إن العلاقة بين المسائل الفقهية المختلفة هي من خصائص فقه النظم، ولحسن الحظ فقد بذلت جهود كبيرة في هذا المجال بعد الثورة الإسلامية٠
أوضح حجة الإسلام والمسلمين خسروبناه المجال الثالث والأهم من مجالات الفقه المعاصر، فقال: يبدو أنه ينبغي لنا أن نعتبر أهم مجالات الفقه المعاصر هو “فقه الحكم”. وتشمل الحوكمة عملية صنع القرار في مجالات صنع السياسات والتشريعات والتنظيم والعلاقات والرصد والتقييم لتغيير الوضع الفعلي٠
قال هذا الاستاذ: إن في بلادنا يتم تعيين ثلاثة مجالس من قبل المرشد الأعلى: المجلس الأعلى للأمن القومي، والمجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني، والمجلس الأعلى للثورة الثقافية، وهي التي تحدد صياغة السياسات الرامية إلى التنفيذ والتوجيه: افعل ولا تفعل٠
أضاف هذا الأستاذ من حوزة قم العلمية: إن المواضيع التي حددها المجلس الأعلى للثورة الثقافية واسعة جداً وتشمل مجالات الثقافة والتعليم والشؤون الاجتماعية وحتى الشؤون الصحية. والوثائق التي يوافق عليها هذا المجلس يجب أن يوافق عليها المرشد الأعلى للثورة أيضا، وبعد ذلك تصبح قابلة للتنفيذ حتى بالنسبة لسلطات الحكومة الثلاثة٠
قال أمين المجلس الأعلى للثورة الثقافية: نتوقع من الفقهاء أن يكون لهم رأي واضح وفعال في هذه الأمور والمحظورات التي حددها المجلس الأعلى للثورة الثقافية، ونعتقد أن “أصول الفقه” “و”القواعد الفقهية” في هذا المجال تمتلك الأدوات اللازمة للرد على المشاكل وحلولها٠
أشار هذا الشخص الفاضل إلى وجوده في المجلس الأعلى للثورة الثقافية طوال السنوات الثلاث الماضية، وقال: رغم أنني اهتممت سابقا بمسألة فقه الاحكام، من خلال كوني في منصب أمين سر المجلس الأعلى للثورة الثقافية، إلا أنني لقد أدركت الضرورة البالغة الأهمية لهذا المجال أكثر من ذي قبل٠
طلب حجة الإسلام والمسلمين خسروبناه من جميع الفقهاء، بمن فيهم الأساتذة الذين دخلوا في قضايا الفقه المعاصر، أن يعطوا اهتماما خاصا بفقه الحكم ويساعدوا في حل مختلف قضايا المجلس الأعلى للثورة الثقافية٠
في الختام أعلن الاستاذ استعداده لعقد لقاءات متخصصة حول “فقه الحكم” مع مختلف أساتذة الفقه المعاصر٠
في بداية هذا اللقاء قدم حجة الإسلام والمسلمين مصطفى دري، نائب مدير البحوث ونائب مدير مركز الدراسات الفقهية المعاصرة، تقريرا عن مختلف أنشطة هذا المركز. وأوضح انه قد عقد أكثر من مائة لقاء متخصص، وإعداد ما يقرب من خمسين كتابا، فضلا عن الأنشطة الدوليةوالإعلامية لهذا المركز٠