مقدمة/ في أعقاب جرائم النظام الصهيوني الهمجية في قصف مستشفى في غزة والجرائم الوحشية التي وقعت في الأيام الأخيرة، بحثنا مع آية الله مسألة الجهاد ضد الأعداء والواجب الديني على المسلمين تجاه هذه الأماكن مجتبى نورمفيدي رئيس مركز دراسات الدراسات الفقهية المعاصرة:
«اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنَا (صلوات ﷲ و سلامه علیه و آله) وَ غَيْبَةَ وَلِيِّنَا وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ قِلَّةَ عَدَدِنَا وَ شِدَّةَ الْفِتَنِ بِنَا».
الجريمة الوحشية التي ارتكبها نظام الاحتلال في القدس الليلة الماضية والاعتداء على المستشفى الذي كان مليئا بالجرحى والطواقم الطبية والذي لجأ إليه عدد كبير من العائلات والنساء والأطفال ظنا منهم أنهم في مأمن من اعتداءات الاحتلال الوحشية. هذا النظام، صفحة أخرى أو أوراق أخرى أضيفت إلى الكتاب الأسود لسجل هذا النظام، وتم تجاهل الهجوم على المستشفى، الذي لا يجوز حسب كل القوانين الدولية، وكذلك مكان اجتماع الأطفال والنساء، وذلك أيضاً بنصيحة هذا النظام بأن؛ إذا كنت تريد البقاء آمنًا، فانتقل إلى هذه المنطقة، فلا يوجد حقًا أي مبرر لهذه الجريمة.
إن هذا الهجوم الوحشي الذي وصلت صوره إلى آذان وآراء العالم أجمع على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة، يؤلم حقا قلب الإنسان، والعجيب كيف لا يزال رؤساء الدول الأوروبية والأمريكية يدعمون هذا النظام الغاشم في سوريا. وجه كل هذه الجرائم. الدول التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وأحياناً تهاجم وتعزل بعض الدول التي؛ أنت لا تحترم حقوق مواطنيك، لكنهم هنا يدعمون ويتحدثون بطريقة منحازة تمامًا للنظام الإسرائيلي.
في هذه الأيام، أصبحت حادثة وقعت في إيران، ووقعت خلالها فتاة في مشكلة، أساس دعاية واسعة النطاق من قبل هذه وسائل الإعلام، ودون التحقيق والتحقيق، اتهمت إيران بالمعاملة غير القانونية والضغط على الشباب. وعن هذا الهجوم الواضح الذي يعرفونه هم أنفسهم يقولون ذلك؛ ويجب التحقيق هل هذا فعلاً من عمل إسرائيل أم لا؟! وهذا السلوك المزدوج من جانب هذه الدول والمنظمات الدولية ليس له مشتر اليوم. لقد أدرك العالم اليوم عمق جرائم النظام الصهيوني وانكشفت أمام الشعب أكاذيب قادة هذا النظام المتوالية ولا يقبلها أحد.
على أية حال، نأمل أن تكون هذه الجريمة مقدمة لتدمير وانهيار هذا النظام المزيف وإنقاذ الشعب الفلسطيني المظلوم من أيديهم.
– الجرائم الأخيرة بحق المسلمين العزل وأحوال اليوم تتضمن أي نظرية فقهية؟
ومن الطبيعي أن ما حدث في فلسطين هذه الأيام يمكن التأمل فيه من زوايا مختلفة. الناس الذين نزحوا من ديارهم وقراهم منذ حوالي 75 عاما، واغتصبت بلادهم وطردوا من وطنهم، من حقهم أن يحاولوا العودة إلى بلدهم وأرضهم. يقول الله تعالى في القرآن: “أخرجوهم من حيث أخراكم”[1]، وواجب إخراج الغاصبين هو على من غصبت داره وأمواله، وهذا واضح في القرآن. ولهذا السبب فإن كل الجهود التي بذلها ويبذلها الشعب الفلسطيني من أجل عودة اللاجئين إلى الأرض الفلسطينية يمكن تبريرها.
ومن ناحية أخرى، فإن القمع الذي تعرض له هذا الشعب والقمع الطويل الأمد الذي تعرض له الشعب الفلسطيني يمنحه الحق في الوقوف ضد هذا الظلم ومحاربة المضطهِد. يقول الله تعالى: “”أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظالمون، وإن الله على نصرهم لقدير””[2]. على أية حال، عندما يتعرض شعب أو أمة للاضطهاد بهذا الشكل، فمن واجبهم أن يقفوا ضد هذا الاضطهاد.
وهذه مسألة أخرى لا تهم مسلمين ولا غير مسلمين. ومن حق أي شخص مظلوم أن يقف ويقاوم الظلم. والآن يفسرون قطاع غزة على أنه أكبر سجن مفتوح في العالم. دولة ومنطقة مساحتها محدودة أقل من 400 كيلومتر مربع ليس لها سلطة وكل الطرق مغلقة أمامها ومغلقة وهي تحت الحصار، من حقها أن تحاول الخروج من هذا السجن و هذا الاضطهاد: الوقوف في وجه الظالمين والمغتصبين والقيام بما هو ضروري للتحرر. وهذه بالتأكيد مسألة دفاع تعطيهم هذا الحق ونستطيع أن نمنحهم هذا الحق.
فقهاؤنا في وصف أنواع الجهاد، أحد أنواع الجهاد الذي يذكرونه للجهاد هو الجهاد الدفاعي، ويقول المرحوم صاحب جواهر وأيضا المرحوم كاشف الغطاء؛ فالجهاد واجب لرد المعتدي عن حكم دماء المسلمين وأعراضهم. والجهاد واجب على الكفار الذين يخافون سيطرتهم على بلاد الإسلام. والجهاد واجب على من دخل دار الإسلام واغتصبها لإخراجها. لذلك، فإن هذا الاتجاه بالتأكيد يمكن أن يمنحهم الحق في الدفاع عن أنفسهم.
كما أن حكم نفي الشارب يقتضي سد أي طريق يؤدي إلى تسلط الكفار على المسلمين بأي شكل من الأشكال. يقول الله تعالى بوضوح في القرآن: “ولا يجعل الله للكافرين شوارب”[3]، وعمومية هذه الآية تقتضي رفض أي نوع من الشوارب، وأي نوع من السلطة، ووقوف المسلمين. ضدها، وهذه مسألة يمكن حلها بسهولة، ولا يمكن تجاوزها.
– ما واجب المسلمين وخاصة علماء ونخب العالم الإسلامي في هذا المجال؟
لدي كلمة مع الشعوب الإسلامية ومع الشباب في البلدان الإسلامية. لقد شهدنا الليلة الماضية انتفاضة الدول الإسلامية في المنطقة ضد إسرائيل. وفي العديد من البلدان، سيطر الغضب المقدس للشباب المسلم على المجرمين. فإذا تعززت الوحدة الإسلامية، وإذا تعززت إرادة المقاومة، وإذا تجمعت ثروات المسلمين، فلا شك أن هذا النظام المزيف لن يتمكن من فعل أي شيء ضد هذه الإرادات الحديدية. واليوم، يجب على جميع المسلمين أن يتكاتفوا، ويمكن للجميع أن يسيروا على هذا الطريق.
من يستطيع أن ينصر الإسلام بالتواجد في هذا المجال، ومن لا يستطيع بأمواله، ومن حرم من هذين الإمكانين، فليساعد هذه الأمة المظلومة بكلمة وكلام وقلم، فلا شك أن من الله عليهم. هذا قول الامام (رضي الله عنه) الذي قال: ما أرى شيئاً أعظم على المسلمين من التضحية بأرواحهم وأموالهم عندما يرون دماء إخوانكم الأبرياء تسيل في أرض فلسطين المقدسة، عندما ترون أن دماءنا تسيل في أرض فلسطين المقدسة. فالأرض في أيدي الصهاينة، ويدمر المجرم، ولا سبيل في هذه الحالة إلا مواصلة الجهاد. ويجب على جميع المسلمين أن ينفقوا مساهماتهم المادية والمعنوية في هذا الجهاد المقدس، والله يؤيد هذه الإرادة.
المرشد الأعلى الذي كان قائداً لفكرة المقاومة خلال هذه السنوات، واليوم أصبح من الواضح أن هذا الطريق وهذا الأسلوب هو الخيار الأفضل ضد هذا النظام الغاشم. نظام يعتبر الأمة الفلسطينية المسلمة كالحيوانات ويفتخر بهذه الجرائم الوحشية ويرى أن أطفاله يجب أن يقتلوا أيضا، فهل هناك مجال للتفاوض مع هذا النظام؟
ويبدو أن اليوم هو اليوم الذي أصبح فيه هذا النظام أضعف من أي وقت مضى، وقد أصبحت هشاشة هذا النظام وضعفه أكثر وضوحا هذه الأيام. وعلى الرغم من امتلاكها كافة أنواع المعدات العسكرية والتقنية، إلا أن ضعفها واضح تمامًا اليوم. واليوم هو اليوم الذي إذا توحد الجميع وتعاونوا في القتال والوقوف ضد هذا النظام، إن شاء الله، سيتم الوصول إلى نتيجة واضحة وإنقاذ أرض فلسطين المقدسة، قبلة المسلمين الأولى، من أيدي هؤلاء الغاصبين، وإن شاء الله هذا ما نعتقده يقينا، وفيه رضا ولي العصر (ع)، يتبع رضا الله تعالى وأرواح الأنبياء (ع) والأولياء، كلهم سعداء. بهذا العمل الذي يقوم به المسلمون، وبعون الله سينصر الأمة أيضًا إن شاء الله.
وأذكّر الدول الإسلامية ورؤساء الحكومات الإسلامية بهذه الآية الكريمة: “ولا تذر الذين ظلموك فتقبض عليك النار ولا نكون معك من جنب الله من القديسين فلا تطع” لن يكونوا صديقك أمام الله وفي النهاية لن يتم مساعدتك. الثقة بهذا النظام والتطبيع مع هذا النظام بهذه الخلفية وهذا السجل الأسود لن يساعد هذه الحكومات والدول فحسب، بل في المستقبل غير البعيد فكرة النيل إلى الفرات التي كانت في أذهان العالم. وسيأتيهم قادة هذا النظام ويغرقونهم في هذا البحر. وليعلموا أنهم بفعلهم هذا سيلحقون لأنفسهم خسائر في الدنيا والآخرة، وسيكونون مكروهين من قبل أممهم، و ينتظرهم عذاب شديد.