صرح مدير مركز الدراسات الفقهية المعاصرة؛
إن النظرة المتشائمة للتكنولوجيا تشكل تهديدات كبيرة للإنسانية
وفقاً لوكالة أنباء إكنا من محافظة خراسان الرضوية، قال آية الله السيد مجتبى نور مفيدي، أستاذ البحث الخارج ومدير مركز الدراسات الفقهية المعاصرة، 8 فبراير 2025 في مؤتمر “المراجعة الفقهية لاستخدام الخلايا الجذعية” المنعقد في جامعة فردوسي في مدينة مشهد، مشيراً إلى أساليب التعامل مع القضايا الناشئة مع التركيز على استخدام الخلايا الجذعية: إن الفقه يدعي تنظيم الحياة البشرية في أبعاد مختلفة؛ لذلك فإن اتخاذ موقف فقهي بشأن القضايا الناشئة له أهمية خاصة٠
اما بالنسبة إلى الحلول المتنوعة لحل القضايا الجديدة، قال مدير مركز الفقه المعاصر: إن بعض القضايا المستجدة تحل باستخدام عناوين وأحكام ثانوية لا تختلف كثيراً عن القضايا القديمة؛ لأن هذه العناوين تحتفظ دائماً بتطبيقها٠
أضاف سماحته أن الأحكام الحكومية والثانوية لا تقتصر على القضايا المستجدة، ويمكن الوصول إلى قضايا جديدة باستخدام هذه الأدوات. وأكد السيد: في الوضع الحالي ان إيجاد الحكم الأولي لكل ظاهرة له أهمية كبيرة، وخاصة في عالم حيث سرعة نمو وظهور الظواهر الجديدة بحيث تلغي فرصة التأمل ويمكن اعتبارها تهديداً للتقنيات الجديدة٠
في استعراضه للعناصر والأدوات الأساسية لاستخراج الأحكام الشرعية في مجال القضايا المستجدة، وخاصة فيما يتعلق بالخلايا الجذعية، أكد السيد نور مفيدي: العامل الأول هو تبني نهج واقعي تجاه التقنيات الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، يتم طرح موقفين متفائل ومتشائمين في تفسير التقنيات الجديدة٠
أضاف الاستاذ: إن المواقف المتشائمة والمتفائلة التي تثار خارج الدوائر العلمية الدينية تجاه التقنيات الجديدة تستند إلى مبادئ نظرية وفلسفية وأنثروبولوجية وقيمية. والحجة الرئيسية لهذه الآراء ترتكز على حقيقة مفادها أن التكنولوجيا لا يمكن أن توجد بدون دعم ثقافي وبدون آثار جانبية٠
قال هذا السيد: إن الموقف المتشائم تجاه التكنولوجيا يشكل تهديدات خطيرة للإنسانية ويمكن أن يؤدي إلى نزع الصفة الإنسانية، والاغتراب، وتشويه العلاقات الإنسانية، وفقدان الروابط الثقافية وانخفاض الروحانية. وفي رأيه، فإن المواقف المتخذة بشأن تقنيات مثل الأقمار الصناعية والإنترنت هي مثال على هذا الموقف الذي سيكون مؤثرًا أيضًا في مجالات أخرى٠
أضاف نور مفيدي: في إطار الموقف المتشائم، يتم تسليط الضوء على العيوب والتجاوزات، في حين أن الموقف المتفائل يؤكد فقط على نقاط القوة ولا ينظر إلى أي عيوب. وذكر أنه إذا عبرنا عن هذين المنظورين بمصطلحات مختلفة، فيمكن تسميتهما بالمنظور الآلي ومنظور البرمجيات٠
تابع السيد: “إن النهج الواقعي هو مزيج من ملاحظة نقاط القوة والضعف في التكنولوجيا في وقت واحد. وفي مجال الخلايا الجذعية، يوجد كلا المنظورين ويتم استخدامهما في إيران. من منظور مستقبلي، لا يمكن تجاهل عيوب تكنولوجيا الخلايا الجذعية٠
أكد سماحة نورمافيدي: لا شك أن الخلايا الجذعية لها العديد من المزايا، ولكن مثل غيرها من التقنيات، قد يتم إساءة استخدامها؛ على سبيل المثال، التسويق، والتحول إلى ظاهرة تشبه سياحة الخلايا، واستغلال النساء في عملية إنتاج أو استخراج الخلايا الجذعية من بين المخاوف الموجودة٠
أضاف الأستاذ: بالإضافة إلى ذلك، فإن إمكانية توفير أساس لإنتاج الأسلحة البيولوجية تثار كجانب سلبي آخر لهذه التكنولوجيا. لذلك، لا ينبغي لنا أن نتجاهل فوائد ومزايا التكنولوجيا بسبب إمكانية إساءة استخدامها؛ بل يجب أن نطالب بنهج واقعي للظواهر الناشئة. ومع ذلك، فإن مواجهة الآراء المتطرفة والمفرطة في التعامل مع التقنيات تتطلب دراسات شاملة ودقيقة لجميع جوانب القضية٠
قال جناب السيد: في بعض أنواع الخلايا الجذعية، تمت مناقشة قضية تغيير الشخصية. فعندما يتم استخراج الخلايا الجذعية من جنين تم إنتاجه في المختبر ولديه القدرة على أن يصبح إنسانًا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يعتبر مثل هذا الفعل تدميرًا للإنسان محتمل وهل يمكن للخلايا أن تنقل سمات شخصية المتبرع إلى المتلقي؟
أوضح ٱية الله نورمفيدي: هل تنقل هذه الخلايا شخصية إنسان من المتبرع إلى المتلقي هو أمر محل جدل ودراسة؛ بينما من الشائع أن يصدر أي حكم فيما يتعلق بعلاقة السبب والنتيجة، بمعنى أنه بدون وجود الموضوع يصبح الحكم بلا معنى٠
أوضح ايضا السيد نورمفيدي: أن نقل هذه الخلايا لشخصية الإنسان من المتبرع إلى المتلقي أمر محل بحث ودراسة، بينما من المعتاد أن يصدر أي حكم فيما يتعلق بعلاقة السببية، أي أنه بدون وجود الموضوع يصبح الحكم بلا معنى٠
قال سماحة الأستاذ: إن المسائل التي تدخل تحت الحكم الشرعي هي التي ذكرها الله تعالى، فمثلا الوطن وإن كان له معنى إلا أن هناك حدودا ومعايير وضعتها الشريعة لتحديد حكم معين له، وبالتالي فإن هذه المسائل تحتاج إلى قانون عرفي لتوضيحها٠