الفرق بين فقه الأخلاق وفقه التربية

قد ذكر حجة الإسلام والمسلمين رضا حاجي بور في مذكرة خاصة؛

قد ذكر حجة الإسلام والمسلمين رضا حاجي بور في مذكرة خاصة؛

الفرق بين فقه الأخلاق وفقه التربية

يبحث علم الأخلاق في ماهية الفضائل والرذائل الأخلاقية (القمم) وتسلسل هذه الفضائل والرذائل والمفاهيم الأخلاقية والعلاقة بين هذه المفاهيم، بينما يبحث علم التربية (حول التربية الأخلاقية) في كيفية الوصول إلى قمم القيم (المسار). ويجب دراسة أسس فقه الأخلاق وفقه التربية، مثل علم الإنسان وعلم الوجود، في علوم أخرى وقبولها كمبادئ للإثبات في فقه الأخلاق وفقه التربية٠

رغم أن علم الأخلاق وعلم التربية لهما تاريخ طويل كعلمين قديمين في العلوم الإنسانية، إلا أن إضافة اللاحقة “الفقه” إلى هذين العلمين جلبت العديد من التحديات. ومن أهم هذه التحديات هو الفرق بين علم الأخلاق وفقه الأخلاق وعلم التربية وفقه التربية. لذلك هنا يحاول حجة الإسلام رضا حاجي بور، الذي حصل بالإضافة إلى سنوات من حضور الدورات خارج الفقه والأصول، على درجة المستوى الثالث في الأخلاق ودكتوراه في الأخلاق من جامعة تربية مدرس، في هذه المذكرة الخاصة تتم معالجة الفرق بين الأخلاق والتربية كمعرفة في العلوم الإنسانية وفقه الأخلاق وفقه التربية كفرعين من فروع الفقه٠

هناك ثلاثة أنواع على الأقل من اللقاءات للفهم العلمي للظواهر، بما في ذلك الأخلاق والتربية: الدينية (الفقهية)، والعقلانية (الفلسفية)، والتجريبية التطبيقية٠

إن اللقاء الفقهي مع ظاهرة الأخلاق والتربية يمكن أن يكون على نوعين أيضاً؛

١. دراسة الحكم الشرعي (الإلزام والتحريم والرغبة والكراهية والحل) للفضائل والرذائل والسلوكيات الأخلاقية والتربوية، ويمكن تفسير هذا اللقاء على أنه فقه الحكم الأخلاقي وفقه التربية٠

٢. دراسة القضايا الأخلاقية والتربوية كما هي في هذين العلمين، بنفس الموضوعات والمقدمات، بطريقة الفقه الحكمي (الطريقة العرفية والعقلية) وباستخدام مصادر الفقه الحكمي (الكتاب والسنة والعقل والسلوك العقلي والسلوك الديني وغيرها)، ويمكن تفسير هذا اللقاء على أنه فقه الأخلاق غير الفقهية وفقه التربية غير الفقهية، أو فقه النظام الأخلاقي وفقه النظام التربوي٠

الفرق بين الأخلاق والتربية وفقه الأخلاق وفقه التربية٠

هناك على الأقل ثلاث وجهات نظر حول الفرق بين الأخلاق والتربية وفقه الأخلاق وفقه التربية؛

.١. تناقش الأخلاق حول ماهية الفضائل والرذائل الأخلاقية (القمم) وتسلسل هذه الفضائل والرذائل والمفاهيم الأخلاقية والعلاقة بين هذه المفاهيم، بينما تناقش التربية (في حالة التربية الأخلاقية) كيفية الوصول إلى قمم القيم (المسار). يجب فحص أسس الفقه الأخلاقي والفقه التربوي، مثل الأنثروبولوجيا وعلم الوجود، في علوم أخرى وقبولها كمبادئ للتأكيد في الفقه الأخلاقي والفقه التربوي. علم زاده نوري، مدخل إلى فقه الأخلاق، ص 215-217

. ٢. الأخلاق تناقش تنمية الذات والتربية تناقش تنمية الآخر أعرافي، فقه التربية، ج 1

٣. التربية تناقش تنمية الإنسان الأساسية والأخلاق تناقش تنمية أبعاد الإنسان المختلفة هادي زاده

بالتالي فإن نقاط الاختلاف والتشابه بين فقه الأخلاق وفقه التربية تختلف تبعاً لاختلاف تعريفات الأخلاق والتربية وفقه الأخلاق وفقه التربية٠

يبدو أن التعريف الأول لفقه الأخلاق وفقه التربية أكثر دفاعاً من التعريفين الآخرين، وذلك لأربعة أسباب؛

أولاً: إذا لم تناقش أسس وأهداف أي مجال تربوي على الإطلاق أو بشكل كافٍ في علم آخر، فإن فقيه التربية مضطر إلى مناقشتها في فقه التربية٠

ثانياً: ينبغي أن نعتبر فقه الأخلاق المعنوية وفقه التربية مندرجين ضمن مصطلحي فقه الأخلاق وفقه التربية؛ لأن ممارسة الأخلاق والتربية، وبالتالي معرفة الأخلاق والتربية، لا تخلو من الحاجة إلى معرفة الحكم الشرعي في خصائص وأحوال وسلوكيات الأخلاق والتربية٠

ثالثاً: ينبغي أن نعتبر فقه الأخلاق شاملاً لكل مجالات الأخلاق، بما في ذلك الأخلاق المعيارية، والأخلاق الوصفية، والأخلاق التطبيقية، والأخلاقيات الماورائية (راجع: الغناوي، مقدمة في فقه الأخلاق). وينبغي أن نعتبر فقه التربية شاملاً لكل مجالات الإنسان، بما في ذلك الجوانب الفكرية والعلمية، والجوانب الروحية، والجوانب العقائدية والعبادية، والجوانب العاطفية، والجوانب الاجتماعية، والجوانب المادية٠

رابعاً: إن وحدة المنهج والمصدر في الفقه الحكمي وغير الحكمي لا تعني الوحدة في التفاصيل، بل الوحدة في مبدأ العرف والعقل. وقد تختلف تفاصيل الطرق للوصول إلى النظرة الإسلامية في الفقه اختلافاً كبيراً عما هو موجود في الفقه الحكمي٠