أستاذ دورس خارج الفقه و الاصول في الحوزة العلمية بقم.

 

لو كانت الباروكة المتعارفة يعني مثل سائر النساء ذوات الشعر لاتحسب زينة عرفيا لا أشكال فيه. لكن لو كانت الباروكة للزينة مثلا الباروكات المتعارفة اليوم لو لم يكن لها شعرا البتة، لم تكن بهذا الجمال، هذه الباروكة تعتبر زينة. الله الذي جعل الحجاب لتستر الزينة. فإذا كانت الباروكة نفسها زينة لبسها يكون موضع أشكال. فلذلك إذا كانت الباروكة لماعة لاتقبل كحجاب.

ملحوظة: كانت لبس الباروكة متعارف بين النساء في الماضي وتستخدم أيضا في فنون الدراما لفترات طويلة. طبعا كان استخدام الباروكة في فنون الدراما متعارفا بين الرجال للنساء أيضا، لكن بما ان لايلزم الرجال على رعاية حجاب الرأس و لايلزم عليهم عدم اظهار زينتهم، فلذا، فقهيا لايوجد شك في اباحة استخدامها من قبلهم. لكن بما يخص استخدام النساء للباروكة بالأساليب المتعارفة في تجميل الفنانين، يوجد سؤال فقهي. لكن الأستاذ علي أكبر خادم الذاكرين يعتقد ان لا يوجد تحذير استخدام الباروكة للنساء، بل يوجد أشكال اذا يفهم منه مصاديق الزينة أو يوجب المفسدة. لكن هذا عضو الهيئة العلمية لجامعة المصطفى في مقابلته و تفصيلا أوضح مسئلة غطاء شعر الرأس و عدم اظهار الزينة للنساء بالآيات و الروايات. و إليكم حوارنا مع استاذ البحث الخارج في الفقه و الاصول في الحوزة العلمية بقم كما يلي:

هل يمكن استخدام الباروكة كحجاب للرأس؟

 

الأستاذ خادم الذاكرين: انه اذا غطت المرأة امام الأجنبي، حسب تعبير المرحوم آية الله الحكيم في كتاب مستمسك العروسة الوثقى، المجلد الخامس، الصفحة 239 من ضروريات الدين. و استدل الفقهاء بأن المرأة تغطي نفسها امام الأجنبي، اولا بالاية 31 من سورة النور. هذه الآية تشير إلى أنه ينبغي على النساء ان يغطين رقباتهن و صدورهن بالمقانع لكي لايظهرن بزينتهن الا لبعولتهن أو آبائهن و باقي الموارد المذكورة في الآية. يعني لايوجد أشكال على محارمهن. و نفهم من الروايات آن في زمن النبي الاعظم كانت النساء يضعن المقانع خلف آذانهن بحيث كانت تظهر رقباتهن و صدورهن. لذلك امرن آن يتركن المقانع لتغطى رقباتهن و صدورهن ولا بظهرن بزينتهن.

اما الدليل الآخر لهذا الحكم، هي الروايات منها الصحيحة البزنطي التي التي استدل بها السيد الخويي. ذكرت هذه الرواية في كتاب وسائل الشيعة المجلد 20، الباب 107 الحديث الأول. سأل الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام هل يسمح للرجل ان يرى شعر اخت زوجته؟ أجاب الامام: كلا، لايسمح له ان يرى الا اذا كانت تلك المرأة عجوز، بحيث لاينظر لها احد بشهوة. سال أيضا هل حكم النظر إلى اخت الزوجة يختلف عن النظر إلى المرأة الغريبة؟ أجاب الامام: نعم، كلا حكمان النظر واحد. ثم سال هل يوجد قيد للنظر إلى اخت الزوجة العجوز؟ يعني يسمح النظر لايي قسم من جسمها؟ أجاب الامام: فقط النظر إلى شعرها و ذراعيها.  اي مكان غسل الوضوء. لذلك نفهم ان لايجوز النظر للشعر و ذراعين غير العجائز لايرغب الزواج منهن.

لكنه يوجد استثناء و هو الوجه والكفين الذان يسمح النظر إليهما. توجد رواية في كتاب وسائل الشيعة المجلد العشرون، الصفحة 202، ذكر عن الامام الصادق انه سأل: كم مقدار من بدن المرأة لايغطى؟ أجاب الامام: الوجه والكفين. لذلك استثنيا الوجه والكفين.

الان نرجع عما كنا فيه. أما ما يتعلق بهذا السؤال لكم هنا نقطتين. الأولى ان الباروكة تعتبر كحجاب و الثانية زينة. و يوجد بعض النساء ليس لديهن شعر في الرأس وراثيا.هؤلاء يلبسن باروكات. إذا كانت الباروكة كالمتعارف عليه يعني مثل بعض النساء اللاتي لديهن شعر بحيث لاتعتبر عرفا زينة لا أشكال فيه. لكن إذا كانت الباروكة للزينة. مثلا الباروكات المتعارف عليه إذا كان لديها شعر لم تكن بتلك الزينة، هذه الباروكة تعتبر زينة. الحجاب الذي وضعه الله لغطاء الزينة. لو كانت الباروكة للزينة، لا آشكال بلبسها. فلذلك لو كانت الباروكة لماعة لاتقبل كحجاب.

في صحيحة فضيل في كتاب وسائل الشيعة، المجلد العشرون، الصفحة 200 يسأل الإمام الصادق عن ذراعي المرأة: هل الذراعين يعني هو مكان غسل الوضوء، تعتبر زينة الذي نهى الله تغطيها؟ قال الإمام : نعم، لأن الاسورة قسم من تحت الرقبة و الصدر. هذه الرواية تحكم كاصطلاح على الآية و توسعها. حسب الرواية حتى الاسطورة يجب أن تغطى، لانه لاينبغي ان تظهر الزينة. لو استخدمت الباروكة كحجاب مثل الباروكات الاعتيادية و المتعارفة ليست لماعة لا أشكال في استخدامها. اما اذا لو كانت الباروكة لامعة و تعتبر زينة لبسها واجب. لذلك، الباروكات المتعارفة تعتبر حجاب أيضا.

ما هو حكم حرمة الباروكة التي تلبسها النساء لعدم رعاية الحجاب أو التبرج و الزينة؟

 

سماحة خادم الذاكرين: لقد اتضح من قبل لو كانت الباروكة متعارفة لا أشكال فيها، اما لو كانت الباروكة للزينة و للتبرج و الزينة تحرم. و النقطة المهمة التي يجدر الإشارة إليها بعض الفقهاء لايجوزون للمرأة ان تاتي إلى الشارع، لأنها مفسدة و تجلب النظر، لأن الذي ينظر إليها لايعلم انها باروكة، بل يتصور انه شعرها. لو كان هكذا، حرام لأنها مفسدة أيضا. طبعا لو لم يكن بهذا العنوان حرام أيضا، اما لو توجد مفسدة حرام أيضا.

هل الباروكة مثل الشعر تعتبر نوع من الزينة أو تعتمد على أنواعها هل من الممكن في بعض الموارد حكمها زينة؟

 

خادم الذاكرين: اتضح السؤال من الجواب السابق أيضا. لو لم نعتبر الشعر الطبيعي زينة، يجب تغطيته حسب الآية و الروايات أيضا. إذا كانت هذه الباروكات عادية الأشكال فيها، الا اذا كانت فيها مفسدة التي يقال انها مفسدة أيضا. أما لو كانت زينة و تجلب النظر عدم لبسها حرام. الملاك هنا هو العرف. يعني يجب الرجوع للعرف.

لو استخدمت النساء الباروكات بكثرة مثل بعض الموارد كحفافة الحاجب و الوجه، لا يصدق عليها عنوان الزينة، هل استخدامها بلا أشكال؟

 

خادم الذاكرين: لو كانت حفافة الحاجب و الوجه يجلب النظر يجب تغطيته. حتى لو أنجزت كل هذه الأمور، لو كانت من أجل الزينة و التجميل من باب المفسدة ينبغي أن تكسو.