إشارة: الخلايا الجذعية من التقنيات التي، إلى جانب تعقيدها، أثارت خيالات للبشرية. عندما يتم ترميم نسيج من الجسم، لماذا لا نتحدث عن تجديد شباب الجسم كله؟ عندما يمكن صنع خلية جديدة، لماذا يكون حلم خلود الإنسان أمرًا بعيد المنال؟ الدكتور صادق قديمي، الحاصل على دكتوراه في الفقه والحقوق، ويبحث منذ سنوات في فقه الطب، يعتقد أنه رغم التقدم السريع والمذهل في الخلايا الجذعية، فإن الحديث عن الخلود والبقاء شابًا دائمًا للإنسان حاليًا في حدود خيال. هذا الأستاذ في الحوزة العلمية للأخوات يذكّر بالطبع أن علومًا من هذا النوع عادةً ما تتطور سرًا ولا تُعلن تقدمها. تحدثنا معه عن تطبيقات الخلايا الجذعية في حياة الإنسان اليوم، ومشروح ذلك يمر أمام نظركم:
فقه معاصر: ما هي الخلايا الجذعية وأي الخلايا تشمل؟
قديمي: الخلايا الجذعية التي تُعرف باسم الاستيم سيلز نوع من الخلايا التي لها القدرة على الانقسام والتمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا، وبسبب قدراتها الخاصة لها تطبيقات كثيرة في الأبحاث الطبية والعلاجية. هذه الخلايا لها خاصيتان: واحدة القدرة على الانقسام، أي يمكنها الانقسام بشكل غير محدود؛ والثانية التمايز، أي يمكنها التحول إلى خلايا متخصصة أخرى مثل الخلايا العصبية، العضلية، الدموية، والجلدية؛ لذا تُدعى خلايا جذعية. تقسم الخلايا الجذعية إلى خلايا جذعية جنينية، بالغة، ميزانشيمية، بلوريفريا، ومتعددة القدرات أو آي بي إس، ولكل منها كفاءة خاصة وتُؤخذ من مصدر معين. هذه الخلايا بعضها أقوى وبعضها أضعف في القدرة على التحول إلى خلايا معينة؛ أي بعضها لديه قدرة أكبر ويمكنه التمايز إلى خلايا أكثر، وبعضها أقل.
تطبيقات هذه الخلايا أيضًا في علاج الأمراض والأبحاث العلمية.
فقه معاصر: هل الخلايا الجذعية مقتصرة فقط على خلايا الحبل السري والجنين أم تشمل خلايا نخاع العظم أيضًا؟
قديمي: الخلايا الجذعية ليست مقتصرة على خلايا الحبل السري للجنين ولها أنواع مختلفة كما ذكرنا في النقاش السابق؛ مثل الخلايا الجذعية الجنينية، الخلايا الجذعية البالغة، خلايا الحبل السري، الخلايا الجذعية الميزانشيمية، الخلايا الجذعية البلوريفريا.
الخلايا الجذعية الجنينية تُؤخذ من الأجنة في مراحل التكوين الأولى. في المصطلح الطبي المتخصص، تُدعى براسكوليس، تُستخرج منها ولها قدرة على التكاثر والتمايز.
الخلايا الجذعية البالغة هي تلك التي ذكرتموها توجد في نخاع العظم والجلد والنسيج الدهني، ولها قدرة على التمايز والتخصص؛ لكنها أكثر محدودية من الخلايا الجذعية الجنينية، أي قدرة تمايزها أقل من هذه.
خلايا الحبل السري الجذعية تُستخرج من دم الحبل السري بعد الولادة.
الخلايا الجذعية الميزانشيمية هي خلايا يمكنها التحول إلى خلايا مختلفة ولها تطبيقات كثيرة في العلاج والأبحاث. هذه الخلايا في بلدنا تحظى باهتمام خاص ومركزي، ومراكز متعددة تعمل عليها. تُستخرج هذه الخلايا من أنسجة مثل نخاع العظم، الدهون، وحتى الأسنان اللبنية، وميزتها أنها يمكنها التحول إلى أنواع خلايا مختلفة مثل الدهن والغضروف والعظم.
الخلايا الجذعية البلوريفريا أيضًا من تلك التي ليس لها قيود في التمايز ويمكنها التحول إلى أي نوع خلية في الجسم.
فقه معاصر: هل تؤكد التقرير الذي يقول إنه حتى الآن في إيران لم يتم استخدام طبي لخلايا جذعية بنك الحبل السري، وهل مستوى الاستخدام للخلايا الجذعية في إيران يختلف عن الدول الأخرى أم لا؟
قديمي: هذا التقرير غير دقيق؛ لأنه يتم استخدام الخلايا الجذعية وأيضًا بنك دم الحبل السري على نطاق واسع. في إيران مؤخرًا تطور وأبحاث في مجال الخلايا الجذعية حقق تقدمًا ملحوظًا، بحيث إيران في دول غرب آسيا من الرواد في هذا المجال، ويمكن القول إنها من الدول الرائدة في هذه المنطقة. فيما يتعلق بمستوى الاستخدام الطبي للخلايا الجذعية، يمكنني الإشارة إلى الحالات التالية:
واحد، زرع الخلايا الجذعية؛ ثانيًا، تطوير بنوك دم الحبل السري. ثالثًا، الأبحاث العلمية والعلاجية؛ رابعًا، ترسيخ ثقافة تخزين دم الحبل السري وتبرعه. ربما الجزء الأهم الذي هو مبتلى به في مجتمعنا كثيرًا هو استخدام الخلايا الجذعية في علاج العقم، والذي يتم على نطاق واسع، وبنظر إلى ضرورة جهاد الإنجاب، عمل قيم جدًا. بلدنا من الدول التي يمكن القول بجرأة إنها تسير على حدود العلم ومن الدول المبتكرة والرائدة في هذا المجال.
فقه معاصر: هل يوجد إمكانية لمحاكاة الإنسان أو تجديد شبابه وخلوده من خلال تقدم الخلايا الجذعية أم لا؟
قديمي: هذا السؤال له ثلاثة أجزاء: المحاكاة، تجديد الشباب، والخلود، سأشير إليها باختصار لكل ثلاثة.
المحاكاة تعني أن نريد إعداد نسخة جينية أخرى من إنسان، وتنقسم إلى نوعين: محاكاة علاجية وهي نقاش عن نسيج أو عضو، أي نعد عضوًا مشابهًا تقريبًا للنسيج أو العضو الموجود في جسم الإنسان ونزرعه فيه، وتُدعى محاكاة علاجية. واحدة أيضًا محاكاة كاملة؛ أي نحاكي الإنسان كله، والتي بالطبع حاليًا في مرحلة الأبحاث، وغير معروف إن كان علم الخلايا الجذعية يمكنه الوصول إلى هذه المرحلة.
أما تجديد الشباب فتعني أن نعيد خصائص الشباب إلى الخلايا والأنسجة. الخلايا الجذعية لها قدرات تساعد في ترميم وإعادة بناء الأنسجة، وهذا مقدمة لتجديد الشباب، وبنوع ما أن الخلايا الجذعية يمكنها مساعدة في إنتاج خلايا جديدة وترميم الأنسجة التالفة. هذا العمل حاليًا في المرحلة السريرية يتم على نطاق واسع في بلدنا.
أما الخلود فتعني أن يصل الشخص إلى مرحلة حياة لا نهاية لها أو توقف عملية الشيخوخة فيه. بالطبع لا أحد يدعي أن التكنولوجيا أو الصناعة أو التقنية ستصل إلى مكان يجعل الإنسان خالدًا؛ لكن أبحاثًا وأعمالًا تتم في اتجاه زيادة طول العمر وتحسين جودة حياة الإنسان.
خلاصة كلامي في هذه الثلاثة هي أن: تقدم تكنولوجيا الخلايا الجذعية يمكنه مساعدة في تجديد شباب الأنسجة وعلاج الأمراض؛ لكن محاكاة الإنسان الكاملة والوصول إلى مرحلة الخلود حاليًا في حدود خيال؛ أي بعيد عن متناول الأبحاث الموجودة، وبالطبع له تحديات أخلاقية وعلمية خاصة به. كذلك مباحث فقهية واسعة جدًا، حتى في الدول التي لا تُطرح فيها المباحث الفقهية، يتم الحديث عن المباحث الأخلاقية، المحرم والمحلل، والجواز الأخلاقي وغير الأخلاقي لهذه الأمور.
فيما يتعلق بالنقاشات العلمية والتقنية لهذه المسألة، لا يمكن الحديث بشكل قاطع؛ لأن التكنولوجيا المعلنة تختلف عن التكنولوجيا الحقيقية، أي أن الكثير من التقدم لا يُعلن ويُحتفظ به سرًا لمصالح معينة.
