إن مراجعة السنوات الخمس والأربعين الماضية تظهر أن “الاتجاه القومي” كان أحد المؤشرات والشعارات الرئيسية للثورة الإسلامية. ولتحقيق هذا الشعار في الداخل والخارج، من خلال إنشاء المؤسسات وتخصيص الأيام الخاصة واحتفالات الوحدة والعديد من المشاريع، أنفقت أموالاً طائلة في هذا المجال٠
اما بعد الصلاة التاريخية للمرشد الأعلى على جثمان قائد الإسلام العظيم شهيد القدس الحاج قاسم سليماني، أقيمت اليوم الصلاة الثانية بملامح حصرية التي أقامها قداسته على جثمان المرشد العظيم الثاني شهيد مقاومة القدس الدكتور اسماعيل هنية. هذه الصلاة الرمزية التي أقامها القائد الشيعي للثورة الإسلامية على الزعيم السني الفلسطيني، تحمل العديد من الرسائل والإشارات٠
إن مراجعة السنوات الخمس والأربعين الماضية للثورة الإسلامية تظهر أن “الاتجاه القومي” كان أحد المؤشرات والشعارات الرئيسية للثورة الإسلامية. ولتحقيق هذا الشعار في الداخل والخارج أنفقت أموالاً طائلة على إنشاء المؤسسات وتخصيص أيام خاصة واحتفالات ومشاريع الوحدة، لكن الحقيقة أنه لأسباب مختلفة لم تتحقق النتيجة المتوقعة واليوم نشهد الدول الإسلامية تخدم مصالح المسلمين وتواطئهم مع الاستكبار العالمي. وجزء من هذا الفشل يرجع إلى عدم كفاءة الأساليب، وضعف الإدارة، وعدم الاهتمام بالواقع الفكري والعملي، وجزء آخر نتيجة المؤامرات والرجم للأعداء والمعارضين لاتحاد المسلمين. وتنشيط التيارات المتطرفة مثل: الوهابية، آلقاعدة والطالبان وداعش والنصرة وجيش الصحابة وإطلاق مشروع قتل الشيعة في شبه القارة الهندية وشبه الجزيرة العربية والأفريقية كلها كانت عائقاً أمام هذا النهج الثوري الإسلامي٠
لكن افكار الثورة الإسلامية لم تقف وراء هذه العقبات وبحثت عن الوحدة في ميدان “المقاومة” ورفعت راية الوحدة على مستوى قبلة “بيت المقدس”. حيث بجهود مكثفة من المرشد الأعلى للإسلام الحاج قاسم سليماني ومجاهدي حزب الله والحشد الشعبي والفاطميون والزينبيون، اجتمع الزيديون اليمنيون والسنة الفلسطينيون واللبنانيون جميعا من أجل قضية واحدة وبواسطة مروراً بالمؤامرات والإغراءات التي يطلق عليها “الرافضية” و”الناصبية” جنباً إلى جنب، تولى محاربة الاستكبار والصهيونية. وأظهرت هذه التجربة أن فكرة “الوحدة الإسلامية” القائمة على التوحيد و”الذين قالوا ربنا الله” “يحتاج إلى اتصال يسمى “ثم استقاموا”.
وتجمع كافة قادة المقاومة في تشييع القائد سليماني عام 2018 وتجمعهم اليوم في تشييع المجاهد الكبير “الدكتور إسماعيل هنية” هو الدليل على هذا الادعاء، والأهم من ذلك، الظاهرة الحصرية ونقطة التحول التاريخية للوحدة في صلاة الجنازة بواسطة آية الله خامنئي الزعيم الشيعي للثورة الإسلامية على قائد الثورة السنية والمجاهد الكبير إسماعيل هنية٠
ومن المؤمل أن تقوم المؤسسات المسؤولة بمراجعة وإعادة بناء هذا الحدث الجديد بكل براعة ولباقة حتى تصبح نقطة تحول في تاريخ الاتحاد الإسلامي٠