لقد انعقد الملتقى العلمي حول “أحكام الدولة والجنائية في تدمير وتلوث البيئة” في معهد البحوث الفقهية المعاصرة بتشرف حجة الإسلام والمسلمين الدكتور يعقوب علي بورجي.
وفي هذا اللقاء، وبالإشارة إلى بعض المقالات التي نشرت في هذا المجال، تناول الدكتور برجي مصادر التلوث البيئي وقرارات التدمير.
أكد حجة الإسلام والمسلمين برجي انه يجب علينا إنقاذ الطبيعة و كوكب الارض، وإذا لم ننقذهما فسوف ندمر في المستقبل القريب.
قد عدد سماحته المبادئ الخمسة التي هي خلفية هذه الأحكام على النحو التالي: المبدأ الأول؛ إن جميع مكونات الطبيعة والكون تتمتع بالذكاء والقداسة بشكل ما. فهي اذن متشابكة ومترابطة ومرتبة بشكل ملحوظ. فيفهم من هذه الآية 164 من سورة البقرة. اما المبدأ الثاني هو أن الطبيعة مخلوقة ومحكومة بالتدبير والربوبية المبنية على حكمة الله الحكيم العليم. ويفهم هذا أيضًا في الآيتين 116 و 117 من سورة البقرة. و أما المبدأ الثالث هو أنه في هذا النظام يعتبر كل كائن ذا قيمة في مكانه ولا يتم خلق أي شيء عبثا. فالمبدأ الرابع هو أن جميع مخلوقات الكون تسبح لله عز وجل.و جاء ذلك في سورة الجمعة، الآية 1. المبدأ الخامس؛ وهذا يعني تعريف الإنسان على أنه خليفة الله في الأرض.
فختم سماحته ان نتيجة هذه الخلافة أن الخليفة هو الإنسان الذي يقوم باوامر الله على ارضه.
وأضاف هذا الأستاذ الميداني والجامعي قائلا ان “في مجال الواجبات المنزلية لدينا أدلة كثيرة من الكتاب والسنة والعقل والإجماع على تحريم تدمير وتلويث البيئة بالواجبات المنزلية. وبطبيعة الحال، نحن الآن نروي القصة كاملة لهذا الموضوع. فلذلك قد تكون هناك آلاف الأمثلة على هذا الدمار، أو آلاف الأمثلة على التلوث، لكن لا يمكننا الخوض في التفاصيل الآن. وبشكل عام فإن مبدأ الحرمة يمكن استنباطه من الكتاب والحديث والسنة والعقل والإجماع.
فصرح حجة الإسلام والمسلمين برجي في إشارة إلى ضرورة الحد على تدمير البيئة: عندنا حديث صحيح في الكافي ج ٤ ص ٢٥٤ عن الامام علي (ع) يقول: لايحبس في السجن الا ثلاثة، الغاصب ومن اكل مال اليتيم ظلما و…. إذن ما هي علاقة هذا الامر بالبيئة؟ ان البيئة ملك للجميع والأيام منهم أيضا. فإذا دمرت البيئة فقد دمرت مال الأيتام مع مال الآخرين. ولذلك يمكن الاستناد إليه كمثال على القول بأن مال اليتيم يعاقب عليه بالحبس. لأن البيئة بأكملها ملك لجميع أفراد المجتمع بما فيهم الأيتام.
ومن الجدير بالذكر أن هذا اللقاء انعقد في معهد الدراسات الفقهية المعاصرة يوم الثلاثاء ٧ من جمادى الأولى ١٤٤٥، وكان السكرتير حجة الإسلام والمسلمين جوشقاني.