نظرة على كتاب «مبدأ كرامة الإنسان كقاعدة فقهية»

حق الكرامة والمساواة الإنسانية من منظور الفقه/3

الادعاء الرئيسي للمؤلف هو أن «الكرامة» مبدأ يتعلق بالإنسان ومستمد من ذاته. في أدبيات هذا الكتاب، يُقصد بالذاتية: 1) وجود الكرامة بالفعل في الإنسان، 2) اشتراكها بين جميع البشر بغض النظر عن العرق أو الدين وغيرهما، 3) اختصاصها بالإنسان دون غيره من الكائنات. وعليه، فإن الكرامة، أولاً، أمر متعلق بجوهر الإنسان بما هو إنسان، ولا يُطرح موضوع اكتساب الكرامة بالجهد والسعي. وثانياً، لا يمكن أن يكون هناك أي حكم شرعي يناقض مبدأ كرامة الإنسان. إثبات هذا المبدأ سيؤدي إلى إعادة النظر في الأحكام القائمة على التفوق الجنسي أو العرقي أو القومي أو حتى الديني.

إشارة: نُشر كتاب «مبدأ كرامة الإنسان كقاعدة فقهية» لمؤلفه حجة الإسلام والمسلمين سيد محمد علي إيازي في عام ١٤٠٠ هـ.ش (٢٠٢١ م) بواسطة دار سرابي للنشر في ١٧٤ صفحة. يُعتبر هذا الكتاب أول عمل جاد يتناول مبدأ الكرامة كقاعدة فقهية. ومن مزايا الكتاب تناوله لموضوع مبتكر، الالتزام بالمنهج الفقهي، الإيجاز وتجنب الإطناب، إلى جانب تقديم هيكلية جديدة للنقاش. فيما يلي تقرير عن محتوى الكتاب مستمد من دائرة المعارف الفقهية المعاصرة:

مبدأ كرامة الإنسان كقاعدة فقهية، كتاب من تأليف سيد محمد علي إيازي، الفقيه والباحث القرآني الشيعي الإيراني. يتناول الكتاب العلاقة بين مبادئ الفقه الشيعي ومفهوم كرامة الإنسان الذاتية. السؤال الأساسي للكتاب هو: هل يمكن استنباط مبدأ يُسمى «كرامة الإنسان» من بعض آيات القرآن الكريم – مثل آية ٧٠ من سورة الإسراء – بحيث يحكم على الأحكام الشرعية الأخرى في حال التعارض؟

يفرق المؤلف، في بيان مفهوم الكرامة، بين مفهومي الكرامة الذاتية والكرامة الاقتضائية أو الاستعدادية. ومن وجهة نظره، يمكن استنباط مفهوم «الكرامة الذاتية» من المبادئ الدينية الإسلامية، ويمكن أن يكون أساساً لتأسيس مبدأ فقهي. يدعي الكتاب أنه إلى جانب العقل والقرآن، هناك مئات الروايات من المعصومين تتضمن تفسير الكرامة الذاتية ومجالاتها.

يقدم الكتاب تقريراً عن آراء المعارضين لاعتبار الكرامة مبدأً، ويرد عليها. كما يوضح أن إثبات هذا المبدأ سيجعله، مثل «مبدأ العدالة»، حاكماً على جميع الأحكام الشرعية. وهذا سيؤثر بشكل كبير على الأحكام الفقهية المتعلقة بالنساء، والأقليات، والرق، والأحكام السياسية والحكومية. من النقاط الإيجابية للكتاب حجمه الصغير، وأسلوبه البسيط، واستدلالاته الواضحة. في المقابل، قد تؤدي بعض عبارات المؤلف إلى خلط معنى الكرامة الذاتية مع مفاهيم عرضية للكرامة، مثل «حرمة الإهانة للإنسان»، مما قد يكون نقطة قابلة للنقد.

نبذة تعريفية

يتناول كتاب «مبدأ كرامة الإنسان كقاعدة فقهية» هذا المبدأ العقلي من منظور فقهي. يحاول المؤلف في هذا الكتاب: ١) توضيح مفهوم الكرامة في الأدبيات القرآنية واستخداماتها العرفية، ٢) التفريق بين مفهومي «الكرامة الذاتية» و«الكرامة الاقتضائية» (الاستعدادية)، ٣) إثبات أن «كرامة الإنسان» يجب أن تكون مبدأً حاكماً على الأحكام الشرعية، ٤) الرد على اعتراضات المنتقدين لهذه النظرية. يُعد هذا الكتاب من الأعمال القليلة التي تتناول هذا الموضوع وتأثيره على الفقه الشيعي بشكل خاص.

المؤلف

مؤلف الكتاب، سيد محمد علي إيازي، وُلد عام ١٣٣٣ هـ.ش (١٩٥٤ م)، وهو فقيه وباحث قرآني شيعي إيراني. وهو من الباحثين الفقهيين والقرآنيين في الحوزة العلمية بقم، وعضو هيئة تدريس متقاعد في جامعة آزاد الإسلامية، فرع العلوم والبحوث بطهران.

الهيكلية

في مقدمة الكتاب، يتناول المؤلف تعريف الكرامة لغوياً ومعناها الاصطلاحي في النصوص الدينية الإسلامية. ثم يوضح مكانة مبدأ الكرامة بين المبادئ الأخرى مثل العدالة. كما يشرح مدى أهمية التعرف على الأبعاد الوجودية للإنسان وتسجيلها للوصول إلى نظام فقهي متكامل.

يبدأ الجزء الرئيسي من الكتاب بدراسة آثار ونتائج استنباط مبدأ كرامة الإنسان، موضحاً تأثيره على فهم وتفسير الفقيه للآيات والروايات، وتأثيره على استخدام الفقيه لقواعد أصول الفقه، وكيفية تحويل الأحكام المناقضة لكرامة الإنسان، والرد على الشبهات والاعتراضات المتعلقة بقضايا مثل «الفقه وحقوق الإنسان»، «الفقه وحقوق المواطنة»، و«حق التصويت للنساء». في الفصل التالي، يتم دراسة المستندات والمبادئ الخاصة بمبدأ الكرامة، مثل آية «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ» (الإسراء: ٧٠) و«إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» (الحجرات: ١٣). بعد تقرير مضمون هذه الآيات، يتم دراسة المسائل التي تعترض استنباط المبدأ من هذه الآيات: ذاتية كرامة الإنسان، اعتبار الكرامة مبدأً، إمكانية استخدام مبدأ كلامي في استنباط حكم شرعي، نطاق مبدأ الكرامة، طريقة اكتشاف معيار الكرامة، وأمثلة على تعارض مبدأ الكرامة مع الأحكام الفقهية.

في خاتمة الكتاب، يقترح المؤلف إنشاء «باب فقه الكرامة»، حيث يمكن جمع ومراجعة الفروع الفقهية التي ستتغير بناءً على مبدأ الكرامة.

المنهجية

يندرج كتاب «مبدأ كرامة الإنسان» في إطار «مبادئ علم الفقه»، لذا لم يكن من الممكن تناوله من منظور فقهي بحت. يبدأ المؤلف عمله بتحليل مفهوم «الكرامة»، ثم يبين مكانتها الفلسفية والكلامية – إلى جانب المستندات القرآنية وتفسيرها – وأخيراً يتناول إظهار آثار هذا المبدأ في علم الفقه وعملية استنباط الأحكام الشرعية. في هذه المرحلة، يدخل المؤلف في نقاشات اجتهادية فقهية ويستخدم المنهج الأصولي.

الادعاءات

الادعاء الرئيسي للمؤلف هو أن «الكرامة» مبدأ يتعلق بالإنسان ومستمد من ذاته. في أدبيات هذا الكتاب، يُقصد بالذاتية: ١) وجود الكرامة بالفعل في الإنسان، ٢) اشتراكها بين جميع البشر بغض النظر عن العرق أو الدين وغيرهما، ٣) اختصاصها بالإنسان دون غيره من الكائنات. وعليه، فإن الكرامة، أولاً، أمر متعلق بجوهر الإنسان بما هو إنسان، ولا يُطرح موضوع اكتساب الكرامة بالجهد والسعي. وثانياً، لا يمكن أن يكون هناك أي حكم شرعي يناقض مبدأ كرامة الإنسان. إثبات هذا المبدأ سيؤدي إلى إعادة النظر في الأحكام القائمة على التفوق الجنسي أو العرقي أو القومي أو حتى الديني.

في المقابل، هناك نظرية ترى أولاً أن الكرامة ليست ذاتية لطباع الإنسان، بل تقول إن الأدلة الشرعية للكرامة تتعلق فقط بالإنسان الذي يحمل شروط النظام القيمي الإسلامي أو حتى المذهب، وليس جميع البشر. وثانياً، لا تعتبرها مبدأً فقهياً وتقول إنها تتعلق بمجالات أخرى من العلم.

تكمن أهمية إثبات «الذاتية» لكرامة الإنسان في أن «مفهوم الكرامة» لا يمكن أن يكون مبدأً فقهياً إلا بهذه الطريقة. فالكرامة الاستعدادية والاقتضائية لا تملك شأنية تأسيس مبدأ فقهي للكرامة. إذا كانت الكرامة استعدادية واقتضائية، فسيفتح ذلك المجال لسلوك غير لائق مع غير المسلمين، وهذا يتعارض مع سيرة المعصومين (ع) (ص٧٤).

الاستدلال على الكرامة الذاتية والاقتضائية

يستدل المؤلف على كرامة الإنسان الذاتية باستخدام الأدلة العقلية والقرآنية والروائية. وفقاً للاستدلال العقلي، فإن تميز البشر عن غيرهم من الكائنات وشرفهم عليها يعود إلى الإرادة الإنسانية، أي ما يتيح للإنسان اختيار قبول أو رفض الحكم الإلهي والموافقة أو المخالفة للخير واختيار الجنة أو النار. وهذه الخاصية الذاتية للإنسان هي السبب الرئيسي لكرامته. كما يتضح من مضمون وأحياناً تصريح كلام المؤلف أنه يعتبر «كرامة الإنسان» – إلى جانب مبدأ سيادة الإرادة والعدالة بمعنى الإنصاف – مبدأً فلسفياً أو كلامياً في أقصى الحالات، حاكماً على الأحكام الشرعية، وليس مبدأً فقهياً بحد ذاته.

يستند الاستدلال القرآني لمبدأ الكرامة إلى آية ٧٠ من سورة الإسراء. يتضح من مضمون هذه الآية وآيات مشابهة أن الكرامة في أصلها متعلقة بالله وقد أفاضها على الإنسان. تبدأ هذه الآية بعبارة «يا بني آدم»، مما يعني أنها حكم يتعلق بجنس الإنسان وليس بفئة معينة من البشر. كما أن هذه الآية ليست في مقام الإخبار عن حدث في الماضي، بل تعتبر الكرامة صفة ذاتية للإنسان. ومن الدلائل القرآنية الأخرى على كرامة الإنسان الذاتية: آية حمل الأمانة، خليفة الله (بمعنى تجلي أسماء الله)، تمجيد خلق الإنسان، نفخ الروح الإلهية. يبدو أن رأي المؤلف النهائي هو أن القرآن يرى أن معنى وأهمية الكرامة – إلى جانب مفاهيم مثل العدالة، المعروف، والإحسان – واضحة للمتلقي، وأنه يشير إليها فقط من باب الإرشاد إلى حكم العقل (ص٨٣).

الاستدلال الثالث للكتاب يعتمد على الروايات. وفقاً للمؤلف، وعلى عكس ادعاء المعارضين لاعتبار الكرامة مبدأً، هناك مئات الروايات من المعصومين تتضمن تفسير الكرامة ومجالاتها. وعلى الرغم من أن بعض هذه الروايات لا تذكر مفهوم الكرامة صراحة، إلا أنها تشمل مفاهيم مثل عزة الإنسان واحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك الكافر والميت وحتى جنين الإنسان (ص٦٩). إضافة إلى ذلك، فإن العديد من المفاهيم التي تُعتبر اليوم مبادئ فقهية – مثل مبدأ الحلية والطهارة – لم تُذكر في الأدبيات الروائية الشيعية تحت عنوان مبدأ.

الرد على استدلال المعارضين لاعتبار الكرامة مبدأً

يحاول المؤلف تقديم استدلالات المعارضين لاعتبار الكرامة مبدأً بشكل موجز والرد عليها. ويمكن تلخيص الاعتراضات وردود المؤلف كالتالي:

  • الخلط بين الوصف والتجويز: يرى البعض أنه لا يمكن استنباط تجويز قانوني أو فقهي من وصف الواقع (عزة الإنسان) (ص١٠٣). يرد المؤلف بأنه نظراً لحساسية وأهمية الموضوع، هناك علاقة وثيقة بين هذه الحقيقة الوجودية والتجويز الناتج عنها، وإلا لكان ذكرها في القرآن لغواً.
  • عدم ارتباط المبدأ الكلامي والقاعدة الفقهية: مبدأ كرامة الإنسان – على فرض إثباته – هو مبدأ كلامي، ولا يمكن استنباط تجويز قانوني أو فقهي منه. يرد المؤلف بإشارة إلى آيات مختلفة تظهر أنه يمكن استنباط قواعد هنجارية فقهية وقانونية من الجمل الوصفية الكلامية.
  • التعارض مع الأحكام القطعية والضرورية: يتعارض هذا المبدأ مع أحكام قطعية مثل القصاص والرجم وغيرها. يرد المؤلف بقوله: (أولاً) مبدأ الكرامة يتعارض فقط مع التفسيرات الأشعرية للقرآن وليس مع النص القرآني الصريح. (ثانياً) تظهر دراسة دقيقة للروايات أن التعارضات المزعومة غير موجودة في الواقع. (ثالثاً) العديد من الأحكام التي تُعتبر مناقضة لكرامة الإنسان وتُفترض قطعيتها تعتمد في الأساس على أخبار واحدة أو متظافرة.

آثار مبدأ الكرامة على الفقه

وفقاً لوجهة نظر المؤلف، فإن قبول كرامة الإنسان كمبدأ فقهي يؤثر بطرق مختلفة على استنباط الحكم الشرعي: ١) يؤدي إلى توجيه تفسيري. ٢) يؤثر على تطبيق القواعد الفقهية، مثل أن يكون أحد المرجحات الرئيسية في التعادل والتراجيح. تطبيق الكرامة الذاتية على مصاديقها يكون نوعياً (أي يعتمد على تمييز نوع البشر وليس التمييزات الفردية) وعرفياً (أي يتغير حسب تغيرات الزمان والمكان).

يمكن أن يكون هذا المبدأ أساساً للعديد من المبادئ الفقهية، مثل مبدأ عدم الولاية (أي أن أحداً ليس ولياً على الآخر ابتداءً)، وأصالة الصحة (أي أن أفعال الأفراد صحيحة قانونياً وشرعياً)، وأصالة البراءة (أي براءة الإنسان ابتداءً من الجرم أو الخطأ)، وأصالة الطهارة (أي أصالة عدم نجاسة الإنسان، سواء كان مسلماً أم غير مسلم).

إثبات هذا الحكم له تأثير كبير على أحكام الرق، سواء كان الرق مفروضاً على الإسلام – وأحكام «العتق» هي طريق الإسلام لتحرير المجتمع تدريجياً من الرق – أو كان واقعاً مقراً من الإسلام. كما يتعارض هذا المبدأ مع الأحكام القائمة على التمييز الجنسي وتفوق الرجل على المرأة. وينفي هذا المبدأ الأحكام التي تحقر أهل الذمة أو تنفي حقوق المواطنة لولد الزنا (ص١٤١-١٥٧).

مبدأ الكرامة عند الفقهاء المعاصرين

يذكر المؤلف آراء وبصائر بعض الفقهاء المعاصرين كمؤيد لتفسيره. من وجهة نظره، فإن استدلال مرتضى مطهري العقلي على حاكمية مبدأ العدالة على فروع الأحكام مشابه للاستدلال على اعتبار الكرامة مبدأً. كما أشار حسين علي منتظري وسيد محمد حسين فضل الله ويوسف صانعي إلى اعتبار هذا المبدأ. ومن وجهة نظر بعضهم، فإن مبدأ كرامة الإنسان في أصله يشمل مجموعة من المبادئ التي تقدم نوع الرؤية العالمية الحاكمة على الأحكام الشرعية في مقام الاستنباط (ص٩٥).

تقييم الكتاب

من محاسن هذا الكتاب حجمه الصغير، وتجنبه للإطناب، واستدلالاته الواضحة، وأسلوبه السهل. ولكن، نظراً لكونه من الأعمال الأولى التي تناولت هذا الموضوع بشكل خاص، فإنه قابل للتحسين والتطوير من نواحٍ عديدة. على سبيل المثال، هيكلية تقديم المواد أدت أحياناً إلى تكرار المحتوى. كما أن المؤلف أورد في بعض أجزاء الكتاب اقتباسات باللغة العربية، وكان من الأفضل في كتاب باللغة الفارسية استخدام ترجماتها الفارسية.

إمكانية إفاضة الكرامة

الادعاء الأساسي لهذا الكتاب هو «ذاتية كرامة الإنسان». إثبات هذا الادعاء سيجعل منه مبدأً حاكماً على جميع المبادئ والقواعد الفقهية؛ لأنه لا يمكن أن يكون هناك مبدأ أو قاعدة تتعارض مع الخصائص الذاتية لموضوعها.

في الأدبيات الفلسفية، تشير كرامة الإنسان إلى صفات ذاتية في الإنسان، ونفيها يعادل نفي الهوية الإنسانية. وفي الأدبيات القانونية، وفقاً للمادتين الأولى والثانية من ميثاق حقوق الإنسان، تشير كرامة الإنسان إلى حقوق أساسية مشتركة بين جميع البشر – بغض النظر عن أي اختلاف – ولا يجوز سلبها تحت أي ظرف. إن طرح قضايا مثل دراسة حرق جثث الموتى، والمساعدة المالية للمحتاجين، والسباب للمعارضين العقائديين إلى جانب وفي مستوى واحد مع النقاش حول حرية الاختيار ونفي التمييز الجنسي والعرقي يظهر – على الرغم من تمييز هذه الأمور عن بعض حالات الكرامة الاقتضائية – أن أساس الكتاب لم يقم على هذا التمييز الأساسي. وقد أدى هذا العدم التمييز إلى خلط بين الكرامة الذاتية والاقتضائية في بعض الحالات. فمثلاً، تناول قضايا مثل حجاب النساء، حرمة الأسرة، الوفاء بالعهد، تأخير الإحسان، والتسامح (ص١٣٣-١٣٦) تحت مفهوم الكرامة يشير إلى أن هذا المفهوم قد وُضع في مستوى النبل أو في أقصى الحالات قرب منزلة الإنسان عند الله (ص٦٢).

كما يتضح من بعض عبارات المؤلف أن «كرامة الإنسان» نتيجة إفاضة الله (ص٥٥)، أو بعبارة أخرى، زينة زُين بها الإنسان (ص٦١). مثل هذا الادعاء سيؤدي إلى جعل هذا المبدأ غير ذاتي، وقد يسمح في النهاية لمبادئ فقهية أخرى بمنع تطبيقه. لذا، يبدو أنه في بعض أجزاء هذا الكتاب لم يتم التمييز بوضوح بين كرامة الإنسان ومفاهيم مثل حرمة البشر، نفي الإهانة، التحقير، وسوء الأدب تجاه الإنسان.

شرح الروايات

يُشار طوال الكتاب إلى أهمية روايات المعصومين (ع) في نقاش كرامة الإنسان، ولكن لم يتم تناول هذه الروايات بشكل مفصل في أي فصل. كان من الممكن أن يؤدي تناول الروايات بإحدى الطرق البحثية – مثل تحليل دلالات الروايات أو تحليلها التاريخي – وإظهار أهمية نقاش كرامة الإنسان في أدبيات المعصومين (ع) إلى إثراء الكتاب بشكل أكبر.

Source: External Source