رئيس معهد الدراسات الفقهية المعاصرة:

رئيس معهد الدراسات الفقهية المعاصرة:

الفقه والتصوف مدينان إلى شخصية الإمام الخميني

حضرت مجموعة من رجال الدين السنة والمبلغين من غينيا بيساو إلى معهد أبحاث الفقه المعاصر واجتمعوا وتحدثوا مع أنشطة المعهد.

في هذا اللقاء الذي عقد يوم الاثنين الخامس من شهر فبراير، قال آية الله مجتبي النورمفيدي خلال ترحيبه بالضيوف في عشرة الفجر: إن الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني، رحمة الله عليه، فتحت نافذة جديدة للعلاقة بين إيران وأفريقيا، وركز بشكل خاص على العلاقة بين إيران وأفريقيا فلقد دعمنا شعوب أفريقيا، وحتى الآن يولي المرشد الأعلى اهتماما خاصا لشعوب هذه المنطقة.

فأكد على وجود قواسم مشتركة مختلفة بين الطريقة التيجانية والديانة الشيعية، وأشار إلى مسألة العلاقة بين الفقه الصوفي وقال: الإمام الخميني، باعتباره صوفيا كبيرا، خدم التصوف كثيرا. وبحسب الإمام الخميني فإن التصوف والصوفية لهما جانب إيجابي وجانب سلبي. وهم يفسرون التصوف الإيجابي والصوفية الإيجابية على أنهما “صوفية خالصة”.

وأضاف أستاذ البحث الخارج في حوزة قم العلمية: الصوفي عند الإمام الخميني هو من ينقل التصوف من مستوى العقل والقلب إلى مستوى العمل ويلتزم بالشريعة، والصوفي بدون صفاء هو من يفعل ذلك و لا يلتزم بمظهر الشريعة.

وأضاف آية الله نورمفيدي: بشكل عام، وبحسب الإمام الخميني، وهو الصوفي الأعلى، فإن الإنسان والدين لهما مجالان. واحد في الخارج والآخر في الداخل. إن المظهر في الإنسان هو أصل الحركة نحو الباطن، والأفعال والطقوس تتسبب في تغير قلب الإنسان وروحه وباطنه.

قال: إن تأثير الجسد المتبادل على النفس والمظهر على الباطن أمر تؤكده التجربة الإنسانية والعلم. إن العبادات والطقوس التي قدمت للإنسان في صورة الشريعة هي الطريقة الوحيدة للتفاعل الروحي والروحي بين الإنسان. كما أن الحالات القلبية والعقلية والروحية هي سبب الطقوس التعبدية. يشكل الاتصال بين هذين الأمرين أساس التصوف الحقيقي والتصوف.

أشار رئيس معهد الدراسات الفقهية المعاصرة ان الإمام الخميني كزعيم الصوفية في عصره، يؤكد على شيء واحد في كتب الصوفية التي ألفها، وهو “أسرار العبادة”. وعلى حد قوله فمن كان عابداً ولم ينتبه لأسرار العبادة لم يستفد من الحق. حسب رأيه، من اهتم فقط بأسرار العبادة ولم يهتم بالشعائر، وقع في فخ الشيطان.

اضاف سماحته إلى أن اهتمام الإمام الخميني بالتصوف يدل على الارتباط العميق بين الفقه والتصوف من وجهة نظر المذهب الشيعي. وإذا فهمنا وعرفنا الخلافات التاريخية بين علماء الفقه والتصوف والصوفية، سوف نعرف أهمية مؤلفات الإمام الخميني (رض) أكثرفاكثر. وهذا الصراع موجود ويمكن رؤيته بين الصوفيين والفقهاء الشيعة، وبين الصوفيين والفقهاء السنة. فبعض الفقهاء اتهموا أهل العلم والتصوف بالكفر والفجور، وبعض أهل التصوف اتهموا الفقهاء بالطبقية والظاهر.

فبين آية الله النورمفيدي إن لهذه الاتهامات والخلافات التاريخية عوامل كثيرة، أهمها عدم التفاهم المتبادل بين الفقهاء والصوفيين لآراء بعضهم. وهذه القضية المهمة، إلى جانب غياب القيادة والتعصب، دفعت الأعداء إلى تأجيج هذه الصراعات. ففي مثل هذه البيئة، قام الإمام الخميني، رحمه الله، بالعديد من الأمور المهمة التي تعتبر خدمة جليلة للإسلام والمعرفة الإسلامية والعلماء. أولاً: اجتهد الإمام الخميني في دراسة الفقه والتصوف والفلسفة وغيرها من العلوم حتى أصبح زعيماً لعلماء عصره. وتعد كتب الإمام الخميني الفقهية والصوفية من أعمق كتب هذا العلم.

أشار سماحته لقد حال في هذا الكتاب عرض المفاهيم الخلافية وفهمها والاهتمام أكثر بعمق هذه المضامين. فان الامام الخميني وبعض الفقهاء والصوفية يحذرون من التكفير والتفسيق ويمكن ان ترون شيئا غير مألوف لكم في هذا الجانب.

ووجه آية الله النورمفيدي بعض النقاط والنصائح للمبلغين الدينيين وقال انه يجب علينا أن نعرف العصر وحاجات أهل عصرنا ونحاول تقديم المعرفة الدينية والإلهية بشكل جذاب وأدب جيد حسب حاجة الجمهور. دعونا نتعرف على اختلاف الأذواق ونحاول التوصل إلى تفاهم مشترك من خلال الحوار. حاول أن ترفع مستواك العلمي ومعرفتك، لكن الشيء الأكثر أهمية هو أن تكون معلمًا للناس من خلال العمل.

وفي بداية هذا اللقاء ذكر وجوده في بعض دول شمال وجنوب أفريقيا وقال: إن الشعب الأفريقي له طبيعة نقية بغض النظر عن اختلافاته الدينية، وهذه الطبيعة هي أرضية مناسبة جداً لكم أيها المبلغون لنقل رسالة الإسلام لهم.