الدكتور علي رضا صالحي في مقابلة بمناسبة ذكرى وفاة الميرزا النائيني

في حوار بمناسبة ذكرى وفاة الميرزا النائيني، قدم الباحث بحثا في موسوعة الفقه المعاصر الجوانب الأقل شهرة في شخصيته في حوار خاص مع معهد الدراسات الفقهية المعاصر٠

فيما يلي تفاصيل المقابلة الخاصة لمعهد الدراسات الفقهية المعاصرة مع الدكتور علي رضا صالحي الباحث في الفقه المعاصر٠

فقيه ذوابعاد

يعتبر المرحوم ميرزا محمد حسين الغروي النائيني من العلماء المعاصرين ذوي الأبعاد الشيعية، لأنه فهم مدرسة وشخصية ثلاث حوزة علمية بارزة في عصره: حوزة أصفهان وحضورن في دروس جهانجير خان قشقاي، وحوزة سامراء وحضوره في دروس الميرزا الشيرازي والنجف وكربلاء وحضوره في دروس الآخوند الخراساني٠

إن وجود الميرزا النائيني في هذه المجالات الثلاثة وموهبة الميرزا النائيني جعله مصلحاً أصولياً، لأنه صاحب إبداعات عظيمة وله تلامذة كبار مثل آية الله العظمى الخوئي٠

حقوقي فعال في المناسبات الاجتماعية

كان له لقاء فعال بأحداث عصره، وفي سامراء كان مع الميرزا الشيرازي في نهضة التبغ، ثم في الحركة الدستورية، وبعد ذلك كان مشاركاً فعالاً في نضال الشعب العراقي ضد الإنجليز، إلى جانب السيد أبو الحسن الأصفهاني. ولهذا السبب فهو لا يعتبر من أهم المنظرين العلميين فحسب، بل يتمتع أيضًا بشخصية ونشاط سياسي٠

فقيه عقلاني

بصفته فقيهًا مبدئيًا، يتمتع النائيني بأسس فكرية كانت فعالة في نظرياته السياسية٠

أولاً، كان له لقاء مباشر مع الأفكار الغربية الناشئة حديثاً في مجال العراق، والتي أدخلتها إلى العراق الحكومة العثمانية، ولهذا السبب أولى أهمية كبيرة للعقل وطريقة التفكير، لأن

كان على يقين من ذلك. والمبادئ كانت غريبة على الأساليب الموجهة نحو الأخبار. واهتم بالحياة الفكرية للعالم واعتبرها

حجة٠

ثانياً: قسم سماحته الأحكام الشرعية إلى مكتوبة وغير مكتوبة، أي أنه كان يعتقد أن كل مسألة إما أن تكون متأصلة في الأدب الديني،و تكتب وتتبع على اساس واحد، أو أنها غير متأصلة في الدين، ففي هذه الحالة أن تحديد المهمة في هذا المجال ممهد للمثقفين وللفقيه أن يشرع فيه٠

ويعتمد في هذا السياق على استقلال العقلانية وينظم غير المنصوصات بهذه الأدوات٠

الفقيه السياسي

بعد بداية الطغيان في إيران، قام النائيني بالدفاع الفقهي والمبدئي عن الحكومة الدستورية من خلال كتابة رسالة “تنبيه الأمة وتنزيه الملة” وتناولت القضايا السياسية الكبرى المبنية على التعاليم الدينية، وهذا هو علامة على شجاعة النائيني العلمية، علاوة على ذلك، يحدث هذا عندما يتم التخلي عن الدستور ويتم اعتقال الدستوريين وإعدامهم أو عزلهم في ذلك الوقت. وأن الخراساني المختار، باعتباره أكبر مؤيد للدستور، على وشك تعطيل تدريسه، بينما في الماضي، عندما كان يصلي في جانب ضريح الإمام علي عليه السلام، كانت جميع القاعات ممتلئة من الناس٠

وفي هذا الكتاب يرد النائيني على الشكوك التي يثيرها المعارضون الدستوريون، بحيث يرى كثيرون أن هذا الدفاع هو أهم دفاع في رفض الشكوك الدستورية٠

قد قيل في هذا الكتاب أن الفروع الحكومية قد تم عرضها وتنظيمها في هذه الرسالة٠

وقد أثرت أفكار النائيني على كثير من المفكرين من بعده، مثل الإمام الخميني وآية الله العظمى السيستاني.