الدكتورة فاطمة أردستاني، الباحثة في العلاج الجيني، في حوار خاص مع الفقه المعاصر:

البحث الفقهي في الخلايا الجذعية/5

فكرة الخلود ووقف عملية الموت تماماً من خلال الخلايا الجذعية، يمكن القول إنها موضوع خيالي ولا يمكن تصور إمكانية علمية لها فعلياً. الحقائق العلمية تقول إنه يمكن ترميم العديد من الأنسجة لكن لا يمكن السيطرة على عوامل الموت. لا يمكن مواجهة الأمراض الغريبة والسرطانات وإزالتها. مثل هذا الشيء لا يتوافق مع الحقائق العلمية ومن جهة أخرى له تحديات أخلاقية واجتماعية.

إشارة: الدكتورة فاطمة أردستاني مدرسة مستوى ٣ في الحوزة العلمية في طهران، حصلت على مستوى ٤ في الحوزة وعلى الدكتوراه الجامعية في تخصص الفقه ومباني الحقوق. مع النظر إلى موضوع رسالة الدكتوراه لها الذي يدور حول الخلايا الجذعية والعلاج الجيني والبحوث التي أجرتها في هذا الصدد في السنوات الماضية، تحدثنا معها حول تطبيقات هذه الخلايا. هي مع التأكيد على أنه خلافاً للاعتقاد العام، الخلايا الجذعية ليست محصورة في خلايا الحبل السري، اعتبرت استنساخ الإنسان يحمل مخاطر أخلاقية واجتماعية متعددة. تفاصيل الحوار الخاص للفقه المعاصر مع هذه الأستاذة والباحثة في الفقه والحقوق، كما يلي:

الفقه المعاصر: ما هي الخلايا الجذعية وأي الخلايا تشمل؟

أردستاني: الخلايا الجذعية أو بعبارة أخرى «Stem cells» نوع من الخلايا الأولية غير المتمايزة في الجسم يمكنها الانقسام والتكاثر والتمايز، ومن هذا الجانب يمكنها أن تساعد في نمو الجسم. هذا النوع من الخلايا له خصائصان خاصتان؛ الخاصية الأولى لهذه الخلايا هي التجديد الذاتي الذي ينتج خلايا مشابهة لنفسها، والخاصية الثانية هي القدرة على التمايز التي يمكنها التحول إلى خلايا مختلفة.

هذه الخلايا لها عدة فئات؛ فئة واحدة هي الخلايا متعددة القدرات التي يمكنها التحول إلى أنواع متعددة؛ مثل الجنينية التي تستخدم من الجنين في المراحل الأولى من النمو. الفئة الثانية الخلايا متعددة القدرات التي يمكنها التحول إلى خلايا أنواع معينة من الأنسجة؛ مثل خلايا صانعة الدم التي يمكنها التحول إلى كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية أو الميزنشيمية التي لها القدرة على التحول إلى خلايا العظام والغضاريف أو خلايا النسيج الدهني. فئة أخرى، الخلايا الجذعية أحادية القدرة التي يمكنها التحول إلى نوع معين من الخلايا المتخصصة في الجسم، مثل خلايا البشرة التي يمكنها التحول إلى الجلد. الفئة الرابعة الخلايا الجذعية الناضجة التي تتحول إلى ناضجة وتوجد في نخاع العظم والكبد والعضلات. كذلك من بين الخلايا المستحثة متعددة القدرات التي تحولت سابقاً إلى خلايا متعددة القدرات من خلال إعادة البرمجة الجينية. بعضها الآخر مشابه للخلايا الجنينية لكن لا يستخدم من الجنين. لكنها تشبه الخلايا الجذعية الجنينية.

الفقه المعاصر: هل الخلايا الجذعية محصورة في خلايا الحبل السري للجنين أم تشمل خلايا أخرى مثل خلايا نخاع العظم لدى البالغين أيضاً؟

أردستاني: الإجابة على هذا السؤال أعطيتها ضمن ما قيل في السؤال السابق وسأتعرض له إجمالاً. تفصيله قيل في السؤال السابق. الخلايا الجذعية بالتأكيد ليست محصورة في الحبل السري للجنين ولها أنواع؛ الخلايا أحادية القدرة، الخلايا متعددة القدرات الناضجة التي بعضها من الحبل السري والباقي نعده من الفئات الأخرى التي من بينها نخاع العظم لدى البالغين. بعبارة أفضل، الخلايا لها القدرة على الاستقبال من المراحل المختلفة. يمكن أخذ الخلايا من الفترة الجنينية حتى فترة البلوغ؛ لذا يمكن استخراج الخلايا من كل مرحلة ولكل منها تطبيقاتها الخاصة التي هي نفس خلايا الحبل السري للجنين. بشكل عام من الخلايا الجنينية وفي حالات أخرى أيضاً في علاج أمراض أخرى يمكن استخدامها. لكن لدينا أنواعاً أخرى أيضاً تساعد في علاج بعض الأمراض. مع النظر إلى هذا السؤال الذي يتعلق بخلايا نخاع العظم وخلايا الحبل السري، من الجيد أن نقارن بين هذين النوعين من الخلايا. خلايا الحبل السري عموماً تُرفض أقل من قبل الجسم ولا يُعطى رد مناعي عليها. لكن خلايا نخاع العظم خطر رفضها أكبر. خلايا الحبل السري يمكن أن تساعد في أمراض الدم للأنسجة لكن نخاع العظم لدى البالغين يتعامل أكثر مع إعادة بناء الغضروف. التطبيق المهم لها في ترميم الغضروف.

الفقه المعاصر: حالياً، ما هي الاستخدامات التي تتم من الخلايا الجذعية؟

أردستاني: من هذه الخلايا يتم الاستخدام في المجالات الطبية والبحثية أيضاً. في المجالات الطبية والبحوث الدوائية، تساعد في ترميم الأنسجة وخاصة في قسم البحوث أيضاً يمكن استخدامها وسأبين في الاستمرار حول هذا القسم التفاصيل اللازمة. قسم واحد منها يتعلق بعلاج الأمراض التي يمكن أن تساعد فيها. للعلاجات العامة والمناعة الذاتية والجلدية وعلاج الأمراض المتعلقة بالغضروف والعظام والاضطرابات البصرية والسكري تستخدم والتي تعرضت لها تفصيلاً في أسئلة الفئة السابقة.

أدخل في تطبيق آخر لهذه الخلايا الذي يتعلق بترميم النسيج. أحد الأعمال هو ترميم النخاع الشوكي الذي يمكن استخدامه في الإصابات الشوكية التي تعيد بناء الخلايا العصبية. في الكبد والكلى والرئة يمكن استخدامها. في تجارب الأدوية والبحوث الدوائية يمكن استخدامها. كذلك يمكنهم اختبار كفاءة الأدوية واختبار السلامة بدون أن يجربوا على الإنسان أو الحيوان على هذه الخلايا. كذلك في النمذجة، يمكن لهذه الخلايا أن تلعب دوراً. يفحصون الأمراض المتعلقة بأمراض معينة ويصلون إلى علاج جديد. مع نفس هذه الخلايا يقومون بنمذجة المرض ويدرسون المرض. في هندسة الأنسجة والطب الشخصي أيضاً لها تطبيق حيث في الطب الشخصي أو الشخصي يستخدمون خلايا المريض نفسه ويعالجونه أو في هندسة الأنسجة لإنتاج أنسجة معينة مثل القلب والكلى والغضروف في المختبر يأتون لزرع المرضى ويستخدمونها. هذا من حالات استخدام الخلايا الجذعية التي عرضنا حالاتها المهمة.

بالطبع لها تحديات وأضرار أشرنا إليها.

الفقه المعاصر: هل تؤيدون العبارة التي تقول «حتى الآن في إيران، لم يتم استخدام طبي من الخلايا الجذعية وبنك الحبل السري»؟ هل يختلف مقدار استخدام الخلايا الجذعية في إيران عن الدول الأخرى؟

أردستاني: هناك معلومات وإحصاءات تفيد بأن بنوك دم الحبل السري والخلايا الجذعية موجودة داخل إيران وتستخدم. إحدى الشركات التي تمتلك هذه البنوك هي شركة تكنولوجيا رويان التي تمتلك بنكاً خاصاً بالمواليد الجدد ولها ممثلون في المحافظات المختلفة التي خزنت خصوصاً عينات كثيرة من آلاف عينات دم الحبل السري ويمكن استخدامها للأمراض الصعبة والخاصة. في موضوع العلاج الخلوي، يبدو أن إيران من بين الدول التي تقوم بهذا العلاج وفي بعض التقارير يمكن الوصول إلى نتيجة أن إيران بالفعل من بين الدول المتقدمة التي استخدمت الخلايا العلاجية؛ لذا يمكننا رفض العبارة المذكورة التي تفيد بأنه في إيران لم يتم استخدام الخلايا الجذعية للعلاج. إيران حققت تقدماً ملحوظاً في هذا المجال وما زالت تتنافس على المستوى العالمي.

الفقه المعاصر: هل يوجد إمكانية لاستنساخ الإنسان وتجديد شبابه وكذلك خلوده من خلال تقدم التكنولوجيا في مجال الخلايا الجذعية؟

أردستاني: موضوع الاستنساخ وموضوع تجديد الشباب والخلود من بين المواضيع التحدية التي البحوث التي يمكن أن تكون مرتبطة بهذا الموضوع هي بحوث متعلقة باستنساخ الإنسان باستخدام تكنولوجيا الخلايا الجذعية والنظرية، وتحقيق هذه المباحث النظرية من الناحية العلمية والأخلاقية والقانونية يواجه تحديات. هذا الموضوع يعاني من تحديات مهمة من كلا الجانبين. في موضوع تكنولوجيا الاستنساخ في الحيوانات، كان لدينا عينات من بينها العينة الشهيرة الخروف «دولي» الذي هو حيوان مستنسخ تم إنشاؤه ويمكننا طرح هذا في حالة الحيوانات. لكن موضوع الاستنساخ حول الإنسان من الناحية النظرية قابل للمناقشة لكن مع النظر إلى المسائل الأخلاقية والمخاطر التي هذا العمل بسبب أن هذه البحوث لم تكتمل، مسألة.

الآن من فئة الخلايا متعددة القدرات المستحثة يمكن استخدامها للإنسان واستنساخه. لكن مع ذلك إذا أردنا نسخة كاملة من الإنسان، فإن الهياكل النفسية والذهنية وهذه الأمور تتجاوز بكثير الإمكانيات الحالية والمتاحة. موضوع تجديد شباب الإنسان من خلال الخلايا الجذعية موضوع نشط جداً ومبشر جداً أيضاً. بالطبع له قيود كثيرة أيضاً. التقدم الحالي الذي حققه هذا الموضوع كان في قسم ترميم الأنسجة ولإعادة بناء الجلد والأعضاء والقلب وإعادة بناء الخلايا الشائخة التي تساعد في إعادة بناء وظيفة الأنسجة الشائخة ومن هذا القبيل التقدمات وموضوع تجديد الشباب في ارتباط بالخلايا الجذعية مطروح. بالطبع قيود مثل القيود المتعلقة بالمخاطر التي لا يمكن السيطرة عليها والآثار غير المتوقعة التي تعتبر من تحديات هذا المجال وعملية معقدة أيضاً وهذه العملية صعبة وشاقة ويجب أن تحدث تغييرات في المستوى الخلوي والجيني والبيئي وتجعل العمل صعباً.

الفقه المعاصر: هل للخلايا الجذعية هذه القدرة على أن تؤدي إلى خلود الإنسان؟

أردستاني: فكرة الخلود ووقف عملية الموت تماماً من خلال الخلايا الجذعية، يمكن القول إنها موضوع خيالي ولا يمكن تصور إمكانية علمية لها فعلياً. الحقائق العلمية تقول إنه يمكن ترميم العديد من الأنسجة لكن لا يمكن السيطرة على عوامل الموت. لا يمكن مواجهة الأمراض الغريبة والسرطانات وإزالتها. مثل هذا الشيء لا يتوافق مع الحقائق العلمية ومن جهة أخرى له تحديات أخلاقية واجتماعية.

الزيادة غير المنضبطة في السكان إحدى أضرار هذا الموضوع التي لها تداعيات اقتصادية ونفس هذا الموضوع قد يؤدي إلى إنشاء تفاوتات واسعة ومشكلات من هذا القبيل. الاستنساخ قد يتحقق لكن من الناحية القانونية والأخلاقية له قيود. تجديد الشباب قد يكون في أنواع الأنسجة وتحسين جودة الحياة والأعضاء مؤثراً لكن أن يحدث تجديد شباب كاملاً، حتى الآن لم يتحقق. الخلود بسبب التعقيدات البيولوجية والأخلاقية بعيد المنال وإذا أمكن، له تحديات مهمة. في جملة واحدة إذا أردنا القول، هذه الخلايا لها قدرة كبيرة للبحوث حتى تتمكن من التأثير في حياة الإنسان لكن تطبيقها مع النظر إلى أن الإنسان في الحياة ملتزم بمبادئ أخلاقية ربما لا يمكن أن يتوسع ويجب أن نرى إلى أي مدى حدث التقدم العلمي وإلى أي مدى يمكن لهذا التقدم أن يساعد.

Source: External Source