إشارة: قال حجة الإسلام رضا حاج حسيني في ١٥ مارس ١٤٠٠ هـ.ش، خلال اليوم الثاني من جلسات أسبوع الحوكمة التي عُقدت تحت عنوان الحوكمة الإسلامية للفضاء الافتراضي: في الحوكمة الإسلامية للفضاء الافتراضي، ينبغي تقديم فضاء جديد يعتمد على المبادئ الفكرية والقيم وأسلوب الحياة الإسلامي إلى العالم، بحيث يميز هذا النموذج من الحوكمة إيران عن باقي الدول.

أشار مدير مكتب الدراسات الإسلامية والاتصالات الحوزوية في مركز أبحاث الفضاء الافتراضي إلى أن إحدى أهم قضايا العالم المستقبلي هي حوكمة الفضاء الافتراضي، بحيث يمكن تصور حرب حوكمة الفضاء الافتراضي في المستقبل.

وفقًا لوكالة إرنا للأنباء، أضاف حجة الإسلام رضا حاج حسيني في ١٥ مارس ١٤٠٠ هـ.ش، خلال اليوم الثاني من جلسات أسبوع الحوكمة التي عُقدت تحت عنوان الحوكمة الإسلامية للفضاء الافتراضي: في الحوكمة الإسلامية للفضاء الافتراضي، ينبغي تقديم فضاء جديد يعتمد على المبادئ الفكرية والقيم وأسلوب الحياة الإسلامي إلى العالم، بحيث يميز هذا النموذج من الحوكمة إيران عن باقي الدول.

وأكد أن الحروب المستقبلية ستكون حروبًا تتحول فيها السيطرة وفتح البلدان بالأسلحة إلى فتح تمدني وخدماتي، مشيرًا إلى أن هذا النموذج من الحوكمة، وإن كان ناعمًا وخدماتيًا، إلا أنه يحمل جانبًا صلبًا أيضًا، حيث يُتوقع في مشروع نيترو زيوس أن يصبح الفضاء ضيقًا جدًا على الدول المعارضة بحيث لا يتمكن شعوبها من الوصول إلى البنية التحتية مثل الماء والكهرباء والغاز، بل ويُضطرون إلى التغذي من اللحم والدم.

وأوضح حاج حسيني أن مثل هذا المستقبل سيضع أمام إيران خيارين، مؤكدًا: بلا شك، قبول هذه الحوكمة لا يتماشى مع عزة الشعب الإيراني، بينما الاستقلال في هذا المجال سيؤدي في النهاية إلى تحقيق حوكمة الفضاء الافتراضي، وهو الخيار الذي سيختاره الشعب والمسؤولون بطبيعة الحال. لكن المسألة المهمة في هذا الصدد هي فهم أنه في المستقبل لن يكون لدينا تعريف للحدود كما هو متاح الآن، وفي عصر الفضاء الافتراضي، ستكون الحدود على الأقل باهتة أو معدومة.

وأضاف مدير مكتب الدراسات الإسلامية والاتصالات الحوزوية في مركز أبحاث الفضاء الافتراضي: إذا أرادت إيران الوصول إلى حوكمة الفضاء الافتراضي في الطبقات الأربع: الأجهزة، البرمجيات، المحتوى، والمستخدم، فيجب أن يكون لها حضور عالمي وأن تسعى إلى الحوكمة على المستوى العالمي. إن تعريف الاستقلال في الفضاء الافتراضي والاستقلال الوطني داخل حدود إيران من حوكمة الفضاء الافتراضي هو عنوان خاطئ، بل إن التعريف الصحيح للاستقلال يكمن في الحوكمة العالمية في مواجهة حوكمة الاستبداد والسيطرة العالمية.

وأكد أن تحقيق إيران لحوكمة الفضاء الافتراضي على غرار الصين وروسيا ليس مرغوبًا بالنسبة لإيران، مشيرًا إلى أن إنشاء قوة متوازنة مشابهة لما حققته الصين خلال هذه السنوات ليس مناسبًا لإيران؛ لأنه مع سوق يضم ٨٠ مليون نسمة حاليًا، فإن هذا الدخول والتنافس مع القوى العظمى في العالم ليس منطقيًا، كما أننا لن نملك القدرة على ذلك.

وذكر حاج حسيني أنه بناءً على الأيديولوجية المتعلقة بالفضاء الافتراضي، لدينا نظرة نقدية، ونعتقد أن هياكل الفضاء الافتراضي مبنية على أيديولوجية خاطئة، موضحًا: إن سوق العالم الإسلامي الذي يضم أكثر من مليار و٤٠٠ مليون مسلم لديه احتياجات خاصة وسوق كبيرة لا يمكن للفضاء الافتراضي الحالي تلبيتها. لذا يُقترح، في حال الاهتمام بهذا السوق، استغلال القدرات الحكومية والشركات والعامة في الدول الأخرى، بحيث تستطيع إيران أن تلعب دورًا محوريًا لخلق فضاء افتراضي جديد في العالم.

وأكد: يجب أن تنخرط جميع قطاعات البلاد، المؤسسات، المسؤولون، والنخب في موضوع الحوكمة، وأن يكون هناك بناء للخطاب في هذا الشأن. بلا شك، نحن نؤمن بتصنيف وتقسيم القدرات، بحيث نعتقد أن ما لا يقل عن ٢٠% من قدرات البلاد يجب أن تُوجَّه نحو هذا الهدف، وأن يقوم النخب بتنفيذ المواضيع العلمية، لإعادة تصميم المنتجات بما يتناسب مع المعاني، واستغلال السوق العالمية الكبيرة قدر الإمكان.

المصدر: إرنا