أدلى آية الله السيد مجتبى نورمفيدي ببعض الأحاديث في درس الفقه الخارج يوم الأربعاء الموافق ١٨ من سبتمبرعام ٢٠٢٤ بمناسبة أسبوع الوحدة، وفيما يلي شرحها؛
بمناسبة المولد المبارك لحبيب الإسلام النبي الأكرم (ص) وأيضا مولد الإمام الصادق (ع)، هاتين الشخصيتين الفريدتين، أولا نبي الإسلام (ص) ثم الإمام الصادق (ع). ص) و انا بدوري سأروي قصة بمناسبة هذا الأسبوع، والذي يسمى أيضاً أسبوع الوحدة٠
التلاحم رحمة
قال رسول الله صلى الله عليه حديثاً قصيراً جداً روي عنه في نهج الفصحى: “الجماعة رحمة و الفرقة عذاب”. ولعل أفضل طريقة لوصف قيمة الوحدة والتكاتف الا عند خطر الفرقة والانفصال والصراع. و الجماعة، كونها واحدة، وكونها معًا تعتبر هي الرحمة. لكن الانفصال والانقسام والشقاق عذاب. وبطبيعة الحال، هذا مذكور بوضوح في آيات القرآن. حيث تكون الوحدة والقلوب متقاربة حيث تتدفق رحمة الله على الناس، و إن البركة الروحية للوحدة هي أكثر بكثير من البركات المادية. فإذا تمتع المجتمع بكل النعم المادية، ولكن توجد بينهم اختلافات وصراعات، فهو جحيم ولا سلام فيه. وعندما يكون هناك فتنة، تصاب النفوس بالاضطرابات والقلق والصراع، ولكن حيث توجد الوحدة والمساواة والأخوة، حتى لو زرعت في صحراء جافة، هناك الجنة. اما العائلة الثرية التي لا تفتقر مادياً ولكن هناك معارك وصراعات مستمرة بين أفراد مثل هذه الأسرة، وهل يستمتعون بما لديهم من ثروات وامكانات؟ مثل هذه العائلة لا فوائد لها ولا فائدة تذكر عنها، لكن روابط العائلة قوية، توجد هناك الألفة والمودة بينهم وإنهم يعيشون حقا في الجنة. الطائفية والانقسام هو حقا عذاب. وليس هناك عقوبة أسوأ من هذه الصراعات والمشاجرات والخلافات٠
فكر في آثار العقاب والرحمة في الأسرة الصغيرة، عندما يتعلق الأمر بالبيئة الأكبر، في مجموعة أو منظمة، في مؤسسة، في بلد، في أمة، كلما اتسع نطاق المجتمع، كلما كان عذاب الانقسام أصعب، وكلما زادت صعوبة المشاكل التي يسببها الانقسام. و كلما اتسع نطاق المجتمع، زاد تأثير الوحدة والمساواة، وكانت القوة الناتجة عن هذا الحدث أكبر، ولا يمكن لأحد أن يقف ضد هذه القوة٠
إذا كانت الأمة الإسلامية موحدة فلن تستطيع اي قوة أن تقف في وجهها
اما في الوضع الحالي، إذا اتحد المسلمون معًا، مع الحد الأدنى في المرافق العسكرية والدفاعية، ضد القوى العالمية الكبرى، وإذا اتحدت هذه الأمة العظيمة معًا، فلن تتمكن أي من هذه القوى المتغطرسة من الوقوف ضدها. إن تأكيدنا نحن وفقهائنا الأجلاء والإمام الراحل قدس الله نفسه الزكية و المرشد الأعلى على هذه المسألة هو من أهم المذاهب الإسلامية المتأصلة في القرآن وسنة النبي وأهل البيت٠
أفضل صدقة ازالة الفرقة
هذا حديثاً للإمام الصادق حيث يقول عليه السلام: «صدقة يحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا و تقارب بينهم إذا تباعدوا». والإصلاح بين الناس… هنا لا يقول الإصلاح بين المسلمين، ولا يقول الإصلاح بين المؤمنين، ويقول الإصلاح بين الناس عندما يكون بينهم الفرقة والانفصال والفساد… وواضح من قياس “الإصلاح بين الناس” أن “الفساد” يعني الانفصال والانقسام؛ إذا تباعدوا، وإذا افترقوا، قرّبوا… التقريب بين الناس إذا افترقوا، وإصلاح بين الناس إذا اختلفوا، صدقة يحبها الله؛ الصدقة ليست فقط بإعطاء المال والطعام. نفس الأعمال الموجودة للأعمال الخيرية هي أيضًا لهذا الغرض في السدقة. وللصدقة ذكر عمل واحد والصدقة هي صدقة مالية وغير مالية. تلك الأعمال المذكورة للخير ليست فقط للصدقة المالية. وطول العمر، ودفع جميع أنواع البلاء، فهذه تحسب على جميع أنواع الصدقات. من ليس لديه ما يتصدق به من المال فهل تصيبه كل المصائب؟ لا ليس من لديه مال، لكنه يستطيع إصلاح الناس لكن في الصدقة يمكنها أن تجمع الناس معًا عندما يفصلون، و أي شخص، لا سمح الله، ينبغي له أن يخطو خطوة الإصلاح بين شخصين، مسلمين، اثنين من أبناء وطنه، اما الشجار والفراق، فهو بالتأكيد شيء مكروه عند الله عز وجل. وإذا أردنا أن يحبنا الله، وإذا أردنا أن نقدم صدقة يحبها الله، فما هو أفضل شيء نفعله من دفع الصدقة والألفة والتعاطف بين الناس وبين الأصدقاء و بين الأحباب وبين الإخوة. لماذا يستمتع البعض بالانفصال؟ لماذا يسعى البعض إلى الشجار بين الآخرين؟ ما هي هذه النظرة والفكر لدى البعض منا سواء في مجال الحياة الشخصية أو في مجال الحياة الاجتماعية؟ نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لنكون طيبين متحابين مع بعضنا البعض٠