ملحوظة: حقوق المواطنة مصطلح قديم موجود منذ سنوات عديدة. بل على العكس من ذلك، فإن التحضر هو نتاج الحداثة وتوسع التحضر. ومع ذلك، على حد تعبير الفقهاء والفقهاء، غالبًا ما يتم الخلط بين هذين المصطلحين ويتم استخدامهما بالتبادل. ويسعى حجة الإسلام، الدكتور علي شريفي، أستاذ جمعية المصطفى، في هذه المذكرة إلى تحليل الاختلافات الدقيقة بين هذين المصطلحين القانونيين٠
تم تعريف حقوق المواطن على أنها مجموعة الحقوق التي تنشأ للشخص بسبب عضويته في مجتمع سياسي. يمكن أن يكون أساس هذه الحقوق هو الطبيعة أو الله أو العقد الاجتماعي؛ لكن جوهرها هو المواطنة، بمعنى أن الناس، بمعنى حصولهم على العضوية في المجتمع السياسي، بشكل طبيعي أو بناء على العقد الاجتماعي، لديهم مجموعة من الحقوق التي يتوقع من المؤسسة الحكومية احترامها وأيضا من المواطنين الآخرين. . ومن أهم الحقوق التي يجب مراعاتها هي بلا شك الحقوق التي تعرف اليوم بالجيل الأول من حقوق الإنسان. وحقوق الجيل الثاني والثالث والرابع مهمة أيضاً، لكنها في جوهرها تخضع لشرط واحد، وهو أن تكون لدى الحكومة القدرة على القيام بذلك. ولذلك فإن حقوق الجيل الأول، بحكم أنها حقوق سلبية والمطلوب من الحكومة فقط عدم المساس بها، لا تعتمد على القدرة، ويجب احترامها على كل حال، ولكن حقوق الأجيال القادمة مثل الحقوق الاقتصادية والثقافية، لأنها تشكل عبئاً على الحكومة، ويجب أن تكون الحكومة قادرة على تحقيقها
فإذا كانت الحقوق المذكورة قد منحها الله، فإن الأمر يتوقف بشكل كامل على ما أعطاه الله لمواطني المجتمع الإلهي من حقوق، وما سلبه منهم من حقوق. ولهذا السبب فإن هذا النقاش يعتمد على من اعتبرهم الله أعضاء في المجتمع السياسي الإسلامي ومن تم استبعاده من هذه الدائرة. وإلى أن نتمكن من حل قضية أفراد الجماعة الإلهية (الإسلامية)، فلا جدوى من الحديث عن الحقوق التي منحها الله لهم. ولكن مع افتراض أن مواطني المجتمع الإسلامي يشملون جميع سكان الأرض الإسلامية، سواء كانوا موحدين أو مشركين أو كافرين، فقد حان الوقت للنظر في حقوقهم، ولذلك يُسأل ماهي الحقوق التي أعطيت لهم؟ لكل عشيرة من المذكورة٠
ومن وجهة نظر حقوق المواطنة، فإن الحقوق مثل المشاركة في المصير السياسي، وإمكانية الترشح والانتخاب، والحصول على المناصب الحكومية العليا وغير العليا، وإمكانية مساءلة الحكومة ومسائلتها، هي من أهم الحقوق الأساسية. التي عرفها المواطنون منذ القدم ويقال أن جوهر حقوق المواطن هي نفسها. من وجهة النظر هذه، يتم تعريف حقوق المواطنة بشكل أساسي على أنها الحقوق التي يتمتع بها المواطنون على الحكومة، كشيء لديهم سيطرة عليه.
حقوق المدينة، على عكس حقوق المواطنة، لها سمتان مميزتان؛ أولاً، هو حق لا تكون فيه العضوية في النظام السياسي هي المعيار، بل العيش في مدينة هو المعيار، وبالتالي فإن الفضاء المادي هو الذي يحدد الحق، وليس المفهوم المجرد للعضوية في المجتمع السياسي. والسمة الثانية هي أن صيغة القانون الحضري تعتبر من نوع الأخلاق الحضرية، أو على الأقل هي أصل تلك الأخلاق. ولهذا السبب، وإلى أن يصبحوا قانونًا، ليس لديهم سوى التزام أخلاقي. وبطبيعة الحال، بما أن الأخلاق هي أحد مصادر القانون، فيمكن تغطية حقوق المواطنة كالتزام قانوني.
إن عملية تحويل الأخلاق الحضرية (والتي تفسر أيضًا على أنها ثقافة حضرية) إلى قانون تظهر في مجالين: أولًا، الأخلاق التي تصبح متطلبات قانونية للمؤسسات العامة، وثانيًا، الأخلاق التي تصبح متطلبات قانونية لسكان المدن شارمندان في الحالة الأولى، يتوقع المجتمع الحضري أن تقوم المؤسسات المسؤولة عن المدينة، كالبلدية وشرطة المدينة والمؤسسات المسؤولة عن الشؤون الثقافية والصحة وغيرها، بسلسلة من المهام التي من شأنها أن تجعل المجتمع الحضري الحياة الحضرية أسهل وأكثر صحة. على سبيل المثال، يتوقعون من البلدية تجميل المدينة وتوفير النظافة وإرساء النظام الحضري. وبنفس الطريقة، يتوقعون من شرطة التوجيه تنظيم قضايا المرور في المناطق الحضرية. وبالطبع قد تظهر بعض هذه القضايا اليوم على شكل مطالب وطنية٠
والنوع الثاني هو الاشتراطات التي يفرضها القانون على سكان المدينة، ويتم الرد على مخالفتها بالرد المناسب. على سبيل المثال، يُطلب من المواطنين تخصيص جزء من الأرض لتوفير ممر ومساحة خضراء ومساحة ثقافية في حالة تحويل الأراضي الزراعية إلى أراضي سكنية، أو اتباع نمط معين في تشييد المباني. ومجموعة هذه المتطلبات القانونية والتي تعرف بحقوق المواطنة سواء في المؤسسات العامة أو في قسم المواطنين والتي أصبحت بالطبع مجالا قانونيا مستقلا، وفي بعض الجامعات يتم تدريب الأشخاص كمتخصصين في هذا المجال القانوني٠
هذه المقابلة جزء من المجلة الإلكترونية “أساسيات فقه الحقوق المدنية” التي تصدر بالتعاون مع موقع شبكة الاجتهاد٠