شهد مركز الفقه للأئمة الطاهرين يوم الأربعاء 5 فبراير 2025 مناظرة بين أستاذين بارزين في الحوزة العلمية بقم؛ آية الله علي دوست وآية الله إسلاميان، بعنوان نقد استقلال العقل في استنباط مقاصد الشريعة
في هذا اللقاء طرح آية الله إسلاميان أولاً سؤاله الرئيسي حول دور العقل المستقل في الاستنباط، ورفض حجج آية الله علي دوست في هذا الصدد، وطلب منه تقديم الادلة القرآنية التي تشير إلى هذا الدور الاستنباطي. وقال: إن الآيات والروايات التي تؤكد على أهمية العقل وضرورة استخدام العقل، وفقًا لاستدلالات آية الله علي دوست، تشير جميعها إلى مرحلة ما بعد استنباط الأحكام وليس إلى مقام استنباط الأحكام٠
في معرض تذكيره للمنظمين بالطريقة الصحيحة لإجراء المناظرة، وهي إعلام الطرفين بشكل دقيق بموضوع المناظرة، سأل آية الله علي دوست آية الله إسلاميان في بداية جوابه عما إذا كان يعتقد بالترابط بين العقل والشريعة، وهو ما يعتقد به كثير من علماء الشيعة، ثم نقل أقوال كثيرة من الفقهاء، مثل المحقق الأصفهاني والمرحوم الخوئي والمرحوم النائيني، بشأن هذه النظرية. وأضاف: لقد اعتمد فقهائنا أيضًا على العقل في مناقشات مختلفة حول الأحكام المسكوت عنها في استنباط الأحكام. كما أشار آية الله علي دوست إلى أن منهجه -كما يعلم المطلعون على تعاليمه- يقوم على تراكم الشكوك وليس الاعتماد فقط على الأدلة الأربعة. وفي جوابه أصر آية الله إسلاميان على سؤاله، ومضى في الاعتراض على الأقوال التي نقلها آية الله علي دوست عن الفقهاء المذكورين، واعتبرها مخالفة لما ادعاه آية الله علي دوست. “ولقد اعتبر مناقشات الفقهاء المذكورة في موضع المطابقة، لا في موضع كشف حكم العقل عن حكم الشريعة. وأضاف: إن العالم الأصفهاني الذي ذكرته لا يقبل قاعدة الملازمة، وكثير من الفقهاء الآخرين لا يعتقدون بقاعدة الملازمة٠
فيما يلي، أوضح آية الله علي دوست، من خلال استعراض أقوال الفقهاء، دعواه وذكر كيف أن أقوال هؤلاء الفقهاء تدل على الالتصاق بين العقل والشريعة واستقلال العقل في الاستدلال في الحالات التي لا يوجد فيها حكم بين الشريعة. فأجاب بأن مناقشات الفقهاء المذكورة كانت مواقف المطابقة والتناقض هي نفسها مواقف الاستدلال. ونقل عبارات من الفقهاء المذكورين، وكلها تؤكد حجته٠
وفي هذا السياق، رفض آيات الله الإسلاميون دلالة أقوال الفقهاء على التناقض، وزعموا أن آية الله علي دوست كان يفرض آراءه على الآيات والأحاديث٠
استمر آية الله علي دوست في شرح العلاقة بين هذه الآراء وموضوع التناقض، مؤكداً أن لكل منا آراء، وأن هذه الآراء يمكن مناقشتها وتقديمها بطبيعة الحال٠