صرح عضو الهيئة العلمية لمعهد بحوث الدراسات الإنسانية والثقافية بأن العقيدة المنطلقة من فقه الشيعة هي أكبر نظام كلامي عملي ظهر في العالم.
عبد المجيد مبلغي عضو هيئة التدريس في معهد أبحاث الدراسات الإنسانية والثقافية، في الأول من شباط في اللقاء العلمي بعنوان “موقف منهج المدرسي في فقه الشيعة وعلاقته بموضوع الطريقة و تجميع شبكة المسائل الفقهية” التي نظمها معهد البحوث الفقهية المعاصرة شاد، مبينا أن المعرفة بفقه الشيعة قد اتسعت في قلب نوع من الخطاب التاريخي الذي يمثل النظام المنهجي للمدرسة، وقال: إننا نواجه مع الفكر المدرسي في علم فقه الشيعة المنغمس في أهمية المنهجية. لقد نمت روح خلفية وزمن القرون الإسلامية الأولى والوسطى في فقه الشيعة وتطورت على شكل الحوزة العلمية والشعرية، كما أن العقلانية في الفقه وطرق الاستدلال كانت في سياق الحوزة العلمية.
أشار انه ينبغي أن نبحث عن المنهجية المدرسية في أصلها في القرنين الأول والثاني، والتي استمرت إلى القرنين الأوسط والإسلامي. و يرتكز الفكر المنهجي المدرسي على الفقه الشيعي، وقد تطور الفقه الشيعي في هذا السياق. وحيثما فتحنا خلايا الفقه الشيعي ونظرنا إليه من وجهة نظر الفلسفة التحليلية، فإن المنهجية المدرسية معروفة.
صرح سماحته إن المنهجية المدرسية التي تحكم الفقه الشيعي كانت تميل إلى التخفي والبقاء مخفية، ولهذا السبب نحن في فراغ من الفهم التفصيلي لحدود هذا النوع من المنهجية، وقال: لقد فقدنا الوعي الذاتي المنهجي فيما يتعلق بالفقه إلى حد ما، وقد أصبحنا عمياء عن إدراك الطبيعة المنهجية لفقهنا.
اشار أن الطبقة الثالثة هي أننا لا نملك أدبيات فعالة لشرح هذا المنهج في المدرسة التي تحكم الفقه، فنحن لم نكتب بأنفسنا. إن ما فعله الغربيون في القرنين أو الثلاثة قرون الماضية هو انتقاد تقاليدهم المبنية على الكلمات، وإثارة أسئلة جوهرية.
طرح أحد أعضاء هيئة التدريس بمعهد بحوث الدراسات الإنسانية والثقافية عددا من التساؤلات في هذا المجال وأضاف انه رغم جدواها إلا أن الدراسات المنهجية تعاني من فشل مزمن لأن اهتمامها ينصب أكثر على الحدود العامة للمنطق الذي يحكم الفقه أكثر من اهتمامها بالحدود العامة للمنطق الفقهي. وقد أصبح فقيهاً وحاول مناقشة الدراسات المنهجية من منظور استبطاني.
وقال السيد مبلغي: إن هذه النظرة الخارجية لم يصاحبها فهم للحدود التاريخية التي تحكم عموميات الفقه، لذلك لا أقول إن هذا المنهج لم يكن مفيدا، بل ينبغي أن يكون هناك فهم أكبر ومواجهة أكثر جدية، وأن فهم الحدود المنهجية التي تحكم عموميات الفقه باعتبارها ظاهرة تاريخية. إن الفقه يتشكل على منهج، وبدون منهج لا يمكن أن يتكون الفقه أو أي علم من العلوم.
اشار مدير الشؤون الدولية في معهد الدراسات الفقهية المعاصرة أن الفقه هو أعظم نظام كلامي عملي وقال: إذا كان مثل هذا النظام العملي قد تشكل عند الشيعة، وهو الفريد في العالم، فلا بد من منطق منهجي. ومن ورائها، وينبغي الاعتراف بها، ولكننا لم نفعل ذلك، ويمثل هذا الفشل عمى غير مرغوب فيه لم نتمكن من تحديده ومعرفة بدايته ونهايته دون أن نعرفه ونكتشفه.
أضاف السيد مبغلي: إن المنطق المنهجي لديه رغبة في أن يكون طبيعيا ووظيفته الخفية تنبع من أن هذا المنطق يقوم على نوع من الجهد للتأكد من فهم المرء للبيئة وإظهار وجهة نظره للبيئة بشكل موضوعي.
وإذ ذكر أن هناك رغبة فطرية في دراسة المنطق المنهجي الذي يجعله يبدو واضحا وطبيعيا، و قال هذا الباحث: إن هذه العقلانية تطرح نفسها في أشكال ليس لدينا ضمن مفاهيمنا اللفظية القدرة على رؤية المنطق الأكاديمي ونوع من النظام الرياضي في هذا المنطق كمدرسة مهمة. و إذا نظرنا إلى الفلسفة اليونانية القديمة، فهي متأثرة بشدة بتأملات العالم فيثاغورس، التي تقوم على فهم أنك لا تحتاج إلى معرفة نفسك عندما تواجه مجالًا من مجالات المعرفة، وتحتاج فقط إلى معرفة هذا المجال لأن مواجهتك مع مجال المعرفة في أشكال متنوعة.
أشار سماحته: «الوعي موجود، لكننا لسنا بحاجة إلى فهم أنفسنا لفهم مشكلة ما، وهذا بالطبع ليس دقيقاً، ونحتاج أيضاً إلى نظامنا العقلي الخاص وفهمنا في المعرفة الرياضية».
أشار هذا الباحث أن السؤال المهم الذي ينبغي التطرق إليه هو لماذا وجهت الجهود؟
ولم ينفع، قال: لأن منطق الفهم اللازم لمنهجية الفقه لم يكن موجودا. ولم تتمكن جهودنا في المجال المنهجي من تحديد مجال الدراسة في الفقه، لذا فإن كفاءته منخفضة أيضا.
عقلانية المدرسي الحاكمة على فقه الأديان والمذاهب
تطرق سماحته: عقلانية المدرسي والمنطق المنهجي الذي يحكم الفقه ليس فقط في الفقه الشيعي، بل يظهر أيضا في الفقه السني والمسيحية واليهودية، لكنه لم يتم تطويره بنجاح في أي مكان كما هو الحال في الفقه الشيعي. بمعنى ما، فإن الكلام المنبثق عن فقه الشيعة هو أعظم نظام كلامي ظهر في العالم.
وتابع السيد مبلغي قائلاً إن أشخاصًا مثل العلامة الحلي طوروا الأفكار الفقهية الشيعية و أشخاص مثل الشيخ الأنصاري خلقوا أيضًا مستوى ناجحًا من منهج المدرسي في الفقه و إن مؤلفات الشيخ الأنصاري رائعة لدرجة أنه إذا ما قورنت بتأويل شلايرماخر لرأينا أن الشيعة قد وصلوا إلى مستوى من الوعي لم يتمكن مفسروا الغرب من الوصول إليه. ولذلك فإن هيمنة منهج المدرسي على الفقه الشيعي لا تعني فشله، ولكن القضية هي أننا يجب أن نخطوا خطوة إلى الأمام، ونكتشف هذا المنطق ونعيد فهمه بمنطق منهجي جديد.
أشار انه علينا أن نتقدم على منهج المدرسي، لأن هناك قدرات أكثر في الفقه الشيعي لن تزدهر في ظل الاكتفاء بمنهج المدرسي، وستؤدي إلى توقف الفقه الشيعي. فإذا أردنا أن يكون لدينا فقه ناجح في مواجهة الظروف الحديثة، علينا أن نخطوا خطوة إلى الأمام لتزويد الفقه الشيعي بمنهجيات متنوعة ومختلفة.
في النهاية، انتقد وراجع حجة الإسلام ال
دكتور بيروزمند النظرية المطروحة.