إن “مجلة جاووش الثقافية الفنية” هو عنوان برنامج يتناول الاهتمامات الفكرية لأهل الثقافة على القناة الرابعة.
لقد بث أحد البرامج الأخيرة لهذه المجلة حول موضوع “فقه الفن” على القناة الرابعة لتلفزيون جمهورية إيران الاسلامية . ويشارك في هذا البرنامج آية الله أبو القاسم على دوست أستاذ الدراسات الخارجية بحوزة قم العلمية وعضو مجلس أمناء معهد أبحاث الفقه المعاصر وحجة الإسلام والمسلمين مصطفى الدري نائب رئيس ومساعد باحث في جامعة قم. وقام معهد البحوث الفقهية المعاصرة ومدير المدرسة الإسلامية في فقه الآداب ناقشا مسألة فقه الفن.
ان آية الله على دوست أشار إلى أن الفقه باعتباره العلم الذي يكتشف الشريعة، يتابع نطاق الشريعة، حيث أكد أنه “يجب أن ننظر إلى الفقه على أنه أوسع من بيان مسائل العلماء”. مضيفا ان “الفن من تلك التسميات والظواهر المقصودة قطعا في الشريعة. أي أننا لا نستطيع أن نقول إن الشريعة الإسلامية الصرفة ليس لها رأي في الفن. وإذا نظرنا إلى الفن بمعناه العام فهو يبدأ من حدود الحب. لأنني أؤمن أن حدود الفن ليست الفحش بل الحب. “الله جميل ويحب الجمال”، هذا الحب يجلب على الأقل المحبة. ولذلك فإن جوهر الفن هو الحب، ولكن هذا الحب يمكن أن يصل إلى حد الإلزام؛ يعني أن الفن يصبح ضرورياً في بعض الأماكن، فيصبح عبئاً على أكتاف الحكومة و العلماء، بل وقد يصل في بعض الأماكن إلى حد الحرمة.
فاضاف حجة الإسلام والمسلمين الدري في شرح تصريحات البروفيسور على دوست. وبالإشارة إلى وظائف الفقه، فقد عدد مهام الفقه الثلاثية على النحو التالي: “مهمة الفقه الأولى هي تنظيم السلوك، والمهمة الثانية هي دعم النظام القانوني. أما المجال الثالث الذي سيتناوله الفقه فهو دعم نظام الوعظ، والذي تتعلق مناقشة الفقه الفني أكثر بهذا المجال.
ومن وجهة نظر هذا الأستاذ، لا ينبغي أن يقتصر فقه الفن على طريقة ارتباط الرجل والمرأة، أو حجاب المرأة؛ بل “في فقه الفن، فإن لعلم الفقه مجالات أحدث وأهم يجب أن يستجاب لها، وبطبيعة الحال، يتم الآن مناقشتها والإجابة عليها في الأوساط الفقهية”. على سبيل المثال، جانب مهم هو أنه في العرض الذي يتم الآن في السينما أو المسرح أو التلفزيون، إذا كان العمل يشجع على العنف، فما حكم ذلك من الناحية الفقهية؟ إذا كان العمل يشجع النزعة الاستهلاكية، ويعزز الاهتمام بالدنيا، فماهو واجبنا اتجاه ذلك؟”
وقال حجة الإسلام والمسلمين الدري في إشارة إلى تغير بعض المسائل وضرورة بحثها في فقه الفن: “على سبيل المثال، خرجت بعض الرقصات عن كونها طربا بدويا ودفعيا” وأصبح فنًا صعبًا. وعندما أقول هذا لا أقصد أنه حلال لأنه كذا وكذا. أريد أن أقول إن طبيعة البيانات قد تغيرت. فعلينا أن نقوم باجتهاد جديد في هذا المجال ونناقشته”.
كما أشار إلى ضرورة التواصل المستمر والفعال بين الفقهاء والفنانين، وأشار إلى إنشاء ونشاط مدرسة الفنون الإسلامية في قم وأكد: “يجب أن نحدد المشروع ويكون جزء منه على عاتق الفقيه”. والجزء الآخر يجب أن يكون على عاتق الفنان. لنجري معك في المستقبل نقاشاً علمياً ونقاشاً فقهياً معا. إن التواصل الطبيعي هو الذي يزيل التشكيك وسوء الفهم.