الحجة الإسلام والمسلمين حسن معلمی، وإن كان أكثر شهرة في الفلسفة والعرفان، إلا أنه درس ودرّس الفقه والأصول لسنوات طويلة. وُلد عام ١٣٣٨ هـ.ش في أصفهان، ولم يبتعد قط عن الفقه والأصول خلال هذه السنوات. أجرينا معه حوارًا حول «اللَهو»، ماهيته وحكمه الفقهي. يرى أنه لا يوجد فقيه حكم بحرمة اللَهو المطلق؛ لذا، حتى لو كانت الفنون المختلفة دائمًا لهوًا، لا يمكن الحكم بحرمتها بشكل عام. في هذا الحوار، عبر بصراحة أكبر عن النظريات المتعلقة باللَهو وأوضح مصاديقه. وفيما يلي نص الحوار الخاص الذي أجراه معه معهد الدراسات الفقهية المعاصرة مع هذا العضو في الهيئة العلمية لجامعة باقر العلوم:
الفقه المعاصر: ما هو اللَهو؟ وهل يمكن تطبيقه على أنواع الفنون؟
معلمی: اللَهو يعني التسلية، الاستمتاع، الأعمال الباطلة، الأعمال التي لا غرض عقلائي لها، والترفيه؛ أي أنه يشمل كل هذه الأمور. على سبيل المثال، إذا لعبت بالسبحة أو بلحيتك، فهذا لهو. لم يحرم أي من الفقهاء اللَهو بشكل مطلق. بالطبع، قد يُطلقون اسم اللَهو على أمور مثل اللعب باللحية وما شابه، لكن اللَهو بالتأكيد ليس حرامًا بشكل مطلق. إضافة إلى ذلك، بعض الأعمال، وإن كانت في ذاتها لهوًا، إذا ترتب عليها غرض عقلائي، تخرج من كونها لهوًا؛ مثل الرياضة، فإذا كانت للصحة، وبما أن غرضًا عقلائيًا يترتب عليها، فإنها لم تعد لهوًا.
اللعب كذلك على هذا النحو؛ لذا، لا اللَهو المطلق حرام ولا اللعب المطلق. إن القول بأن الموسيقى المطلقة أو الأغنية المطلقة أو الفيلم المطلق أو الرياضة المطلقة حرام بسبب كونها لهوًا ولعبًا، لا يقبله أي من الفقهاء. حتى سماحة القائد نفسه في كتابه «الغناء والموسيقى» لا يرى حرمة المطلق. هذا الأمر دفع الفقهاء إلى تقسيم اللَهو إلى أقسام، مثل اللَهو الذي يناسب مجالس اللَهو واللعب، أو اللَهو المطرب، أو اللَهو المضل عن سبيل الله.
الفقه المعاصر: يعتبر البعض أن الأمر اللهوي هو ما لا يكون فيه ذكر الله، وهو ما يترتب عليه أن تكون معظم أعمال المسلمين، وحتى المتدينين، لهوًا. هل ترى هذا التفسير من اللَهو صحيحًا؟
معلمی: لا، مجرد أن الإنسان لا يكون منتبهًا إلى الله لا يعني أنه حرام. كثير من أعمالنا لا تكون مصحوبة بذكر الله؛ فهل يعقل أن نقول إنها لهو وحرام؟ هل كل ما نفعله نفعله بذكر الله؟ نعم، إذا كان أمر لهوي يمنعك من السير في طريق الله، أو من أداء الواجبات وترك المحرمات، فإنه يكون حرامًا؛ لكن مجرد أنك لا تذكر الله أو لا يكون انتباهك موجهًا إلى الله، لا يعني أنه محرم. قلة قليلة من الناس هم من يكونون في ذكر الله طوال اليوم والليلة.
الفقه المعاصر: هل يوجد دليل شرعي يدل على حرمة أو عدم رجحان اللَهو بشكل مطلق؟
معلمی: لا، لا يوجد مثل هذا الدليل. بالطبع، قد تكون هناك رواية تقول إن كلما زاد ذكر الله كان أفضل، لكن أن يكون عدم ذكر الله حرامًا أو مكروهًا، فهذا لا يثبت. بعبارة أخرى، رجحان ذكر الله لا يثبت حرمة أو كراهة عدم ذكر الله.
الفقه المعاصر: هل يوجد فن بذاته يُعد مصداقًا للَهو، أم أنه دائمًا يُعد مصداقًا للَهو بسبب مقارنات مثل اختلاط الرجال بالنساء، أو المحتويات غير المناسبة والمضلة؟
معلمی: عندما لا يكون اللَهو المطلق حرامًا، فإن مصاديقه لن تكون حرامًا أيضًا. فيما يتعلق بحرمة اللَهو، يرى البعض مثل السيد الكاشاني أن اللَهو الذي يناسب مجالس اللَهو واللعب، كالمجالس التي يرقص فيها الرجال والنساء معًا، هو حرام. والبعض الآخر، مثل المرحوم الإمام، يعتبر اللَهو المطرب حرامًا. أما سماحة القائد فلا يرى حتى القسم المطرب حرامًا، بل يقول بحرمته إذا كان مضلاً عن سبيل الله، بناءً على الآية «ليضل عن سبيل الله». والمراد من «مضل عن سبيل الله» هو اللَهو الذي يمنع الإنسان من أداء الواجبات وترك المحرمات.
الفقه المعاصر: هل حكم اختلاط الرجال والنساء هو نفسه؟
معلمی: اختلاط الرجال والنساء حرام بذاته؛ أما اللَهو، فمثلاً بحسب قول السيد الكاشاني، قد يكون حرامًا لأنه يُؤدى في مجلس لهو ولعب، لكنه في مجلس آخر قد لا يكون حرامًا. على سبيل المثال، إذا غنى حسام الدين سراج في مجلس لهو ولعب، فهو حرام، لكنه في مجلس آخر لا حرمة له.
الفقه المعاصر: هل تعتقد أن القول بأن التلقي الخاطئ لمفهوم اللَهو قد أدى إلى عدم الاعتراف بمقولات مثل الفن، الترفيه، والفرح من قبل الفقهاء والمجتمع المتدين صحيح؟
معلمی: هذه النقطة ليست صحيحة بالنسبة لجميع الفقهاء، لكن بعض الفقهاء، بسبب أن جزءًا من الغناء كان حرامًا، أتوا من باب الاحتياط وحرموا الجميع ليرتاح ضميرهم؛ لكن ما دمنا في ظل حكومة إسلامية، لا يمكننا أن نحكم بالاحتياط، بل يجب أن نقول بصراحة هذا حرام وهذا حلال؛ يجب أن يكون الأمر واضحًا. لذا، يجب أن نرى أي من هذه مضل عن سبيل الله وأيها ليس كذلك.
الفقه المعاصر: أي أن آراء الفقهاء تختلف في هذا المجال؟
معلمی: نعم، تختلف. على سبيل المثال، آية الله الكلبايكاني كان يرى حرمة الأغنية المطلقة. أصدر هذه الفتوى من باب الاحتياط حتى لا يقع أحد في حرام مشتبه به؛ لكن أمثال المرحوم الإمام لم يكونوا كذلك، وكانوا يرون أن الموسيقى المشتبه بها حلال.
الفقه المعاصر: هل تطبيق أو عدم تطبيق عنوان اللَهو من وظائف الفقيه، أم العرف العام، أم المكلف؟
معلمی: المفهوم العام للَهو يجب أن يحدده الفقيه. على سبيل المثال، هناك الآن نزاع حول ما إذا كان اللَهو هو فقط العمل الخاص بمجالس الغواية، أم العمل المطرب، أم العمل المضل؟ حسنًا، تحديد هذه المسألة يقع على عاتق الفقيه وليس المكلف. أما بالنسبة للمصاديق، فيجب على المكلفين أن يعملوا بحسب تشخيصهم؛ فلا يفعلوا المصاديق التي هي قطعًا حرام، ويفعلوا المصاديق التي هي قطعًا حلال، أما المصاديق المشتبهة فحكمها الحلية، وإن كان الاحتياط فيها محمودًا أيضًا.
نقطة أخرى هي أن هذه المصاديق ليست متساوية عند جميع الناس؛ فقد يعتبر شخص ما موسيقى معينة مضلة، بينما يرى آخر تشخيصًا مختلفًا.