إن أدلة الواضع صامتة فيما يتعلق بنوع الملابس، والدليل الذي وردت فيه عبارات مثل الجلباب والخمر يشير إلى الملابس الشائعة في ذلك الوقت؛ وبالتالي فإن كل ما يغطي الشعر يمكن اعتباره شكلاً من أشكال الحجاب؛ بالطبع، بغض النظر عما إذا كان زينة أم لا، أو مثيراً للشهوة أم لا، أو ثوب شهرة أم لا، و…؛ لأن لكل من هذه الأسماء مسميات خاصة وحكم خاص٠
ملاحظة: إن استخدام الشعر المستعار او الباروكة للنساء كان عادة قديمة. ولكن مع زيادة شعبية الفنون المسرحية، اعتبر هذا الجهاز أيضًا أحد أدوات المكياج للممثلين. وباستخدام الشعر المستعار، لم يعد الممثلون والممثلات بحاجة إلى إطالة شعرهم أو تغيير لونه. وهذا جعل الشعر المستعار أحد أسهل الطرق لتغيير مظهر الممثلين. ولكن فيما يتعلق بالنساء، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هل يجوز لهن استخدام هذا الشعر أم لا؟ “وسبب عدم جوازه هو هل يعتبر زينة أم لا، أم لا يعتبر غطاء للرأس، ولهذا قام حجة الإسلام والمسلمين محمد عمومي، المحاضر في المستويات العليا في الحوزة العلمية بقم، ومدير مدرسة دار الهدى الفقهية، بتحليل فقه هذه المسألة في مذكرة شفوية، ورأى أنه إذا لم يكن الشعر المستعار زينة عرفاً فلا حرج في استعماله٠
أما كفاية استعمال الشعر المستعار للنساء كغطاء للرأس، فلابد أن أشير أولاً إلى نقطتين؛
أ) سنبحث هذه المسألة دون الخوض في مسألة تغطية الوجه والكفن؛ لأنه كما هو واضح يتفق مع وجوب تغطية الوجه والكفن وعدم وجوبهما٠
ب) ينبغي توضيح الجواب عن هذا السؤال في محله: هل التزين أمام الأجنبي محرم، بمعنى أنه عنوان مقصود، أم أنه مجرد بيان التزين الذي يوضع على الجسد، ولو كان خالياً من قصد التزين، محرم؟
هل الباروكة تعتبر غطاء للرأس؟
أدلة التستر سكتت عن نوع الغطاء، والأدلة التي ورد فيها لفظ الجلباب والخمر هي الغطاء الشائع في ذلك الوقت، فكل ما يغطي شعر الرأس يعتبر موافقاً لأمر الحجاب، طبعاً سواء كان زينة أم لا، وسواء كان مثيراً للشهوة أم لا، وسواء كان لباس شهرة أم لا، ونحو ذلك؛ لأن لكل من هذه ألقاباً خاصة، وحكماً خاصاً٠
فمثلاً لنفرض أن امرأة متغطاة بالكامل ورأسها مغطى بخوذة، ففي هذه الحالة الرأس مغطى والحجاب مكتمل٠
جواز أم تحريم؟
أما حكم تحريم أو جواز استعمال الباروكة للنساء فيقال: إذا كانت الباروكة زينة أو لباس شهرة فهي خاضعة لحكم هذه الألقاب، فمثلاً إذا اعتبرنا لباس الشهرة محرماً، فإن المرأة إذا عرضت على الناس باروكة غريبة وألوان تميزها فلا يجوز ذلك، ولو كان كل شعرها مغطى بهذه الباروكة٠
الباروكة زينة
إذا علمنا أن الباروكة قد تكون في النهاية قبيحة ومقززة غطاء كاملاً لشعر الرأس فلا يقال إن الباروكة زينة دائماً، بل الشائع أن استعمال الباروكة للزينة؛ ولذلك فإن إظهاره أمام غير المحارم في الحالات التي يعد فيها زينة عرفاً يحرم٠
معلوم أن إذا زالت صفة الزينة عن الشعر المستعار بسبب كثرة استعماله من قبل النساء، مثل نتف الحواجب وتزويق الوجه، فلا حرج في استعماله، ولكن بشرط ألا يكون من الزينة أو غير ذلك من المصطلحات المحرمة كإثارة الشهوة٠
هذه المذكرة جزء من المجلة الإلكترونية “أصول فقه الدرامة” التي تم إصدارها بالتعاون مع مدرسة فقه الفنون وموقع شبكة الاجتهاد٠